صالح سليم
صالح سليم


«صالح سليم.. أبيض وأسود» (2).. من شارع عكاشة إلى قيادة الأهلي

عمر البانوبي

الخميس، 09 مايو 2019 - 10:28 ص

قبل نهاية سنوات القرن التاسع عشر استوطن المزارع المصري محمد صالح قرية أشمون جريسة التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية لينجب 4 أولاد كان أكبرهم محمد سليم الذي رفض الاستمرار في دراسة الزراعة وسافر إلى إنجلترا لدراسة الطب نظير نصيبه في ميراثه بأرض والده، وعاد إلى القاهرة منتصف العشرينيات ويصبح أحد أشهر أطباء التخدير في المحروسة.

 

وفي 11 سبتمبر من العام 1930، رزق الدكتور محمد سليم بابنه صالح سليم من زوجه الشريفة زين سليلة العائلة الهاشمية السعودية الأردنية وهي الزيجة التي أثارت غضبًا كبيرًا في أوساط تلك العائلة التي رفضت طوال تاريخها زواج بناتها من خارجها ومن غير الأشراف عمومًا.

 

ولد صالح سليم بحي الوايلي في القاهرة، قبل أن ينتقل أبويه إلى حي الدقي ومعهما الأبناء الثلاثة صالح وعبد الوهاب وطارق سليم، وبدأت قصة عشقه لكرة القدم في شارع عكاشة القريب من ميدان المساحة وجامعة القاهرة، وصار شباب الدقي يتصارعون من أجل ضمه لفرقهم التي تحمل أسماءً شعبية، ولكنه أصبح الاسم الأبرز في فريق شارع عكاشة الذي سكنه وغيّرت محافظة الجيزة اسمه إلى شارع صالح سليم.

 

وبعد انتقاله للمدرسة السعيدية الثانوية كانت نقطة التحوّل في حياة صالح سليم عندما انتقته عين حسين كامل، كشاف النادي الأهلي ومدرب الناشئين آنذاك، وبالفعل دخل الشاب الصغير في سن الرابعة عشرة إلى القلعة الحمراء لينضم لفريق الناشئين ويتلقفه مختار التتش، الأب الروحي للمايسترو، ويلقنه الكثير والكثير من المبادئ التي تشبعت بها جدران النادي الأهلي عن طريق أبنائه.

 

قصة المباراة الأولى

قبل انطلاقة الدوري المصري الممتاز للمرة الأولى في أكتوبر من العام 1948، كان صالح سليم قد حجز مكانه في الفريق الأول للنادي الأهلي وتحديدًا في العام 1947 والذي شهد مشاركته في المباراة الودية أمام المصري البورسعيدي ونال وقتها من انتقادات الجماهير ما يكفيه لينهي مسيرته قبل أن تبدأ.

 

"العب بعيد يا بابا".. "شيلوا الشبل من وسط الأسود".. تلك كانت بعض الهتافات التي وجهتها الجماهير الحاضرة لصالح سليم في ظل سوء مستواه منذ انطلاقة اللقاء، لكن فجأة حدث ما لم يكن يتوقعه أحد وسجل الناشئ الصاعد هدف الفوز للأهلي لتنتهي المباراة بنتيجة 2-1 لصالح القلعة الحمراء، ويبدأ المايسترو رحلة المجد.

 

وبعد أقل من عامين على انطلاقة الدوري الممتاز بدأت أنظار منتخب مصر تتجه صوب صالح سليم، فتم استدعاءه لمباراة اليونان في 1950 والتي انتهت بفوز مصر 2-0، لكنه لم يشارك، وكانت مباراة مصر وتركيا والتي انتهت بفوز الفراعة 3-0 في كأس شرق البحر المتوسط أول مباراة رسمية يلعبها المايسترو بقميص الفراعنة يوم 8 ديسمبر عام 1950.

 

لعب صالح سليم في كل مراكز الهجوم، كما لعب في مركز قلب الدفاع عندما طلب منه مراقبة أمين رشدي أخطر لاعبي الأولمبي السكندري وحينها أجاد وقاد الأهلي للفوز بخمسة أهداف نظيفة، كما أجاد الدور نفسه في مراقبة علاء الحامولي نجم الزمالك في مباراة أخرى انتهت بالتعادل بين القطبين 1-1.

 

توج صالح سليم بـ 19 بطولة مع النادي الأهلي منها 11 بطولة دوري، و8 بطولات لكأس مصر، وكان رئيسًا للفريق الأول ورئيسًا لمنتخب مصر أيضًا.

 

كتاب «صالح سليم.. أبيض وأسود» صدر يوم 19 مايو من العام 1996، برقم إيداع 5385-1996 في دار الكتب، وهو الكتاب الذي كان من المفترض أن يتناول مذكرات المايسترو على لسانه، لكنه فاجئ الكاتب الراحل سلامة مجاهد برفضه الحديث عن نفسه سوى لإيضاح موقف أو نفي شائعات من التي أحاطت به في فترات سابقة.

 

قيمة الكتاب الذي نتناول مقتطفات منه في حلقات مُقبلة تكمن في كونه الوحيد الذي صدر في حياة صالح سليم، فلم يكن يحمل سوى معلومات موثقة ومواقف تاريخية سطرها المايسترو الأهلاوي في أنصع صفحات كتاب تاريخ الرياضة المصرية.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة