الرئيس عبدالفتاح السيسى
الرئيس عبدالفتاح السيسى


مع تولي مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي..

انطلاق مبدأ «الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية» من القاهرة

أحمد ممدوح

الجمعة، 10 مايو 2019 - 11:08 م

مع تولي مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي هذا العام ومنح تحقيق التنمية المستدامة فى جميع المجالات بدول القارة السمراء الأولوية، كانت هناك رؤية واستراتيجية واضحة طرحها الرئيس عبدالفتاح السيسي على قادة إفريقيا خلال الجلسة الافتتاحية للقمة الثانية والثلاثين للاتحاد الإفريقي فى فبراير الماضى ترتكز على ترسيخ فكرة الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية.

وأكد الرئيس أن ذلك المبدأ يعد السبيل الوحيد للتعامل مع التحديات المشتركة التى تواجه القارة خاصة أن الدول الإفريقية أكثر قدرة على فهم تعقيدات مشاكلها وخصوصية أوضاعها ومن ثم تعد الأقدر على إيجاد حلول ومعالجات جادة وواقعية تحقق مصالح شعوبها وتصونها من التدخل الخارجي، وأوضح الرئيس فى خطابه أنه على الرغم من وجود خطة طموح لإسكات البنادق فى جميع أرجاء القارة بحلول عام 2020، إلا أنه أكد أيضا أن الطريق لا يزال طويلا لإنهاء الاقتتال فى إفريقيا، ولابد من الاستمرار فى السعى لإنهاء النزاعات فى إفريقيا والتى نالت من آمال التنمية بالقارة.

ومع تأكيد الرئيس على أهمية أن تخرج حلول المشاكل الإفريقية من داخل دول القارة بدأت مصر تتحرك فى هذا الاتجاه وتحققه على أرض الواقع، وظهر ذلك جليا فيما شهدته القاهرة الشهر الماضى من اجتماعين على مستوى القمة للتباحث حول الشأنين السودانى والليبى حيث استضاف الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الاتحاد الإفريقى قمة تشاورية للشركاء الإقليميين للسودان بمشاركة عدد من رؤساء وقيادات الدول الإفريقية بهدف مناقشة تطورات الأوضاع فى السودان وتعزيز العمل المشترك والتباحث حول أنسب السبل للتعامل مع المستجدات الراهنة على الساحة السودانية وكيفية المساهمة فى دعم الاستقرار والسلام هناك.

وشهدت القمة التشاورية مناقشات عكست إرادة سياسية مشتركة للعمل الجماعى نحو مساندة الشعب السودانى استنادا إلى مبادئ الاتحاد الإفريقى ذات الصلة بتحقيق السلم والاستقرار بالقارة والتأكيد على الدعم الكامل لدور الاتحاد الإفريقى فى مساندة السودان على تجاوز التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية التى تواجهه فى هذه المرحلة كما صدر بيان عن الدول المشاركة فى القمة تضمن بنودا من شأنها إيجاد حلول للمشهد الراهن فى السودان من منطلق مسئولية الشركاء الإقليميين تجاه السودان، حيث تم التأكيد فى البيان على أهمية إجراءات مرحلة الانتقال السلمى والمنظم والديمقراطى ومنح المزيد من الوقت للسلطات السودانية والأطراف السودانية لتنفيذ تلك الإجراءات، ومع انعقاد تلك القمة التى جاءت للتأكيد على أن مصر بالفعل بدات تخطو خطوات جادة نحو أن يكون حل النزاع فى الدول الإفريقية من داخل القارة.

شهدت القاهرة أيضا اجتماع قمة الترويكا ورئاسة لجنة ليبيا بالاتحاد الإفريقى بمشاركة رؤساء رواندا وجنوب إفريقيا عضوى ترويكا الاتحاد الإفريقى ورئيس جمهورية الكونغو بصفته رئيساً للجنة المعنية بليبيا فى الاتحاد الإفريقى فضلاً عن رئيس المفوضية الإفريقية، بهدف مناقشة آخر التطورات على الساحة الليبية وسُبل احتواء الأزمة الحالية وإحياء العملية السياسية فى ليبيا والقضاء على الإرهاب حيث تناولت المناقشات أهمية العلاقات التاريخية الوطيدة بين ليبيا ودول الاتحاد الإفريقى والالتزام بدعم استقرار ليبيا ووحدتها وسلامتها الإقليمية واستئناف المفاوضات السياسية على أساس الاتفاق السياسى الليبي، بما يتيح توحيد مؤسساتها الشرعية، المجلس الرئاسى ومجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة والجيش الوطنى الليبي، وتأهيلها للقيام بمسئولياتها كاملة فى التعبير عن الإرادة الشعبية، بجانب تمكين الجيش من أداء واجبه للحفاظ على وحدة وسيادة الأراضى الليبية من خلال إنهاء فوضى الميليشيات، وحصر السلاح فى يد قوات الجيش والشرطة النظامية لتمكينها من أداء واجبها فى حفظ الأمن والاستقرار والقضاء على الإرهاب.

ومع استضافة القاهرة لاجتماعين على مستوى القمة للتباحث حول الشأنين السودانى والليبى فى أبريل الماضى بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسى تنطلق مرحلة جديدة ومبدأ ترسخه مصر خلال رئاستها للاتحاد الإفريقى بأن يتم إيجاد حلول المشاكل الإفريقية من داخل دول القارة نفسها.
    
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة