الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون


بين «عنف» حارسه و«استهتار» سائقه

ماكرون| هل يسئ اختيار معاونيه..أم أصبح «فريسة» لمعارضيه؟

ناريمان فوزي

الثلاثاء، 07 مايو 2019 - 01:27 م

 

من حارس همجي يبرح المتظاهرين ضربا إلى سائق هارب من الشرطة، نموذجين لمعاوني الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نجحا بلا شك في وضعه بمأزق حقيقي أمام الجميع.

 

ففي ديسمبر 2018، وفي خضم تظاهرات السترات الصفراء لغاضبة والمطالبة بتغيير اقتصادي واجتماعي، قام الحارس الشخصي السابق لماكرون ألكسندر بينالا البالغ 26 عاما بمواجهة اتهامين جنائيين في البداية، وذلك بعد ظهور تسجيلات فيديو له وهو يضرب متظاهرين في الأول من مايو بالعاصمة الفرنسية حيث ظهر يرتدي خوذة شرطي.

 

وجهت لبينالا تهم «التدخل في ممارسة خدمة عامة» و«العنف المتعمّد»، كما خرجت اتهامات بمحاولة التستر على الأحداث بعد الكشف بأن مسؤولين رفيعين في مكتب ماكرون كانوا على دراية بالأحداث لكنهم لم يبلّغوا المدعين العامين عن بينالا، وهو ما تنفيه الحكومة.

 

وبدلا من ذلك، تم إيقاف بينالا عن العمل بعد الحادث لمدة أسبوعين ومنعه من تنظيم أمن الرئيس خلال رحلاته، دون أن يتعرض للطرد أو توجه له أي تهم حتى انفجار الفضيحة في يوليو، وسط تقارير عن تمتعه بامتيازات غير عادية بالنسبة إلى شخص في رتبته.

 

على جانب آخر، ظهرت تقارير جديدة تحدثت عن فرار سائق الرئيس الفرنسي من الشرطة بعد تخطيه السرعة المحددة، إلا أن ضباط الشرطة نجحوا في رصد رقم السيارة ومتابعتها حتى وصولها إلى القصر الرئاسي ومعرفة هوية قائدها.

 

أمام تلك الحادثتين، تساءل الكثيرون، هل لا يحسن الرئيس الفرنسي اختيار معاونيه؟، أم أن تلك الحوادث فردية ولا دخل له بها وأن زج اسمه فيها هدفه تشويه صورته من قبل معارضيه؟.

 

في هذا السياق، يتحدث الكاتب والباحث في الشأن الفرنسي خالد شقير إلى بوابة أخبار اليوم حيث أكد أن أزمة الحارس الشخصي لماكرون كانت بمثابة إعلان الحرب عليه في الوقت الذي قدم وحقق ما لم يستطع غيره من كبار الساسة من اليساريين الاشتراكيين أو اليمينيين تقديمه للبلاد.

 

وأضاف «شقير» بأن ما يتعرض له ماكرون يمكن تسميته بمحاولات التصفية السياسية واصطياد الأخطاء من جانب مراكز قوى بفرنسا، فقد حقق الرئيس الشاب مفاجأة في اعتلاء السلطة الفرنسية واستطاع أن يحقق نتائج شبه خيالية في غضون عامين وكاد أن يصل بالاقتصاد إلى نقطة لم يصل إليها أحد من قبله.

 

ولفت إلى أن ماكرون نجح في  تقليل خسائر هائلة في مجال الصحة والتأمين الصحي والذي كان يسبب مشاكل للميزانية الفرنسية إضافة إلى عجز كبير فيها، كما استطاع تخفيض الضرائب واستطاع تغيير قانون العمل مشجعا أصحاب العمل في التخلص من العوائق التي كانت تمنعهم من إدخال شباب جديد نحو سوق العمل كون القانون السابق كان متحيزا للعمال.

 

ليس هذا فحسب، فقد أشار الباحث في الشأن الفرنسي بأن ماكرون حاول كثيرا فتح كافة الملفات المغلقة  كقانون عدم المساواة والعنصرية، وفتح  كثير من الملفات حتي في عمليه التوظيف في مجموعه الشباب الذي قام بتعينهم فقام بعمل شركات خاصة للحراسة ومنها تم تعيين حارسه الشخصي «المتهم».  

 

واختتم شقير حديثه بأن أعداء ماكرون دأبوا على اصطياد الأخطاء وإثارة الرأي العام ضده ومراهنتهم على إسقاطه، مما وضعه في مرماهم سواء من الجانب اليساري أو الجاني اليميني، ولم ينتهي التربص به داخليا بل أيضا تعرض لعقاب من جانب كلا من الولايات المتحدة وروسيا نظرا لمحاولاته القيام بدور قيادي بأوروبا.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة