الجمعة، 03 مايو 2019 - 10:40 ص

أيام قليلة ويهل علينا شهر رمضان، ومع فرحة الأمة الإسلامية جميعها بصيام الشهر الفضيل، إلا أن مريض السرطان يكون في حيرة من أمره، ويتسائل بإستمرار عن مدى إمكانه على الصوم من عدمه وما تأثير ذلك عليه.

التقت "بوابة أخبار اليوم" مع دكتور أحمد البسطويسي أستاذ طب الأورام جامعة القاهرة، ليجيب عن كل استفسارات مرضى الأورام حول صيام شهر رمضان.

- بداية.. هل يسمح لمريض السرطان بالصوم؟

إذا كان مريض السرطان في مرحلة تناول العلاج سواء الكيماوي أو الإشعاعي أو الموجه أو الجيني فلا يستطيع الصوم، وإذا كان أنهى العلاج ويكون فقط في مرحلة المتابعة فيسمح له بالصيام بوجه عام طالما حالته الصحية تسمح بذلك وبتصريح من الطبيب المعالج.

ويقسم العلاج الكيماوي إلى فئتين، علاج قوي مكثف لبعض الأورام قد يستعدي التواجد بالمستشفى لمدة شهر أو أكثر وفي هذه الحالة لن يسمح للمريض بالصوم.

والفئة الأخرى هم المرضى الذين يتناولون جرعات الكيماوي على فترات متباعدة إلى حد ما، فيمكنهم الصوم مع الإفطار يوم تناول الجرعة وكذلك ما يليها بيومين لحاجة الجسم للراحة وتناول سوائل بكثرة، وفي كل الأحوال يجب على المريض الإفطار فوراً إذا شعر بأي أعراض جانبية أو إنهاك وإرهاق من الصيام.

- ومن هم الممنوعين نهائيا من الصيام؟

المرضى الذين يتناولون الجرعات على أيام متتالية كما سبق ذكرهم وذلك بسبب تعرضهم إلى هبوط في صورة الدم والمناعة ونسبة الهيموجلوبين والصفائح الدموية مثل مرضى أورام الدم، وأيضا الذين تتأثر لديهم وظائف الكلى أو الكبد من جلسات الجرعات الكيماوي، ومن لديهم أمراض مزمنة مصاحبة للأورام كأمراض السكر والضغط والقلب فلابد استشارة الطبيب قبل الصيام.

- ماذا يجب على مريض السرطان فعله إذا سمح له بالصوم؟

ضرورة الحرص على تناول الكثير من السوائل في الفترة ما بين السحور والإفطار حتى لا يحدث انخفاض في نسبة السوائل بالجسم، تناول غذاء متوازن من خلال تناول كميات متوازنة من البروتينات المتمثلة في اللحوم الحمراء والبيضاء، حتى لا يصاب المريض بالأنيميا، وحتى لا يؤثر ذلك على فاعلية العلاج وموعد الجرعات.

- هل الصيام يؤثر على مسار الأورام بشكل عام؟

أثبتت الأبحاث والدراسات الأخيرة أن الصيام بأنواعه المختلفة يقوم ببعض التغيرات الإيجابية على التمثيل الغذائي للجسم، مما يؤثر بشكل إيجابي على مسار الورم ورحلة العلاج ويزيد من فاعلية بعض الأدوية في الدم، ويأتي بنتائج إيجابية وليس العكس كما يعتقد البعض، ولكن مازالت هذه الدراسات تحت البحث بمعنى أنها لم تصل لشكل الصيام النهائي الذي يساعد على العلاج لكنها أعطت مؤشر قوي على أن الصيام ليس مضر نهائيًا لمريض السرطان.

- ما هي الطريقة الصحيحة للإفطار حتى لا يشعر المريض بالتعب؟

يجب على المريض الحرص على تناول ما لا يقل عن ٣ لتر سوائل مقسمة على فترة الإفطار مع العلم أن كل أنواع السوائل مسموح بها، وتقسيم الوجبات الرئيسية إلى وجبات صغيرة متكررة لتكون أفضل للهضم، والحرص على تناول الخضروات والفواكه وكذلك البروتينات والمواد السكرية لتعطى طاقة للجسم ليستطيع الصمود نهار رمضان.

- هناك تحذير من تناول مريض السرطان للسكريات حيث أنها تعد غذاء للخلايا السرطانية.. ماذا عن التمر وحلوى رمضان؟

هذا الحديث ليس له أي أساس من الصحة وليس له أي أساس علمي والسكريات بريئة من هذا الاتهام، بالعكس يجب زيادة البروتينات والسكريات في شهر رمضان حتى يستطيع المريض الصمود، والتمر بكل أنواعه مفيد جدًا للجسم ولا يوجد منه أي ضرر.