محمد درويش
محمد درويش


نقطة في بحر

محمد درويش يكتب: نجل الأستاذ

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 28 أبريل 2019 - 01:04 ص

كلاهما درس الهندسة ولكن الأب جلال الدين الحمامصى، تركها بعد أن حصل على شهادته، جذبته الصحافة وأصبح واحدا من نجومها، أما الابن كامل فقد احترف العمل الهندسى واتخذ من الكتابة هواية ووجد نافذة الفيس بوك ليطل منها على مريديه من أصدقاء صفحته.


عادت بى الذاكرة إلى ٤٥ عاما مضت وتحديدا فى مايو ١٩٧٤ عندما كنا فى امتحان المادة التى كان يقوم بتدريسها لنا أستاذنا الراحل العظيم جلال الحمامصى، ونحن فى السنة الأولى بكلية الاعلام، تفقد اللجنة ووجد صراخا من الطلبة والطالبات يطالبون بمد الامتحان ساعة زيادة من الساعات الثلاث المقررة لصعوبة الامتحان فى الوقت الذى أنهيت فيه الإجابة خلال ساعة ونصف فقط وهو ما دعا الأستاذ جلال لسؤالى انت خلصت وجاوبت ولا تركت ورقة الإجابة فارغة، أجبته انتهيت من اجابة الاسئلة، نظر إلىّ بدهشة واستنكار وكان نجاحى فى المادة دليلا أن نظرته كانت تعبر عن الدهشة فقط.


تذكرت هذا الموقف وصديقى محيى عبدالغفار يخبرنى بأن المهندس كامل الحمامصى قام ببث مقال لى على صفحته معلقا عليه بسطور أسعدتنى للغاية، وبالفعل سرعان ما تلاقينا على صفحات الفيس وتبادلنا أرقام الهاتف وبدأت صداقة كنت أتوق إليها منذ زمن بعيد فما زرعه فينا الأستاذ من المؤكد أنه زرع أضعافه فى نجله المهندس كامل.


تصفحت كتاباته التى يكتبها تحت عنوان «من حديث الهمة» ليذكرنى بعامود «دخان فى الهواء» الذى كان من أقوى وأشهر الأعمدة اليومية فى الصحافة لأستاذنا الراحل.


وتذكرت أنه رفض أن يعود لكتابته فى بداية عصر السادات معللا ذلك بأنه لن يكتب فى ظل وجود رقابة فى الصحف، رغم كان يكتب لنا فى الصفحة الأولى من جريدة صوت الجامعة التى كان يصدرها طلاب كلية الإعلام تحفيزا لهم وتشجيعا حتى لو لم يكن يوقع المقال باسمه وظل على موقفه حتى قرر الرئيس السادات إلغاء الرقابة على الصحف وعاد جلال الدين الحمامصى كاتبا لعموده فى الصفحة الثالثة من الأخبار ليقتحم أعشاش الدبابير وتقوم الدنيا ولا تقعد مع كل قضية يثيرها مؤكدا أن الكاتب ضمير أمته مدافعا عن حق وطن وحقوق مواطن.


كلما قرأت ما يكتبه المهندس كامل الحمامصى الذى اكتسب من والده أستاذنا العظيم الكتابة لوجه الله والوطن ولا يحرك قلمه إلا ضميره أيقنت أن التاريخ يعيد نفسه - أحيانا - مع أنجال الرواد مهما اختلفت توجهاتهم أو التمسوا طريقا آخر فى الحياة بعيدا عن الطريق الذى سلكه الآباء، ولكن طريق الفكر وامتلاك ناصية القلم يتميز بعدم قدرة أحد على احتكاره فقد يبدع العالم أيا كان مجاله أكثر مما يبدع الكاتب والمفكر المحترف.


هل ينصفه وزير الخارجية؟


القارئ مصطفى عبدالكريم عيسوى كبير الباحثين السابق بالإدارة القانونية بوزارة الخارجية، حصل على حكم نهائى من الإدارية العليا بإقرار أقدميته فى درجة مدير عام واحتساب مدة عمله بالخارج وصرف المستحقات المالية الناشئة عن هذا الحكم.


عيسوى يناشد الوزير بإنصافه بعد تعنت الإدارة المسئولة فى تنفيذ الحكم لصالحه رغم أنهم نفذوا أحكاما مماثلة لموظفين آخرين بعد بلوغهم السن القانونية مثله.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة