حيتان متحجرة وكائنات بحرية فقارية بوادي الريان
حيتان متحجرة وكائنات بحرية فقارية بوادي الريان


«مصر جميلة».. الفيوم كانت هنا منذ ٤٠ مليون سنة

محمود عمر

الإثنين، 29 أبريل 2019 - 01:28 ص

محافظة الفيوم التاريخية التي كانت شاهدة علي كافة العصور، وملاذا لجميع الحضارات التي شهدتها أرضها، لم تتغير ولم تتبدل وظلت شاهدة علي كل حضارات التاريخ حتي قبل 40 مليون سنة، بعدما تم اكتشاف وادي الحيتان الذي يضم في متحفه المفتوح هياكل عظمية لحيتان متحجرة وكائنات بحرية فقارية ولا فقارية تعود إلي عصر الأيوسين الأعلي، أي منذ نحو 40 مليون سنة، ويقع علي بعد 36 كيلو مترا غرب البحيرة السفلي بوادي الريان .

 

يقول عصام السعداوي «باحث بيئي»‬، أن أول زيارة بحثية لاستكشاف منطقة وادي الحيتان كانت منذ عام 1800 وبدأت الدراسات الجيولوجية في المنطقة قرابة عام 1830 حيث تم العثور علي أول هيكل عظمي متحجر لأحد حيتان المنطقة ولكن لم يتم جمع أجزائه، ومنذ عام 1961 إلي 1986 تم عمل حفائر في المنطقة جمع من خلالها عشرات الآلاف من القطع المتحجرة التي يعود تاريخها لأكثر من 40 مليون سنة .

 

وأشار إلي أنه منذ هذا التاريخ كانت الحدود الجنوبية لبحر «التيسي ـــ جد البحر المتوسط الآن» في منطقة الفيوم، وكان موقع وادي الحيتان هو خليج مملوء بنبات «‬المانجروف» والأسماك العظمية،وهو ما جعله بيئة مناسبة للحيتان والكائنات البحرية الأخري بحيث تتكاثر وتعيش في هذا الخليج، إلي أن انحسر البحر للشمال تاركا هذا الخليج بمفرده ما أدي إلي جفافه.

 

ومع ملايين السنين تحجرت الكائنات البحرية الموجودة فيه واحتفظت الصحراء بحياه بحرية كاملة، لكي يري المشاهد الآن الهياكل العظمية للحيتان بهذا المنظر العجيب، كما يري جذور نبات المانجروف المتحجرة، فضلا عن تميز المنطقة بالتكوينات الصخرية الساحرة التي تشبه فطر «‬الماشروم» عيش الغراب، فلما انحسر البحر ترك تكوينات صخرية كالحجر الجيري والرملي وطبقة رسوبية من الطمي بسبب عوامل التعرية التي أعطته شكل نبات الماشروم .

 

وأضاف أن عدد الهياكل العظمية المتحجرة للحيتان بلغ 406 منها ‏205‏ هياكل عظمية كاملة ترجع إلي 40 مليون سنة، بالإضافة إلي وجود الكثير من الحيوانات والأسماك الأخري مثل ‏«القروش، والأسماك العظمية، وأبو منشار، والسلاحف البحرية‏، وغيرها من الكائنات البحرية».

 

وأكد أن هذه المنطقة تعد من أجمل بقاع العالم لوجود التلال الصغيرة والنتوءات الصخرية البديعة المنظر من الحجر الجيري والحجر الرملي ذات الأشكال المتنوعة التي أعطت لها طابعاً مميزاً، ولذلك سجلتها منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم «‬اليونسكو» في اجتماع لجنة التراث العالمي الذي استضافته مدينة «‬دربن» بجنوب إفريقيا في يوليو 2005 في قائمة المحميات الطبيعية كأول موقع طبيعي مصري يتم تسجيله في قائمة اليونسكو كتراث طبيعي عالمي باعتبارها تضم حفريات لنوع منقرض من الحيتان في الصحراء الغربية بمصر، الأمر الذي ساعد العلماء علي معرفة مراحل تطور حياة هذا الكائن الثديي الذي تحول علي مر السنين من كائن بري إلي كائن بحري .
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة