قصص وعبر
قصص وعبر


قصص وعبر| عدالة السماء تنصف الزوجة الثانية وابنتها العروس

علاء عبدالعظيم

السبت، 11 مايو 2019 - 12:08 ص

 

ودعت الزوجة الثانية وابنتها العروس زوجها وهو في كفنه الأبيض، تنساب دموعهما حزنا عليه، يجول بخاطرهما الخوف من المستقبل ومن زوجته الأولى التي وقفت ترمقهما بنظرات ملتهبة، فالبشائر تؤذن بوقوع مشاجرة، وانطلق لسانها يقذف السباب والشتائم لهما، وتعالت التهديدات المختلفة معلنة بداية المعركة من قبل الزوجة الأولى وأولادها، والتي لم تكن تعلم بأن عدالة السماء سوف تنصف الزوجة الثانية وابنتها العروس.

امتلأ نفس الزوجة الثانية وابنتها بالحزن والهم تتساقط الدموع فوق وجنتيهما في صمت دون أن تنطفا بكلمة واحدة حتى بدت عيناهما مطفأتين من أثر البكاء تزدحم الصور بمخيلتهما حيث عودهما الأب أن يطيعا أوامره، وغمرهما بجميل الملابس وكل ما تشتهيه نفسيهما، لكنهما لم يحسبا حساب ذلك اليوم وهو يوم فراقه وأصبحتا فريسة لا حول لها ولا قوة بين براثن زوجته الأولى وأبناءها، شعرتا بالحيرة تنهش رأسيهما، والأفكار تتساقط من ذاكرتهما المتعبة وخوفا منها وأولادها حيث بدأت باختلاق المشاكل معهما، وقامت بتحرير عدد من المحاضر ضدهما بمساعدة شقيقها الذي يعمل محاميا وفي محاولة لحرمانهما من الميراث الذي تركه الزوج وحصيلة أكثر من ١٥ عاما قضاها بإحدى دول الخليج.

اهتدى تفكير الأم وابنتها  بالذهاب إلى أحد المحامين الذي وقف بجانبهما، تطوعا منه ووعدهما بأن الحق سوف يرجع لأصحابه، وفي محاولات شتى قام بالتحدث مع الزوجة الأولى وشقيقها المحامي لفض النزاع بينهما، ويحصل كل منهم على حقه الشرعي لكن كان لشقيق الزوجة الأولى رأيا، وأصر على عدم حصولهما ولو على مليم واحد من التركة، فما كان منه إلا أن تقدم برفع دعوى للحصول على حقهما الشرعي.

استمر تداول الدعوى أكثر من ٤ سنوات، ذاقت خلالهم الزوجة الثانية وابنتها جميع أنواع الألم والجحود من تصرفات الزوجة الأولى وشقيقها.

وجاءت ساعة الصفر، وأثناء وقوف شقيق الزوجة الأولى المحام أمام القاضي الذي حدثه بكلمات يدنى لها الجبين، ويلين لها الصخر بسبب سوء معاملة شقيقته ومساعدته لها، فبدلا من أن يقف بجوار الزوجة الثانية وابنتها العروس ويطبق شرع الله، ويساعد في إعادة ميراثهما خاصة وأنه على علم بأن حرمان الورثة مما فرضه الله يعتبر حيدة عن الشرع، وتغيير لما افترضه المولى عز وجل.

وبعد مرور عدة أيام وأثناء عودته إلى المنزل فوجئ بزوجته في حالة يرثى لها، وقد أصابها حالة إعياء شديد لم تقو على الحركة هرول مسرعا إلى الطبيب الذي أخبره بأنها مريضة بالقلب وتحتاج إلى تكاليف باهظة لإجراء جراحة عاجلة.

هب الشقيق المحام يطلب مساعدة أشقاءه يقترض منهم الأموال لإجراء الجراحة وإنقاذ زوجته من الموت والألم، يجول بخاطره كلمات القاضي التي وجهها له ودموع الأبنة العروس وأمها، فما كان منه إلا أن توجه إلى شقيقته يطالبها بإعادة الحق لأصحابه، وأن ماحدث لزوجته ماهو إلا إنذار وسط كلمات لوم وعتاب على مافعلاه ضد الزوجة الثانية وابنتها.

وبالفعل توجه إلى محام الزوجة الثانية، وتم الاتفاق والصلح بين الجميع وإعادة حقهما الشرعي في الميراث.

وارتدت الأبنة العروس ثوب عرسها وسط فرحة الأهل والأصدقاء، تنساب الدموع مرة أخرى لكنها دموع الفرح، وقد أيقنت ووالدتها بأن عدالة السماء أبدًا لا تغيب.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة