أغرب قصة انتحار سجلها التاريخ  
أغرب قصة انتحار سجلها التاريخ  


حكايات| من الجاني؟ .. أغرب قصة انتحار سجلها التاريخ  

منةالله يوسف

الأربعاء، 08 مايو 2019 - 12:01 ص

 

وقف في شرفة منزله بالطابق العاشر، يائسًا مستسلمًا لهواجسه، يسترجع شريط ذكرياته، يمسك بمجموعة من الصور التي جمعته بأمه وأبيه قبل ما يُصنف بالابن العاق.


كانت عيناه زائغتان تبرزان توتره واضطرابه النفسي، يلملم أذيال الخيبة بعدما أنفق جميع أمواله في الأشياء التافهة، وبعد كل الأفكار التي دارت في خلده، استجمع ما فيه من عزم وبدأ يكتب حروف رسالته الأخيرة بيده المرتعشة، التي أكد فيها على يأسه من الحياة، ثم وقف على سور الشرفة وألقى بنفسه .. ولكن تقارير الطب الشرعي أوضحت أنه مات قتيلًا وليس منتحرًا ! 

 

طفولة مشوشة 


ولد «رونالد أوبوس» في أمريكا، لأب وأم دائميّ الشجار حتى عرفا وسط الجيران بأنهما مثيران للشغب ومصدر إزعاج وضجيج للجميع، كان «أوبوس» في ذلك الوقت صغيرًا لم يدرك ما يدور حوله، ولكن مع استمرار النزاعات التي كانت تصل أحيانًا إلى التهديد بالقتل بواسطة سلاح كان يختبئ في أحد الأدراج السرية لوالده، وكانت والدته تخشى القتل لأنها لم تكن نعرف أن السلاح ليس به طلقات حية.  


في ظل هذه الأجواء المشحونة بالتوتر والقلق شب ونشأ رونالد، استمرت حياته على هذه الوتيرة، لم يهتم أحد بشأنه أو بمستقبله.
تعهد رونالد على نفسه أن يبتعد عن تلك النزاعات والمشاحنات ويستقل بحياته، وكان أبواه لا يمثلان له سوى أنهما مصدرًا للنقود فقط؛ ولأن كثرتها عامل رئيسي في الفساد تحول «أوبوس» من الشاب الهادئ إلى مستهتر ينفق أمواله ببذخ حتى تدهورت ظروفه المادية وأعلن إفلاسه. 


طلب العون من أسرته ولكن الرد كان أقوي منه، صُنف بأنه ابن عاق وقطعا علاقتهما به وطرده والده من المنزل.


القرار الأخير

ما أصعب أن يُطرد الولد من كنف أبيه ويقف عاجزًا حائرًا بين ماضيه ومستقبله، هكذا كان وضع «رونالد أوبوس»، الذي كانت الأموال تُكفي بالكاد لطعامه وشرابه ورغم إنه كان يقطن في شقة بذات العقار الذي يسكن فيه والديه إلا أنه كان محرمًا عليه الاقتراب من شقتهما.


كانت حالته يُرثي لها، خصوصًا عندما تبادر إلى سمعه صوت شجار من الطابق الأسفل، فقرر الانتحار والهروب من هذه الحياة المليئة بالغدر والنفاق فألقى بنفسه من شرفة منزله.

 

كواليس الانتحار 

 

على الرغم من أن «رونالد اوبوس» مات منتحرًا، إلا أن تقارير الطب الشرعي كانت لها رأيًا اخر، فأثبتت أنه مات مقتولًا وليس منتحرًا، فقد توفى أثر طلق ناري في الرأس وذلك بعد أن قفز من بناية مكونة من 10 طوابق بعدما ترك خلفه رسالة يوضح فيها مدى مُعاناته، وكان من الممكن أن يُنقذ لو لم يصب بالطلقة التي أودت بحياته لوجود شبكة آمنة كان يضعها العمال أثناء عملهم في البناية.


وعقب التحقيقات تبين أن الطلق الناري خرج من الطابق التاسع في شقة يقطن فيها رجل وسيدة عجوز دائميّ الشجار، واتُهم ذلك الكهل بتهمة القتل الخطأ لـ«رونالد اوبوس» ودافع العجوز عن نفسه وأصر على إنه برئ معللاً أنه  دائم الشجار مع زوجته  وأنه اعتاد على تهديدها بالقتل من السلاح الفارغ من الرصاص.


وخلال التحقيقات شهد أحد أقارب الزوجان أنه رأي ابنهما وهو يضع الرصاص الحي بالمسدس قبل أسبوع بسبب رفضهما لمساعدته المالية.

 

الحقيقة الصادمة


 
من الصعب أن تصبح الجاني والمجني عليه في أنً واحد، فالحقيقة أحيانًا ما تصبح صادمة ولكن الانتقام الذي كان بداخل «رونالد» كان كفيلًا بأن ينقلب عليه ويحول حياته من مجني عليه إلى جاني، فالرصاصة التي وضعها «أوبوس» في سلاح أبيه ليقتل بها أمه كانت كفيلة لقتله هو شخصيا.


 فعندما ألقى بنفسه من الطابق العاشر في نفس اللحظة التي كان والده يصوب فيها مسدسه تجاه أمه بالطابق التاسع ليهددها بالقتل وهو يعلم ان سلاحه كان فارغا من الرصاص انطلقت رصاصة طائشة استقرت في رأس «رونالد» وأصبح قتيلًا بدلًا من منتحرًا وبذلك فشل مخططه – الذي كان يهدف إلى قتل والده لوالدته. 

 

قصة خيالية

 

قصة رونالد أوبوس من أغرب القصص الخيالية التي رواها «دون هاربر ميلز»، والذي كان في حينها رئيس الأكاديمية الأمريكية لعلوم التشريح الجنائية، في خطابه في مأدبة في 1987، وبعدها انتشرت هذه القصة على أنها حقيقة ولكنه صرح بعدها انها قصة قصيرة خيالية من الأساطير لتوضح كيفية اختلاف الأحكام القانونية في جرائم القتل.

 


 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة