دينا الشربيني
دينا الشربيني


لماذا أصبح "زي الشمس" الحصان الأسود في دراما رمضان ؟

مصطفى حمدي

الخميس، 09 مايو 2019 - 02:27 م

لم يتوقع الكثيرون وأنا منهم أن يدخل مسلسل "زي الشمس" لدينا الشربيني دائرة المنافسة في دراما رمضان مبكرًا لأسباب عديدة.

العمل يمثل البطولة المطلقة الثانية لدينا في الدراما الرمضانية بعد مسلسلها "مليكة" والذي عرض العام الماضي ، وذلك بعد سلسله من المشاركات الناجحة لدينا في أعمال مميزة في السنوات الماضية أبرزها بلا شك مسلسل " جراند أوتيل" ، وهو ما يعني أن دينا لم تملك رصيدًا كبيرًا من الأعمال التي تتصدر بطولتها كواحدة من نجمات الشاشة ، إضافة إلى تفاصيل أخرى تحيط بموسم المسلسلات هذا العام أغلبها يتعلق بتقليص الإنتاج وتحديد شاشات العرض فيما يسمى خطة "ضبط الدراما"، وسط دعاية مكرسة لأعمال محددة وشاشات بعينها .

بين كل هذا تسلسل "زي الشمس" بهدوء إلى ذائقة الجمهور مع بداية عرض حلقاته الأولى ليخطف اعجاب الجمهور واهتمامهم خاصة وأنه يعرض على شاشة مهمة مثل mbc  التي تمتلك منصة اليكترونية ناجحة ومتميزة تقنيا ولها رصيد كبير مثل "شاهد" التي لجأ لها أغلب المشاهدين بعد اختفاء الأعمال المصرية من على موقع "يوتيوب".

لا خلاف على موهبة دينا الشربيني كممثلة متمكنة من أدواتها منذ ظهورها على الشاشة ، ولكن المخاوف من تصديرها كنجمة شباك بدأت من العام الماضي مع ظهور مسلسل مليكة، واستمرت قبل عرض "زي الشمس" إلا أن الحلقات الأولى من المسلسل جاءت عكس التوقعات.

ينطلق "زي الشمس" من جريمة قتل تقع ضحيتها شقيقة "نور" المحامية وسط أجواء من الغموض بينما تكتشف نور خيانة شقيقتها لها مع خطيبها، تلك الخلطة الدرامية المشوقة والتي صاغتها السيناريست مريم ناعوم مع ورشة كتابة متميزة تمنح المشاهد "قماشة" درامية واسعة يمكن أن تتفرع منها العديد من الحبكات والخيوط التي تتماس بشكل كبير مع ذائقة الجمهور الجديد للدراما والذي يفضل منذ سنوات الدراما الأجنبية ، وهو ما فطن له صناع العمل بالإعلان عن كونه مستوحى من المسلسل الإيطالي الشهير "الأخوات"، وهو فورمات عالمي تم استنساخه في عدة دول بلغات مختلفة، الأمر يذكرنا بالنجاح الذي حققه مسلسل "جراند أوتيل" منذ سنوات والمستوحى أيضًا من مسلسل عالمي تم انتاجه بلغات مختلفة .

على عكس المتوقع أيضًا ظن كثيرون أن تصدير دينا الشربيني كبطلة مطلقة يعني ظهورها من الجلدة للجلدة كما يقولون ولكن أحداث الحلقات الأولى من العمل شهدت رسما متميزا لأغلب الشخصيات التي تم كتابة تفاصيلها بدقة واضحة، بعيدًا عن الاكتفاء بكون المسلسل عمل بوليسي تظل بطلته تطارد الحقيقة طوال الوقت ، فخلطة الخيانة والصداقة والحب والعلاقات الإنسانية تتطلب عملًا جماعيًا حقيقيًا يمنح كل شخصية مساحتها في البناء الدرامي .

البناء الدرامي التقليدي في أغلب الأعمال البوليسية ينطلق دائمًا من الحدث الأهم وهو جريمة القتل ثم تليه كل التفاصيل التي تصيغ رحلة فك اللغز ، ولكن على العكس انطلق "زي الشمس" بعرض للعلاقات الانسانية المتشابكة داخل أسرة المحامية نور وعلاقاتها المهنية والعاطفية ليمهد الأحداث للمشاهد بمنطق مختلف كان فريق الكتابة موفقا فيه بدرجة كبيرة خاصة وأننا نتعامل مع مسلسل من 30 حلقة وليس فيلم سينمائي مدته 90 دقيقة أو حتى مسلسل مكون من 10 حلقات مثلا .

لا أنكر أن الحديث الطويل عن استبعاد كاملة أبو ذكري من اخراج العمل اقتطع مساحة كبيرة من سيرة المسلسل قبل عرضه، ولكن هذا لا يدفعنا لاغفال حدث أخر مهم وهو عودة سامح عبد العزيز للإخراج بعد أزمته الأخيرة ، سامح واحد من المخرجين المتمكنين من أدواتهم ، وهو "صنايعي" كبير ومتمرس في مهنته بل ويتميز بقدرته على التعامل مع الظروف الانتاجية وضغط التصوير وتوقيتات العرض بخبرة كبيرة واتضح هذا في اعماله السابقة كما أن روح السينما الحاضرة في تقنياته لا تفرض نفسها على ايقاعه في العمل وهذا ما انعكس بدخوله أجواء التصوير سريعًا وفرض بصمته وخلطته التجارية وكذلك الفنية .

أرفض الأحكام المبكرة على الأعمال، ولكن في صناعة الدراما العمل الجيد يفرض نفسه من الحلقات الأولى ، و"زي الشمس" نجح في ذلك بهدوء ، ويبقى الرهان الأكبر أن يستمر إيقاع الحلقات بنفس القدر من التشويق والسرعة، إذا نجح صناع العمل في ذلك سيكون المسلسل الأهم في رمضان بمسافة كبيرة عن بقية الأعمال .

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة