الثلاثاء، 30 أبريل 2019 - 10:41 م

كل عام وأنتم بخير..يحتفل اليوم عمال مصر بعيدهم الذى يأتى فى اليوم الاول لشهر مايو وسط فرحة مختلفة هذا العام سببها العديد من المشروعات القومية التى يتم تنفيذها على أرض الواقع والتى  ساهمت فى توفير العديد من فرص العمل لكافة فئات الشعب المصرى.. «الأخبار» التقت عمال هذه المشروعات للتعرف على آرائهم فى تلك المشروعات وكيف عادت بالنفع عليهم وعلى اسرهم.. وهل سيحتفلون بإجازة عيد العمال ام أنهم مستمرون فى العمل؟

«لا وقت للراحة».. شعار العاملين بـ «محور المحمودية»

“لا وقت للراحة”.. شعار رفعه العاملون فى مشروع محور تنمية المحمودية “شريان الأمل”, رافضين الحصول على إجازة خلال عيد العمال, لإنجاز المشروع القومى الذى سيعود بالنفع على عروس البحر المتوسط فى موعده المحدد.

وفى جولة لـ”الأخبار” بموقع المشروع الأضخم فى الإسكندرية, عبر العاملون بـ “شريان الأمل” او محور المريوطية عن فخرهم بالعمل فى واحد من المشروعات القومية التى لا يتوقف العمل بها على مدار اليوم فى كل ربوع مصر.

وقال حلمى غلاب, رئيس العمال التابع لإحدى شركات المقاولات المسئولة عن الحفر وتركيب مواسير الصرف ومصايد الأمطار إن مشروع محور المحمودية يعتبر من أفضل المشاريع القومية التى تم إقامتها فى الإسكندرية منذ ثلاثين عاماً.

وأضاف “غلاب” أن “شريان الأمل” اسم على مسمى لأن المشروع فعلاً يعد شرياناً ومتنفساً جديداً للإسكندرية, قائلا:” بكل أمانة أشعر بالفخر للمشاركة فى مثل هذه المشروعات لأنها ستبقى لأولادى وأحفادى وستكون ذات فائدة كبيرة على المدينة”.

وأضاف رئيس العمال فى تصريح لـ”الأخبار” أن العمل لا يتوقف فى العطلات الرسمية ويتم سيره بشكل طبيعى وفقاً للورديات المحددة سلفاً.
ومن جانبه, قال المهندس علاء الدين محمد, مهندس, إنه سيتم انشاء 5 كبارى ربط أعلى المحور إلى جانب إنشاء مناطق تنموية فى مناطق متفرقة بطول المحور المرورى بالكامل.

وأضاف “محمد”:” نعمل ليلا ونهارا لإنجاز المشروع فى موعده.. لا وقت للإجازات والراحة”, منوها أنه من المقرر الانتهاء من رصف المحور المرورى خلال شهرين.

وبدوره, علق نور الشريف, أحد العاملين بمشروع محور المحمودية, قائلا:” المشروعات دى رزق لينا كلنا ولأولادنا.. محدش يقول للشغل والرزق لأ ويطلب إجازة.. أنا شخصيا راحتى هنا وسط المعدات”.

يذكر أن مشروع شريان الأمل, يضم محوراً مرورياً وتنموياً متكاملاً ويسع من ٦ إلى ٨ حارات مرورية فى كل اتجاه بطول 21 كيلو متراً, بدءاً من الحدود الإدارية للإسكندرية بالكيلو ٥٦ “مخرج ترعة راكتا” شرقا وحتى المصب بمنطقة الدخيلة بالكيلو ٧٧.١ غربًا.

وينفذ مشروع “شريان الأمل” على 5 مراحل بتكلفة 4.7 مليار جنيه بما يساهم فى انتعاش الاقتصاد والاستثمار بالإسكندرية من خلال حل مشكلة التكدس المروري, وتكوين مجتمعات صناعية جديدة فى المناطق ذات الكثافة الضعيفة.

عمال المنصورة الجديدة : سعادتنا فى إنهاء الأعمال قبل مواعيدها وسنبهر الجميع قريباً

لايعرفون طعماً للراحة.. يعملون فى كل وقت وحين.. لايسألون عن الإجازات لأنهم لم يعتادوا عليها.. سعادتهم وأعيادهم الحقيقية عندما ينتهون من أعمالهم ويتبادلون التهانى وهم يرون ثمرة جهدهم وعرقهم قد حققت انجازا على أرض الواقع فى وقت قياسى كان يظنه الجميع مستحيلا.
لم يخطر على بال أحد أن تلك الأرض الجرداء والرمال الصفراء ستدب فيها الحياة بهذه السرعة.. خلايا من النحل من عمال المعمار «الحداد والنجار المسلح ومبيض المحارة والبناء... وغيرهم الكثير « عشقوا تراب المنصورة الجديدة فكانت أقدامهم أول من دبت عليها وتحولها إلى عمارات شاهقة وكورنيش رائع وتمهيد لطرق وعمل متواصل فى بنية أساسية.

التقت «الأخبار» عددا منهم فى أسبوع الاجازات فالعمل لم يتوقف هنا ولم يغادر أي منهم موقع المدينة..
محمود شرارة حداد مسلح يؤكد أنه وزملاءه يعملون قرابة الـ15 ساعة يوميا يتخللها ساعة فقط فترة الراحة وأشاد بالروح التى يتحلى بها جميع العاملين بالمدينة فكلهم على قلب رجل واحد ولم يطلب أحد منهم راحة أو إجازة حتى لرؤية أولاده لأنهم يدركون أنهم يبنون لمستقبل أبنائهم.

ويضيف زميله مسعد العشة حداد مسلح فى ذات الموقع أنه ترك زوجته تعانى من آلام الحمل وطلب من شقيقته الذهاب بها للمستشفى لأنه لايمكنه مغادرة الموقع قبل إنهاء عمله.

أما زميلهما عبد الغنى الزغبى حداد فيشير إلى أن أحد الأسباب التى دفعته هو وزملاءه لعدم الراحة والاستمتاع بالإجازات هو إدراكهم لأهمية مايقومون به خاصة فى ظل ندرة العمالة واتجاه الكثير لشراء توك توك أو العمل على توك توك لأنه أربح وأسهل.

ويضيف : «عشان كده اتفقنا سويا بعيدا عن رؤسائنا فى العمل على ضرورة إنجاز كافة المهام التى تم تكليفنا بها وعدم مغادرة المكان قبل إنجازها والحمد لله أوشكنا على الانتهاء منها».

ويستطرد قائلا: «احنا كلنا هنا بنخاف على بعض واللى بيكون تعبان زميله بيشيل شغله ومفيش حد قصر مره فى شغله وبصراحة أما بنقعد مع بعض بنقول ماهما زميلنا واقفين على الجبهة بيحمونا وبيطهروا سيناء من الإرهابيين ومش معقول احنا نقصر فى شغلنا هنا».

ويضيف محمد سرحان نجار مسلح أن سعادتنا أول أمس أثناء شم النسيم أننا تجمعنا سويا بعد الظهر وتناولنا غذاءنا سويا وكان عبارة عن جبنة قديمه وخس وفطير وبعدين احنا ورانا أشغال كثيرة ولو تناولنا الأسماك المملحة لا يمكن كنا نقدر نكمل شغلنا.. وبعدين احنا فعلا فرحتنا مابتكتملش إلا بالانتهاء من الأعمال التى نكلف بها.

المهندس حسنى السعيد بأحد شركات المقاولات الخاصة والمشرف على العمال يشيد بروح العمال ووطنيتهم حيث يدركون جميعا أنهم يعملون فى مشروعات قومية تمثل المستقبل الواعد لأبناء هذا الوطن.

ويقول: "بصراحة جميعهم لديهم إرادة حديدية وأمانة مطلقة وإخلاص بلا حدود لبلدهم وفعلا كلهم رجا نفخر بهم فلولا الجهود المضنية التى يبذلونها ليلا ونهارا لما ارتفع البنيان فى المدينة على هذا النحو ولما انتهت الكثير من المشروعات المقامة هنا ككورنيش المدينة والكثير من عمارات المرحلة الأولى والبنية الأساسية".

المهندس محمد رجب المشرف على جهاز المدينة يشير إلى أن المنصورة الجديدة تطل على البحر المتوسط بطول 15 كيلو متراً وتتوسط محافظات الدقهلية وكفر الشيخ ودمياط وصدر القرار الجمهورى عام 2017 بمساحة 5104 افدنة ثم صدر القرار الجمهورى عام 2018 بإضافة 809 افدنة لها ليصبح إجمالى مساحة المدينة 5913 فداناً.

وأضاف أنه منذ أن قام الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء حجر الأساس لها فى 22 أغسطس 2017 عندما كان وزيرا للإسكان وبدأ العمل بها على الفور وتضاعف منذ قيام الرئيس عبد الفتاح السيسى بتدشينها فى أول مارس 2018 حيث أن ماتم على أرضها منذ ذلك التاريخ يفوق الخيال حيث سار العمل بها بمعدلات أعلى كثيرا من المعدلات الطبيعية.

عمال مشروعات الغربية يرفضون الإجازة
عيد العمال هو إحدى المناسبات المهمة فى مصر ويحظى بتقدير من الدولة كلها والشعب لهذا فهى مناسبة يعتز بها الجميع.. وفى يوم عيدهم وبالرغم من انه يوم اجازة لكل العمال الا ان هناك عدداً ليس بقليل منهم يعمل فى هذا اليوم خاصة ممن يعملون فى المشروعات القومية والوطنية التى ترتبط بمواعيد صارمة للانتهاء منها.

التقت «الأخبار» بعدد منهم ممن يعملون فى العديد من الجهات والمشروعات القومية فى محافظة الغربية حيث أكدوا انهم لا يفكرون فى الحصول على إجازة او راحة لان راحتهم فى إنجاز عملهم على الوجه الاكمل وفى مواعيده لان العمل هو سر الحياة بالنسبة لهم ومصدر الفرحة والفخر دائما عندما يرون ثمرته وعندما يشعرون أنهم كانوا مشاركين فى اى انجاز يحدث على أرض الواقع.

ويقول محمد كريم إنه من محافظة أسيوط ويعمل فى مشروع الصرف الصحى فى قرية بلتاج التابعة لمركز قطور بالغربية وهذا المشروع كان ينتظره أهالى القرية منذ مدة طويلة وكانوا كثيراً ما يطالبون الدولة والحكومة بتوصيل تلك الخدمة لهم وتم الاستجابة لمطالبهم بالفعل وتم البدء فى المشروع ويدور العمل على قدم وساق للانتهاء منه فى موعده دون تأخير يوم واحد لذلك وبالرغم من عرض الشركة علينا اخذ هذا الاسبوع اجازة للراحة ولرؤية أهلنا وابنائنا وذوينا الا اننا رفضنا جميعا واصرينا على الاستمرار فى العمل لانه عبادة اولا وحتى لا يتأثر موعد تسليم المشروع وايضا لأننا اعتدنا على العمل كل يوم واصبحنا أسرة واحدة.

ويقول عبد الغفار عبد القادر انه من مدينة المحلة ويعمل فى مشروع محطة مياه الشرب الجديدة بمحلة مسير والتى يتم انشاؤها بتكلفة تتعدى الـ٥٠ مليون جنيه ووضع حجر أساسها رئيس الوزراء السابق ومن المقرر ان يفتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسى او رئيس الوزراء الحالى خلال وقت قريب جدا حيث تخدم قرى مركز قطور بالكامل وعددها يتعدى الـ٣٠ قرية وجزءا من مركز المحلة.

واضاف ان هذا المشروع العملاق تم الانتهاء من اكثر من ٩٥ ٪منه بسواعد العمال المصريين من ابناء محافظة الغربية فى زمن قياسى حيث كان العمال رجالاً وعلى قدر المسئولية وكانوا يعملون اكثر من وردية فى اليوم وكان العمال يواصلون الليل بالنهار من اجل الانتهاء منه فى أقرب موعد ممكن وعندما عرضت علينا بالشركة المنفذة للمشروع اخذ هذا اليوم اجازة رفضنا جميعا وأكدنا لهم ان راحتنا هى فى رؤية عملنا وقد انتهينا منه لأننا نعتبر أنفسنا فى مهمة قومية لا تقل عن أى عمل وطنى يقوم به أى مواطن صالح فى المجتمع ولا تقل اهميتنا عمن يحرس الحدود او عمن يحارب الارهاب او غيرها من الأعمال الوطنية.

كما يقول فارس احمد من الصعيد انه يعمل فى مشروع الصرف الصحى بقرية ميت هاشم التابعة لمركز سمنود بالغربية وانه لم ير أسرته الموجودة فى محافظة اسيوط منذ اكثر من ١٢٠ يوماً وبالرغم من ان لديه ابناء فى الدراسة ولديهم امتحانات واحتياجهم له للشد من ازرهم والاطمئنان عليهم الا انه يرى ان العمل يأتى فى الاولوية حتى على أسرته لانه نشأ على حب العمل والوطن والذى لولاه لما كانت لديه اسرة كما ان عمله له اولوية لانه عمل فى مشروعات وطنية هدفها خدمة المجتمع كله وخدمة الأهالى والمواطنين الذين هم اهله أيضا وهو لا يستطيع التأخر عليهم.

وقال ان هذه المشاعر ليست شيئاً غريباً يتمتع به هو فقط وانما هى مشاعر تجمع بين كل العمال الذين يحبون عملهم ونشأوا وتربوا على تقديس العمل واعطوه الاولوية على اى شيء آخر مهما كانت أهميته وقال فى نهاية حديثه اقول لكل عامل مصرى فى اى موقع انت فى مهمة قومية أنجز عملك الذى هو امانة عليك واتقنه حتى تتقدم مصرنا ونصبح فى صفوف الدول التى تفخر بعمالها وانجازاتهم فى كل الميادين.