مأذونة «رايح- جاي».. رحلة «وفاء» بين قاعات أفراح الإسماعيلية 
مأذونة «رايح- جاي».. رحلة «وفاء» بين قاعات أفراح الإسماعيلية 


حكايات| مأذونة «رايح- جاي».. رحلة «وفاء» بين قاعات أفراح الإسماعيلية 

أحمد صبري

الثلاثاء، 23 أبريل 2019 - 05:25 م

 

بابتسامة واسعة ولغة عربية فصحى وثقة بلا حدود، أمسكت وفاء قطب بمثلث الثبات في مهنة لم تطرق النساء أبوابها منذ مئات السنين إلا بحلول الألفية الجديدة.. هنا في الإسماعيلية يبدو الأمر مختلفًا. 

 

بالعلم والقانون عجزت العادات والتقاليد عن الوقوف في وجه طموح «وفاء»، لما لا وقد حصلت على ليسانس الحقوق في جامعة الزقازيق، ثم ألحقته بماجستير في القانون العام، لتبدأ رحلتها مع التقديم على وظيفة مأذونة في محافظتها. 

 

«بعد تعيين مدام أمل سليمان كأول مأذونة في مصر، أعجبت بالفكرة جدا واستحوذت على تفكيري، وبمجرد علمي بوجود مكان شاغر في منطقتي بعد وفاة المأذون الشرعي لها، عام 2009، تقدمت بأوراقي في المحكمة، وكنت ضمن 32 مرشحا جميعهم من الرجال، وكنت البنت الوحيدة بينهم وعمري وقتها 22 سنة».. قصة كفاح جعلت منها «وفاء» رسالة لكل بنات جيلها.

 

بين المحكمة ووزارة العدل، ظلت مسابقة اختيار المأذون تتداول إلا أن وقع الاختيار عليها بعد 6 سنوات، ليتم تعيينها في عام 2015، وحينها أحدث القرار هزة بين أسر الإسماعيلية كأول مأذونة شرعية في منطقة القنال.

 

اقرأ للمحرر أيضًا| «هند» أول مصرية للحراسات الخاصة.. «عينها على صلاح»

 

«أبهرني رد فعل الناس وجاء عكس توقعاتي تماما، حيث أنني والحمد لله بادخل قلوب الناس بسرعة بمجرد التعامل معي، فسماع كلمات الثناء والشكر بعد عقد القران كان يزيدني قوة وثقة لإكمال هدفي وتطوير نفسي في هذا المجال».. من هذه المواقف كان نجاح ابنة الإسماعيلية.

 

 

لم تترك وفاء الخوف يتسلل إلى داخلها يومًا، منذ أن قررت اقتحام مجال يقتصر فقط على الرجال، ولا تزال تفتخر بأنها سارعت إلى تقديم أوراق تعيينها بمجرد علمها بوجود مكان لتحقيق حلم راودها كثيرا؛ بل كان ممكنًا تعيينها في سن أصغر لأن قرار المحكمة جاء بعد 6 سنوات من تقديم أوراقها.


 
كوميديا بلا حدود

 

لا تزال مأذونة الإسماعيلية تتذكر جيدًا كثيرًا من المواقف التي تعرضت لها، أثناء عقد القران منها ما هو طريف، لكن الأبرز.. «كان في عريس له أخ توأم له نفس الشكل (فولة واتقسمت نصين) لدرجة أنني اختلط عليّ الأمر في تحديد من هو العريس».

 

وكالعادة يظل «منديل كتب الكتاب» صاحب المكانة المقدسة لدى العائلات في مصر، وكثيرًا ما يحاول كل طرف خطفه بعد عقد القران في مشاهد كوميدية، اعتقادًا بأنه في انتظار فرحة قريبة أو أنه العريس المنتظر.

 

اقرأ للمحرر أيضًا| «لبن جوه الكانز».. «سلطان» يلعب بالبيضة والحجر في شوارع شبرا

 

ليس هذا فقط ولكن لـ«قلم» عقد القران أهمية أيضًا، عند بعض الناس، حيث يطلبونه منها بعد الانتهاء، تفاؤلا به أو ذكرى لهذه المناسبة السعيدة، وتعقب المأذونة وفاء هذه الموقف بقولها: «بأكون في حيرة من أمري.. ألبي طلب مين فيهم».

 

 

طلاق لأسباب غريبة

 

قائمة المنقولات «القايمة» ومؤخر الصداق، أزمات متكررة أيضًا بين أهل العروسين؛ لكن حكمة «وفاء» في احتواء هذه المشكلات، باتت حاضرة بقوة؛ إذ لا يخرج الطرفان من مكتبها إلا وهناك ترضية لهما، عبر تقريبها وجهات النظر بينهما.

 

ورغم ذلك، تتذكر مأذونة الإسماعيلية حالة مؤثرة جدا لزوجين تم الطلاق بينهما، والغريب في الأمر ليس بسبب مشاكل بينهما؛ ولكن لخلافات بين أسرتيهما، وحماية لحبهما وعدم اشتعال الأزمات أكثر من ذلك بين الأهل، اتخذا معًا قرارًا بالانفصال، وكان ذلك في مشهد تراجيدي و«لا أحسن فيلم سينما».

 

أما السوشيال ميديا فيكاد يجمع المأذونين في مصر على أنها السبب الرئيسي في فتور الحياة الزوجية، خصوصًا مع انشغال الزوج عن الزوجة أو العكس، وتباعد بين شريكيّ الحياة، ليصبح كل منهما منعزلا في عالمه الافتراضي، ويقوم بتكوين علاقات افتراضية من هذا العالم الوهمي، تنتهي بالخيانة وهدم الأسرة.

 

 

ثم يدخل في قائمة أسباب الانفصال، الإيذاء البدني والمعنوي بين الزوجين، كضرب الزوج للزوجة، أو تعمد إهانتها باستمرار، وكذلك الخيانة الزوجية.

 

صدمة كبيرة

 

مع استلام وفاء قطب عملها كمأذونة شرعية في إحدى مناطق الإسماعيلية، عام 2015، تعرضت لصدمة كبيرة، بنسبة الطلاق الموجودة في محافظتها، فقررت مساعدة المقبلين على الزواج أو المتزوجين بالفعل من الوقوع في فخ الطلاق.

 

قررت وفاء تنفيذ ندوات للتوعية، وكانت أول ندوة بعد تعيينها بسنة واحدة، والتي كانت مفتاح السر والخطوة الأولى في طريق التوعية بالمشاكل الزوجية، حيث كانت نسبة الحضور فيها تفوق 100%.

 

 

وبعد ذلك توالت الندوات للمقبلين على الزواج، وأيضا المتزوجين حديثا، وهو ما جعلها مختلفة عن الآخرين، إذ ساعدها بطبيعة ومكامن المشاكل على أرض الواقع.. «كنت أعطي لهم الخلاصة لأني في المطبخ».

 

ومع زيادة شهرة مأذونة الإسماعيلية في المجال التوعوي، أقدم المجلس القومي للمرأة على دعوتها في عام 2018 لتصبح ضمن فريق كبير لإنشاء مركز لتأهيل المقبلين على الزواج، ليتحقق حلم شخصي طال انتظاره، ثم تطور الأمر بالوصول لشريحة أكبر عبر صفحتها على موقع فيسبوك.

 

 

ثم من فيسبوك إلى الإذاعة، حيث تقول وفاء: «اقترحت على رئيس الإذاعة فكرة برنامج يومي صباحي، أطرح فيه المشاكل الزوجية عن طريق نصيحة في كبسولة مدتها من 5 إلى 7 دقائق في برنامج اسمه (يوميات مأذونة) وبالفعل تمت الموافقة عليه وبدأت البرنامج من شهرين ولاقى نجاح كبير ومتابعة جيدة من الشارع الإسماعيلي، فقرر رئيس الإذاعة ضمي للخريطة الرمضانية ببرنامج جديد هو يوميات مأذونة في رمضان، وأعمل جاهدة على تجميع أفكار جديدة لهذا البرنامج.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة