نفسيون: الخلافات الأسرية والزواج بالإكراه وراء الانتحار الجماعي
نفسيون: الخلافات الأسرية والزواج بالإكراه وراء الانتحار الجماعي


نفسيون: الخلافات الأسرية والزواج بالإكراه وراء الانتحار الجماعي

فايزة الجنبيهي

الأحد، 05 مايو 2019 - 01:37 م

اعتبر عدد من علماء الاجتماع والنفس أن السبب الرئيسي وراء الانتحار الجماعي في محافظة البحيرة، وخاصة من يلجئون لقرص الغلة السامة،  هو ضعف الإيمان والزواج بالإكراه والمشاكل والخلافات الأسرية.

 

في هذا السياق، تقول د. أسماء إدريس الزغاري، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة دمنهور، إن   الانتحار بأقراص حفظ الغلال السامة  من الظواهر الغريبة على مجتمعنا، والتي بدأت تطل علينا في الآونة الأخيرة ولكن بمظهر مختلف، وأخرها ما شهدته مدينة كفر الدوار من إقدام 3 فتيات على الانتحار بهذه الأقراص، مضيفة: والمتأمل لتلك الواقعة وما سبقها من وقائع مماثلة يجد أنها لم تكن وليدة الصدفة ولكن سبقها العديد من الأحداث والمقدمات تمثلت في المشاكل الأسرية الحادة التي مرت بها الضحايا التي أدت إلى ذلك.

 

 ولفتت «الزغاري» إلى  دور الأسرة في الحد من هذه الظاهرة ومواجهتها، مؤكدة أن الأسرة هي الوحدة الأولى في بناء المجتمع والإطار الذي يتلقى فيه الطفل أولى مراحل التعليم بالإضافة للقيم والمبادئ والمعايير المجتمعية ، مؤكدة على أن الآونة الأخيرة حدثت عدة تغيرات آثرت على بناء الأسرة وعلى دورها في القيام بعمليات التنشئة الاجتماعية نتيجة للخلل الذي أصاب النظام الأسري وأدى إلى حدوث التفكك والانفصال نتيجة كثرة المشاكل الأسرية، ما ساهم في ارتفاع نسبة الطلاق بصورة مقلقة الأمر الذي يجب أن نقف أمامه كثيرا بالدراسة والتحليل لآن ما يترتب على ذلك أمر فائق الخطورة وهو ضياع الأبناء إما بالعزلة والاكتئاب هربا من الواقع، ومن ثم التفكير في الانتحار للخلاص من الحياة أو الدخول إلى عالم الانحراف أو الاستقطاب من قبل الجماعات المتطرفة التي تجد ضالتها في مثل هذه الحالات.

 

وأوضحت أن الحادثة الأخيرة المفجعة التي راحت ضحيتها الثلاث فتيات خير دليل على مدى التفكك والخلل الذي أصاب الكثير من الأسر، وجعلها لا تلتفت إلى أبنائهم واحتياجاتهم النفسية والعاطفية وإنشغالهم بمشاكلهم وخلافتهم ، لافتة إلى أن ما حدث هو بمثابة جرس إنذار لكل الأسر المصرية.

 

وطالبت «الزغاري» الأسر المصرية بفتح نافذة للحوار مع الأبناء وإعادة النظر في علاقة الآباء بأبنائهم حيث يجب أن تتحول العلاقة في ضوء متغيرات هذا العصر إلى علاقة صداقة وثقة متبادلة كي لا يتركوهم فريسة للعزلة والاكتئاب والصمت الذي يدفع بدورة للانتحار أو الاتجاه إلى الحصول على ما يحتاجونه من معلومات ونصائح إلى جماعات خارج نطاق الأسرة تؤدى بهم إلى مخاطر لا يعلم مداها إلا الله، متابعة: يجب العمل  علي تجنب الخلافات والمشاكل الأسرية قدر الإمكان وإذا حدثت لا تكون أمام الأبناء لكي لا يؤثر ذلك على الحالة النفسية لهم مستقبلا .

 

فيما رأت د. أندريا  أنور  أيوب ، أستاذ  الصحة النفسية والإرشاد بكلية  التربية جامعة دمنهور، أن ظاهرة الانتحار خطرة على  المجتمع والأسرة، مؤكدة أن  التحديات التي يواجهها الشباب في سن المراهقة يجب تقويمها عن  طريق زرع الثقة با لنفس  للطفل وتشجيعه على النجاح، وممارسة  الأنشطة الرياضية والثقا فية والا بتكار والتفاعل الاجتماعي، وأن أعطى لطفلي أهمية وعناية.

 

وأشارت إلى أن الطفل عندما يصل إلى مرحلة المراهقة المبكرة يقابل تحديات صعبة من خلال التشويش على أفكاره، وهذا  التشويش يجعله يشعر أنه ضحية تحت هذه الضغوط التي يكون مصدرها  الأسرة أو  وسائل الإعلام المختلفة وخاصة الدراما ووسائل التواصل الاجتماعي التي تجعل الطفل في ضغط نفسي مستمر مرتبط ارتباطا وثيقا بأفكاره التي تتكون لديه وأراء من حوله فى شخصه، وهذا يمثل ويشكل ضغوط كبيرة على المراهقين .

 

وتابعت: الحل في ضرورة  أن  نجعل أبنائنا أصحاب شخصيات سوية قوية، وأن أُمكنه لكي تكون له رؤية في المستقبل، وحلم يسعى إلي تحقيقه ليكون مؤثرًا في المجتمع.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة