صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


أوراق السلام تتساقط من جديد.. ربيع شبه الجزيرة الكورية يتحول إلى خريف

أحمد نزيه

الأحد، 05 مايو 2019 - 01:33 م

 

كان 2018 عامًا مذهلًا في قارة آسيا، فقد بدأت كوريا الشمالية خطواتٍ للسلام مع جارتها الجنوبية، بل وأقلعت عن تجاربها النووية ورسائل التهديد والوعيد التي كانت تتبادلها مع الولايات المتحدة.

 

شيءٌ لم يكن أكثر المتفائلين بشأن العلاقات بين بيونج يانج من جهة وواشنطن وسيول من جهة أخرى، يتوقع حدوثه في عام 2017، الذي كان يشهد تصعيداتٍ عسكريةً ورسائل تهديدٍ ووعيدٍ أرقت أجفان الكوريين والأمريكيين على حدٍ سواء.

 

عودة التجارب الكورية الشمالية

لكن يبدو أن عجلة الدوران بدأت تدور مرةً أخرى في الاتجاه المعاكس للسلام، فقد أشرف الزعيم الكوري الشمالي أمس السبت، على تدريباتٍ عسكريةٍ كانت اختبار أداء قاذفات صواريخ متعددة المدى وبعيدة المدى ذات عيار كبير وأسلحة موجهة تكتيكية من قبل وحدات الدفاع، وأشاد بتلك التدريبات.

 

وهذا أول تصعيدٍ من بيونج يانج بعد أكثر من عامٍ ونصفٍ على توقف تجاربها النووية، وكانت آخر تجربة في سبتمبر عام 2017، حينما أطلقت قنبلةً هيدروجينيةً أحدثت زلزالًا في شبه الجزيرة الكورية.

 

وأكدت هيئة الأركان الأمريكية الكورية الجنوبية المشتركة فيما بعد أن عدة صواريخ انطلقت لمسافة تراوحت بين 70 كيلومترًا و200 كيلومتر.

 

ولن تكون الجارة الجنوبية بمنأى عن تلك التطورات، وربما يصبح ما جرى على مدار العام الماضي أطلالًا للسلام لم تكتمل.

 

كوريا الجنوبية فور تصعيد جارتها الشمالية أمس، أرسلت لها تحذيرًا مفاده، أن إطلاق المقذوفات يتنافى وروح الاتفاقيات الموقعة العام الماضي بين الكوريتين الشمالية والجنوبية.

عام من السلام

وفي هذا التوقيت قبل نحو عامٍ، كان الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه إن يغرس شجرة الصنوبر مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون إيذانًا بإحلال السلام في شبه الجزيرة الكورية، وعبر الزعيمان الحدود الفاصلة بين البلدين عند دائرة عرض 38 شمالًا.

قرية بان مون جوم نفسها، كانت شاهدةً قبل ذلك في التاسع من يناير على إجراء مباحثات سلامٍ بين شطري كوريا، كانت بمثابة بداية زرع نبتة السلام بين الجانبين، وبعدها شاركت الكوريتان في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونج تشانج تحت راية "كوريا الموحدة"، والأمر كذلك تكرر في بطولة العالم لكرة اليد مطلع هذا العام.

بداية النهاية

كل هذا قد يذهب أدراج الرياح في ظل التوترات المفاجئة، والتي بدأت بوادرها نوعًا ما أواخر فبراير المنصرم، حينما انهارت القمة الثانية التي جمع الزعيم الكوري الشمالي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فيتنام، بعد قمةٍ أولى ناجحةٍ في سنغافورة في الثاني عشر من يونيو العام الماضي.

وفي قمة فبراير الماضي، كان الزعيم الكوري الشمالي يرغب في إسقاط الولايات المتحدة العقوبات الموقعة على كوريا الشمالية، وهو ما رغب عنه الرئيس الأمريكي، ليكون ذلك أول مسمار قد تم طرقه في نعش إحلال السلام في شبه الجزيرة الكورية.

فهل تكون عودة كوريا الشمالية لممارسة تجاربها النووية مجرد ورقة ضغطٍ على الولايات المتحدة أم إنها قرع طبول وأد عملية السلام في شبه الجزيرة الكورية والعودة مرة أخرى لأتون الصراع بين بيونج يانج وتحالف واشنطن وسيول؟

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة