صور| رمضان.. طعم تانى بالمحافظات
صور| رمضان.. طعم تانى بالمحافظات


صور| رمضان.. طعم تاني بالمحافظات

محمد قورة

الخميس، 09 مايو 2019 - 07:20 ص

 

لشهر رمضان المبارك عادات وتقاليد خاصة تميزه عن غيره من الشهور تبدأ قرى ونجوع وعزب المحافظات فى التجهيز لها قبله بأيام وقد تكون بأسابيع فنجد عادات الزينة والانوار المبهجة فى كل مكان وأعلى اسطح المساجد والمنازل والأكلات الغريبة التى تميز كل إقليم عن غيره إضافة إلى التزاور والعزائم والولائم التى تجمع القريب والغريب.

 

أما المسحراتى الذى اوشك على الانقراض فله طقوسه الخاصة فى كل مدينة وقرية «بحرى والصعيد» يضع العادات الرمضانية فى المحافظات فى دائرة الضوء فى هذا الملف بعد جولات لمراسلى «الأخبار» فى مختلف محافظات مصر.

 

مطروح.. عراجين البلح تزين المنازل.. و«اللتبى» مشروب الصائمين

لكل مجتمع من المجتمعات عاداته وتقاليده التى ينفرد بها عن المجتمعات الأخرى فى طرق الاحتفال بالمناسبات خاصة ما إذا كان الاحتفال بقدوم شهر رمضان المبارك.


فنجد فى أقصى جنوب غرب البلاد فى واحة سيوة التى يقطنها ١١ قبيلة تنفرد بطقوس خاصة احتفالا بالشهر الكريم ولأهالى الواحة طقوسهم الخاصة فى استقبال رمضان حيث يمتنع أهل الواحة عن عزف آلة «الشبابه» المحببة إليهم، التى يسمونها بلغتهم الأمازيغية «تى شببت» وهى مصنوعة من النحاس وتشبه الناى فى إصدار نغمات شجية وحزينة، وكذلك يمتنعون عن أداء رقصة «الزقالة» الشهيرة وهى الرقص بالعصى.
 ويوجد فى واحة سيوة طريقتان دينيتان هما أقرب للتصوف «الطريقة السنوسية» و»الطريقة المدنية»، وهاتان الطريقتان ساهمتا فى لم الشمل بين أهل سيوة الشرقيين والغربيين وقضت على النزاعات والخلافات بينهم.

 


وتقوم الفتيات والأطفال بتنظيف الساحات حول المنازل وقطع بعض عراجين البلح، وتعليقها على أبواب المنازل ابتهاجاً بقرب الشهر الكريم ويقوم أهالى سيوة بإهداء المغتربين المقيمين فى الواحة البلح والطعام. ورغم أن نساء سيوة جميعهن منقبات بطبيعتهن، إلا أنهن يحتجبن تماماً عن الخروج طوال شهر رمضان وقديماً كان هناك شخص حاد البصر ويتمتع بالسيرة الطيبة ويطلق عليه القدوة يتمركز عند أعلى نقطة فى جبل «شالى» أو جبل الدكرور أعلى قمة جبلية بالواحة ومعه طبلة كبيرة لمراقبة طرق الواحة وقرع الطبل.

 

 وتنبيه الناس فى حالة رؤيته لدخيل أو غزاة للواحة، وكان من ضمن مهامه أيضاً استطلاع الهلال من مكانه المرتفع حيث توضع بجواره «قصعة» كبيرة بها ماء لتكون بمثابة مرآة عاكسة وعندما يشاهد الهلال منعكساً على سطح الماء، يقرع الطبل بطريقة معينة، معلناً عن رؤية الهلال ومع التطور أصبح الإعلان عن رؤية الهلال بإطلاق أعيرة نارية، وكل من يسمعها يطلق أعيرة أخرى ليعرف أهالى المناطق البعيدة بقدوم الشهر الكريم.

 


ويقول الحاج عبدالرحمن منصور من عواقل الواحة إنه فى رمضان من كل عام تتكفل مجموعة من أبناء سيوة بالمرور على المنازل وجمع الطعام والنقود ثم إعادة توزيعها على بيوت الواحة، وأصبح هذا التقليد عرفاً منذ القدم ولا يسبب حرجاً للفقراء، حيث يعطون ويأخذون وبهذا الأسلوب تتشابه موائد سيوة فى هذا الشهر الكريم. ومن أهم الأكلات الملوخية السيوى والأرز بأصنافه والمكرونة واللحوم، ويفطر أهالى سيوة على التمر والرايب أو الزبادى ثم يذهبون إلى صلاة المغرب فى المسجد، حيث يحرص الجميع على صلاة المغرب جماعة.

 

ومن المشروبات الخاصة بهم «اللتبى» أو روح النخلة وهو يستخلص من أحد أجزاء جذع النخلة وهذا المشروب مفيد ومقو.


وتنفرد سيوة بظاهرة جميلة وهى الاحتفاء بالصائمين الجدد فى كل عام، حيث إن الصبى الذى يصوم لأول مرة لا يفطر فى منزله إلا آخر يوم فى رمضان، حيث يتبادل أقاربه وجيرانه ومعارفه استضافته يومياً على الإفطار وتقديم الهدايا له احتفاء به وبصيامه لأول مرة.


أما الاحتفال بقدوم شهر رمضان عند البادية فى قرى ونجوع الصحراء والذى لا يختلف كثيرا حيث تقوم السيدات البدويات بإعداد «القديد» حيث تذبح كل عائلة شاة من قطيعها ويوضع الملح على لحمها وينشر فى الشمس لفترات طويلة، ليكون خزين الشهر من اللحوم وكذلك تخزين عسل البلح الذى يصنع من التمر وهو يشبه العسل الأسود فى الشكل والطعم.


ويتناول أهل البادية ثلاث وجبات الأولى وقت الإفطار يتناولون فيها التمر واللبن الحامض القريب من الرايب من حيث القوام والماء، ثم يذهبون لصلاة القيام، والتى لا يتخلف عنها أحد، وعند عودتهم يتناولون الوجبة الرئيسية التى يسمونها « الضحوية «، قياساً على الوجبة التى تتبع الإفطار فى غير رمضان، وتشتمل على شربة مغربى وكسكسى وأرز أحمر وأرز أصفر ولحم الضأن ثم تأتى بعد ذلك وجبة السحور.


ويصنعون الخبز السريع «المجردق» الذى لا يحتاج إلى وقت للاختمار، ويتم إعداده وقت الطعام لأنه لا يحتاج إلى وقت كبير، ويمكن أكله كخبز أو وضعه بعد تقطيعه مع السمن والتمر ليصبح (مفروكة) وهى من أشهر حلويات البدو.


كذلك اكلة «البقينة» التى تصنع من الشعير بعد تحميصه وطحنه، ويضاف إليه زيت الزيتون والسكر والحليب.. وبعد منتصف الشهر الكريم يبدأ شباب أهل البادية فى الخروج الى الصحراء حاملين معهم أوانى الطبخ واخشاب اشجار الزيتون وإعداد موائد الطعام فيما يسمى بالزردة وقضاء يومهم فى إعداد طعام الإفطار داخل بيت عرب وامامهم نار اخشاب اشجار الزيتون التى يقومون بإعداد طعامهم عليها ومن أهم الاكلات المكمورة وهى الخضراوات باللحم الضأن والأرز الاحمر والشاى الاخضر هو المشروب المفضل لدى أهل البادية.

 

الوادى الجديد.. عودة المسحراتى.. والبلح الرطب يزين الطبلية

نعم رمضان هذا العام مختلف وبشكل آخر وبطعم آخر..هذا لسان حال العديد من اهالى محافظة الوادى الجديد الذين رصدوا عودة المسحراتى الى الساحة الرمضانية من جديد بعد غياب طويل..المسحراتى اشرف عبد المولى من سكان مدينة الخارجة القديمة وتحديدا من منطقة السبط التى تقع فى شرق مدينة الخارجة.

 

يقول اشرف أنه كفيف ولكن بصيرة القلب تنير له الطريق فيخرج يوميا بعد الساعة الواحدة صباحا لاجوب ضواحى مدينة الخارجة وأردد مقولة المسحراتى الشهيرة التى ورثناها عن اجدادنا (اصحى يانايم وحد الدايم) رمضان كريم.


اشرف يستخدم ( طبلة كبيرة وعصا من جريدالنخيل ) حيث يتم الدق على الطبلة بنغمات معينة... تلك النغمات مازالت فى ذاكرة اشرف... التى ورثها من المسحراتى المرحوم ابراهيم الذى كان يدق الطبلة او البازة بجلدة صغيرة يبلغ طولها 30 سنتيمترا.


الكثير من شباب الوادى الجديد اعتبروا عودة المسحراتى الى الساحة الرمضانية فأل خير بعد ان اندثرت هذه المهنة منذ زمن بعيد وأن التاريخ والزمن يعيد نفسه من جديد مهما انتهت المهن مثل تلك المهنة الحبيبة الى كل نفس مسلمة وهى مهنة المسحراتى.


اما الجزء الثانى الذى مازال يرتبط به اهل الواحات هو البلح الرطب الذى يحرص اهالى الوادى الجديد على ان يكون موجوداً وقت الافطار بل يمتد تناوله حتى السحور.يقول د. محسن عبد الوهاب-مدير فرع اكاديمية البلح العلمى بالمحافظة ان البلح هو زينة الطبلية الواحاتية ولا يوجد بيت فى الوادى الجديد إلا وتجد البلح هو الاساس فى الافطار 

الشرقية.. كرم بلا حدود وجلسات بدوار القرية


شهر رمضان بمحافظة الشرقية له مذاق خاص وطقوس متميزة تتناسب مع العادات والتقاليد المتوارثة التى تجمع شمل العائلات وتؤكد كرم الشراقوة الذى لا حدود له.


يقول أشرف محمد أحمد من قرية غزالة مركز الزقازيق ان شهر رمضان هو شهر التلاحم والتراحم بين الاسر الشرقاوية حيث يجتمع افراد كل عائلة على موائد الافطار وعقب صلاة التراويح يجتمعون فى جلسات روحانية بدوار القرية لتلاوة القرآن الكريم وتنظيم امسيات للاذكار ومدح الرسول صلى الله عليه وسلم وتمتد السهرة حتى قرب موعد السحور.


كما تشهد الملاعب بالقرى زحفا من الشباب بعد تناول الافطار للمشاركة فى الدورات الرياضية فى خماسيات كرة قدم والشطرنج وكرة اليد وتنس الطاولة.


يقول محمد صبحى محمد من قرية بهجات مركز الزقازيق ان مواطنى القرى يحرصون على تزيين منازلهم وشوارعهم بالاوراق وفروع الكهرباء الملونة وتعليق فوانيس رمضان الكبيرة وسط شوارعهم لإضفاء البهجة والسرور فى نفوس الجميع.


كما يحرص كبار العائلات فى القرى على شراء اللحوم والطيور وتقديمها لارحامهم فى اطار حرصهم على استمرار كرم الشراقوة الذى لا يندثر مع ارتفاع الاسعار الذى شمل كافة مظاهر الحياة.


ويضيف بقوله ان أهالى القرى الشرقاوية يحرصون على التوجه الى المخيمات الرمضانية التى تقيمها مديرية الثقافة والتى يتم من خلالها تقديم عروض لفرقة الشرقية للفنون الشعبية والتى تمثل لوحات استعراضية للتراث الشرقاوى وكذلك مسرحيات وتواشيح دينية وندوات دينية وثقافية وادبية يشارك فيها المفكرون من اتجاهات متعددة لمناقشة الموضوعات المطروحة على الساحة والتى تشغل اذهان الشباب بصفة خاصة.

 

ويقول صابر أحمد متولى من قرية الطيبة ان شباب القرى يحرصون على الانتظام فى الدروس الدينية التى تقام فى المساجد عقب صلاة العشاء والتراويح وبعد الانتهاء من الدورس يسارعون بالمشاركة فى مسابقات الشعر والقصص والحكايات التى تعكس تاريخ الشرقية الحضارى ورموزها من الوطنيين. 


البحيــرة.. الحبـــاش وأم الخلـــول طبـــق رئيســـى

يرتبط شهر رمضان فى محافظة البحيرة بطبق «الحباش» وهى أكلة شعبية تشتهر بها مدينة دمنهور، ولاتخلو مائدة رمضان فى أى منزل منه ويجاوره طبق أم الخلول حيث يفضل الأهالى تناول الحباش مع أم الخلول، وهى أكلة شعبية مشهورة رخيصة الثمن، ويكتظ سوق البندر بدمنهور بمحلات الحباش التى يقصدها الاهالى من كل مدن وقرى المحافظة.


فى البداية يقول حمدى هندى، أشهر صانعى «الحباش» فى دمنهور، إن سر تسمية « الحباش «بهذا الاسم يرجع لوالدى رحمه الله الحاج محمد هندى الذى أطلق عليه اسم «الحباش» لكثرة التوابل والبهارات المستخدمة فى صنع الطبق المكون من «طماطم، خضرة، شبت، طحينة حمراء، ليمون، ثوم، خل، زيت حار، شطة حمرا، كمون، ملح، كركم ، حمص، جوزة الطيب»، وكانت البداية مع سر «الحباش» بعد أن صنعه والدى لجيرانه من أصحاب محلات الفسيخ والسردين المملح فى منتصف القرن الماضى، وبعد تذوق طعم الحباش الذى صنعه والدى، طلب جيرانه أن يصنع لهم طبقا آخر حتى اشتهر الحباش وارتبط بالعائلة فصار اسمه «الحباش الهندى».


وأضاف هندى، أن هذه الاكلة عمرها يتعدى الــ 50 عاماً، وأصبحت تشتهر بها مدينة دمنهور عن باقى مدن ومحافظات مصر بأكملها، مشيراً إلى أن «الحباش» وصل إلى دول أوروبا عن طريق أبناء البحيرة المغتربين فى الخارج.


وتابع هندى، أن كبار الشخصيات فى المحافظة وفى مصر، يقبلون على شراء طبق الحباش يومياً خلال شهر رمضان المبارك، وأصبح الحباش من أشهر المأكولات الشعبية فى مصر، بعد أن انتشر بين جميع طبقات المجتمع، ولم يقتصر تناوله على الطبقات الشعبية فقط، وإنما وصل إلى موائد صفوة المجتمع.


وأوضح محمود قاسم، عامل بمحل حباش،أن الحباش أكلة شعبية دمنهورية لذيذة، تؤكل مع أم الخلول، والطعمية السخنة، والعيش البلدى، والسردين المملح ويزيد الأقبال عليها خلال شهر رمضان.


وعن أسعار الحباش قالت نجلاء فتحى، عاملة، إن الطبق يبدأ من 3 جنيهات، ويزيد سعره مع زيادة أسعار مكوناته من الطماطم والطحينة الحمراء والتوابل ويصل إلى 5 جنيهات وهناك الحباش المخصوص الذى يضاف إليه الطحينة بكمية أكثر.


ويقول أحمد حمدى طالب ثانوى إنه يعمل مع والده فى صنع الحباش وتجهيزه للزبائن خلال شهر رمضان نظرا للاقبال الكبير عليه مؤكدا انه بجانب الحباش الجاهز يباع الحباش جافا بسعر 30 جنيها للكيلو حيث يفضل كثير من ربات البيوت تجهيزه فى المنازل.


وتؤكد إيمان عبد اللاه، ربة منزل أن طبق الحباش من الأطباق الرئيسية على مائدة رمضان نظرا لانه فاتح للشهية ويقبل عليه الكبار والصغار بالاضافة لفوائده العديدة والصحية.. ويقول أشرف غازى، محام، إن الحباش وأم الخلول من الاطباق الرئيسية المشهورة فى رمضان منذ سنوات بين الاسر البحراوية وخاصة أهالى دمنهور.

 


الـدقهليــة.. العــــودة إلـــى جـــذور الأجـــداد

عادت تقاليد وطقوس رمضان المبهجة للظهور مرة أخرى بمحافظة الدقهلية مع حلول الشهر الفضيل لهذا العام بعد أن كادت تندثر وتنساها الأجيال الجديدة.. فرغم غزو الفوانيس الصينى للأسواق إلا أن الفوانيس الصفيح المصنوعة والمشغولة يدويا والتى تشع منها روح رمضان عادت للمنافسة وظهرت على رأس كل حارة وتزينت بها الشوارع والبيوت على حد سواء.


كما عاد الإقبال على المساجد الأثرية والتاريخية بعراقتها وطابعها المميز.. وكان حرص رموز المحافظة وقياداتها على تناول الإفطار مع الأيتام وذوى الاحتياجات الخاصة لافتا للنظر.


«الأخبار» رصدت جانبا من تلك المظاهر
فالفوانيس المحلية أصبحت تنافس المستوردة بشوارع المنصورة وميادينها خاصة ميدان الهابى لاند وشوارع العباسى وسيدى عبد القادر والجلاء.


فأسرة الحسينى إحدى أشهر الأسر التى لها تاريخ فى تصنيع الفوانيس فالمرحوم السيد الحسينى حافظ على تلك المهنة لأكثر من 60 عاما ثم ورثها أبناؤه رغم حرصهم جميعا على التعليم.


وقالت ابنته ياسمين الحسينى كل الفوانيس المعروضة هى من صناعتهم ولها زبونها وبعض المواطنين يفضلونها عن الفوانيس الحديثة لأنها تعبر عن التراث المصرى الأصيل وتشع منها روح رمضان وتضيف بأنها حرصت هى وشقيقها على استكمال مسيرة تصنيع تلك الفوانيس الصفيح عقب وفاة والدهما رغم الجهد الكبير والتكاليف المرتفعة وهامش الربح الأقل لأنهم يحافظون على أجمل مافى التراث الدقهلاوى من طقوس الشهر الكريم.

وأشارت إلى أنه رغم ارتفاع الخامات التى يصنع منها الفانوس من زجاج وصفيح وغيره فإن الزيادة فى سعر بيع الفانوس لم تتجاوز الـ10 % فى بعض الأنواع فى حين ظلت ثابتة فى أنواع أخرى.


أما شقيقها على الحسينى فأكد على أن الأسعارتختلف طبقا لجودة الخامة المستخدمة فى تصنيعه وحجم الشغل اليدوى بالفانوس وليس بكبر حجمه فقط، فالأشكال وكذلك الأذواق تختلف وتتمايز وإن كان الإقبال أكثر على المشغول بالأرابيسك اليدوى.

وشهد رمضان هذا العام عودة بعض العادات القديمة فى طهى الطعام فبعد أن غزت أفران الغاز الحديثة القرى بجانب البوتاجاز عاد الحنين مرة أخرى للأفران البلدية لطهى بعض الأطعمة بها خاصة طهى محشى الكرنب مع البط أو اللحوم والدجاج حيث يشعر الجميع برائحتها وتتصاعد الأدخنة من تلك الأفران مع الرائحة المميزة للطهى فتشعر الجميع بأجواء رمضان الحقيقية.

 

الحاجة قدرية السعيد من الدروتين تشير إلى أن العائلة تتجمع بأسرها سواء الأولاد والبنات وأزواجهم والأحفاد لديها وجميعهم ينتظر حلة محشى الكرنب مع البط المطهو بالفرن البلدى.


وتضيف سعيدة عبد الحميد من قرية كفر الأبحر بأنها تشعر بنسائم الخير فى رمضان هذا العام خاصة وأن الأفران البلدية بدأت تعود لها الحياة وكانت دائما دليلا على الخير مهما كانت بساطة الطعام المطهو بها.


شمال سيناء.. إفطار جماعى فى الدواوين

شمال سيناء لها عادات وتقاليد، يتمسك بها سكان المدن والبادية على حد سواء، يأتى فى مقدمتها الإفطار الجماعى فى الدواوين ودعوة الأقارب فى أول أيام الشهر الكريم وكذلك إعداد الرحمات للفقراء والمحتاجين، كذلك وقف نظر المشاكل فى رمضان عن طريق القضاء العرفى.


فقبل موعد الإفطار طوال أيام شهر رمضان المبارك يشعل أبناء سيناء النار، لإعداد الفطائر وكذلك تجهيز الشاى والقهوة وهى من اهم العادات التى تظهر بوضوح فى شمال سيناء.


فى البداية قال حسن سلامه.. باحث فى التراث السيناوى- انه فى هذا الشهر.. رمضان الكريم.. تنتشر ظاهرة تبادل الاطباق بين الجيران، خاصة فى القرى والمناطق البدوية، فترى الشوارع قبل الاذان بدقائق مليئة بالأطفال الذين يحملون الأطباق لتوزيعها على الجيران، المهم ان يحمل الاطفال انفسهم وقال إن إحياء هذه العادة الجميلة خلال شهر الصوم، يعمل على توطيد الحب والتآلف بين الجيران فى الشارع.


وتقول أم حسن، ربة بيت، إن عادة تبادل أطباق الأطعمة بين الجيران، من السلوكيات الجميلة التى نشأت عليها منذ الصغر، من اجل اظهار مشاعر الحب تجاه بعضهم بعضاً، ويعمل كل منهم على التعبير عن الكرم من خلال تقديم ألوان من الأطعمة المحببة لديهم والتى يبرعون فى طهيها.


ويقول سليمان العياط، باحث فى التراث السيناوى، إن القضاء العرفى فى سيناء يتوقف خلال الشهر الكريم، حيث يتفرغ الناس للعبادة وقراءة القرآن، ومن عادات بدو سيناء توقف التقاضى ونبذ الخلافات فى رمضان، فالقضاء العرفى فى إجازة إجبارية طوال شهر رمضان المبارك فى صحراء سيناء، وأى جلسات عرفية يتم تأجيلها لما بعد الشهر الكريم.

 

وتقوم بعض الدواوين داخل التجمعات القبلية بفرض غرامة على المتخلفين عن صلاة الفجر، خاصة فى رمضان عن طريق دفع مبلغ مالى يوضع فى صندوق بمعرفة شيخ القبيلة ويتم توزيعه على الفقراء قبيل نهاية رمضان.والعقوبات فى الاعتداء على الحقوق خلال شهر رمضان مغلظة لعظمة هذا الشهر، فالحق الذى تصدره المحاكم العرفية التى تعقد بعد رمضان، لاعتداءات وقعت فى شهر رمضان تكون مربعة «أى أربعة أضعاف»، ما لم يتنازل المجنى عليه عن حقه إكراما للحاضرين.


الولائم والأكلات:.. وقال المهندس سعيد العمارى من بئر العبد ان ابناء بادية سيناء يحرصون على تناول الافطار الجماعى فى الدواوين والمجالس العربية، حيث يتم إحضار الطعام من المنازل التى يتواجد أصحابها داخل الديوان، ويتم وضعه على مائدة كبيرة يتناول منها الجميع، وما يتبقى لا يتم رفعه إلا فى وقت متأخر انتظارا لوصول ضيف أو عابر سبيل.. كما يحرص سكان سيناء على إعداد وليمة الرحمة، فى شهر رمضان، وهى عادة يحرص عليها أبناء القبائل البدوية، حيث يتم نحر رؤوس الماشية والماعز، وإقامة وليمة بنية إفطار الصائمين، ويدعى إليها كل الأقارب والأصدقاء وتوزيع اللحوم على منازل الفقراء فى المنطقة. 


دمياط..  تجهيز «الموسم» للبنات والأخوات المتزوجات

عادات وتقاليد يحرص عليها ابناء دمياط استعدادا لشهر رمضان ومع بدايته سواء بتجهيز المواسم وتزيين الشوارع والافطار اول يوم والسحور وكذلك طبيعة عمل الصناع خلال ايام رمضان.. تبدأ الاستعدادات لاستقبال شهررمضان بتجهيز الاسر سواء الاب او الام او الاخ لتجهيز الموسم لإرساله للبنات والأخوات المتزوجات وتختلف تلك المواسم من المدينة الى القرية واحيانا بين مراكز المحافظة ولكن جميعها تضم البط واللحوم والارز والمكرونة والفول والصلصة والسمن والزيت والسكر والعصائر والفاكهة والخضراوات.

 

ويحرص العديد من الجيران على الاشتراك لتزيين الشارع بالانوار والفوانيس ويحرص البعض على تعليق الفوانيس والانوار فى شرفات المنازل وفى الليلة الاولى يستعد الجميع للسحور بشراء الفول والجبن بأنواعه والزبادى من اشهر المحالات فى منطقته او قريته.. وفى اليوم الاول يحرص كبار العائلات سواء الاب او العم او الخال او الاخ الاكبر على اقامة افطار جماعى للعائلة وتحرص اغلب الاسر الدمياطية على تناول البط والاممة والبشامل على الافطار ولذلك يطلق على هذا اليوم « مذبحة البط « على غير العادة الدمياطية التى يفضل ابناؤها تناول الاسماك بمختلف انواعها وطرق تحضيرها الا ن فى هذا اليوم تغلق اغلب محلات بيع وتجهيز الاسماك ابوابها لينتصر « البط على السمك فى عقر داره «.

 

 كما تحرص بعض الاسر على تجهيز العصائر والبعض الاخر مازال يتمسك بتجهيز الخشاف لكن جميعهم يحرصون عقب الافطار على تناول الحلويات الدمياطى الكنافة والقطايف والبسبوسة والمكرونة والبغاشة وبلح الشام ويقوم البعض بشرائها جاهزة من محلات بيع الحلويات والبعض يفضل شراء مكوناتها وتجهيزها فى المنزل.. كما يحرص الجميع من الاقارب والاصهار والاصدقاء والزملاء على تبادل العزومات خلال ايام الشهر المبارك ويحرص الجيران على تبادل الاكلات واطباق الحلويات ايضا فيما بينهم خلال ايام الشهر.

 

 وعقب الافطار مع رفع اذان العشاء يحرص العديد من ابناء دمياط على التوجه للمساجد لأداء صلاة العشاء وصلاة التراويح.. اما عن طبيعة العمل لان دمياط تغلب عليها الطبيعة الصناعية يفضل العديد من الصناع واصحاب الحرف على العمل ليلا عقب الافطار حتى بعد السحور ويحرصون على تناول السحور داخل ورشهم ومحل عملهم.

https://Images.akhbarelyom.com/UP/20190509042939002.jpg

https://Images.akhbarelyom.com/UP/20190509042954337.jpg

https://Images.akhbarelyom.com/UP/20190509043006812.jpg

https://Images.akhbarelyom.com/UP/20190509043018063.jpg

https://Images.akhbarelyom.com/UP/20190509043031500.jpg

https://Images.akhbarelyom.com/UP/20190509043045814.jpg

https://Images.akhbarelyom.com/UP/20190509043100214.jpg

https://Images.akhbarelyom.com/UP/20190509043137206.jpg

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة