صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


لماذا غابت الأعمال التاريخية والدينية عن دراما رمضان 2019؟

نشوة حميدة

السبت، 11 مايو 2019 - 05:14 م

-الناقد طارق الشناوي: فقر الإنتاج والميزانيات المحدودة السبب.. والمنتجون ينظرون تحت أقدامهم

- وأستاذ إعلام: دعم الدولة «الأهم».. والحل في «قطاع الإنتاج بماسبيرو»

 

لم يقتصر شهر رمضان المبارك على الصوم والعبادة وأداء الفرائض الربانية، بل تحول إلى ساحة خصبة للتنافس الدرامي من خلال المسلسلات الرمضانية التي أصبحت «على كل شكل ولون»، حيث تنوعت تلك الأعمال هذا العام ما بين الكوميدي والتراجيدي والست كوم، بينما غابت تمامًا الأعمال التاريخية والدينية عن الساحة بعد أن كانت ركنًا أسياسيًا في دراما رمضان لأعوام طوال.

 

المسلسلات التاريخية

 

وكانت أبرز الأعمال التي علقت في ذاكرة المصريين من هذه النوعية من المسلسلات، العمل التاريخي «محمد رسول الله» الذي تناول سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك سيرة سيدنا «عمرو بن العاص»، و«عمر بن عبد العزيز» اللذان جسدا سيرتهما العطرة، وأيضًا مسلسل «الطارق» حول القائد الإسلامي طارق بن زياد، والذي جسد شخصيته الفنان الراحل ممدوح عبد العليم، وتناول مختلف المراحل والتحولات التي مر بها منذ مولده لإحدى قبائل البربر في شمال إفريقيا، وحتى توليه قيادة الجيش ومساهمته في فتح الأندلس، مستغلًا حالة التشتت والضعف التي عانت تلك المنطقة؛ بسبب استبداد حاكمها المتغطرس لذريق (خالد زكي).

 

كما نال مسلسل «أبو حنيفة النعمان» شهر واسعة خلال فترة التسعينات، باعتباره أحد أبرز الأعمال الدينية والتاريخية التي قدمت خلال فترة التسعينات، حيث استعرض السيرة الذاتية لمؤسس أحد أهم المذاهب الإسلامية الفقهية وهو الإمام أبو حنيفة النعمان، الذي جسده الفنان محمود ياسين، كما تضمن الجانب الإنساني في شخصية الإمام من خلال علاقاته بمن عاصروه، بجانب طرحًا للعديد من القضايا الفقهية والقضايا الخلافية التي التطرق لها الإمام أبو حنيفة النعمان، واجتهد في دراستها وشرحها وبيان أحكامها، وقد تم استقبال المسلسل بحفاوة نقدية عند عرضه للمرة الأولى، كما أشاد به العديد من الفقهاء والمؤسسات الدينية.

 

وكذلك نالت السير الذاتية مثل «كليوباترا» الذي تناول سيرة أشهر ملكات مصر الفرعونية «كليوباترا السابعة» أخر حكام البطالمة، التي توجت علي عرش مصر، قبل مجيء يوليوس قيصر ووقوعه في حبها، ثم موته ودخولها في قصة حب طويلة الأمد مع «مارك انطونيو»، وهذا العمل إنتاج مشترك في عام 2010 بين التليفزيون المصري وشركة عرب سكرين وروتانا خليجية.. جميع ما سبق عكس مدى اهتمام الجمهور بتلك الأعمال التي أنتجت على مدار فترات زمنية متباعدة، ما يدفعنا إلى طرح السؤال مجددًا « لماذا غابت الأعمال التاريخية والدينية عن دراما رمضان 2019؟»، الإجابات تقدمها السطور التالية..

 

 

المنتجون ينظرون تحت أقدامهم

 

يرى الناقد الفني طارق الشناوي، أن المسلسلات التاريخية بالفعل غابت عن الدراما الرمضانية منذ أعوام، مرجعًا ذلك إلى أن المنتجين ينظرون تحت أقدامهم، فيستهدفون إنتاج أعمال مربحة غير خالدة تأتي بأعبائها وأرباحها سريعًا بعيدًا، لافتًا إلى أن مسلسلات السير الذاتية تحتاج إنتاجًا ضخمًا ومساندة قوية من جميع الجهات.

 

وقال «الشناوي» لـ«بوابة أخبار اليوم»، إنه بالإضافة إلى أزمة الإنتاج التي أصبحت عبئًا عليه المنتجين، غابت أيضًا السيناريوهات الجيدة للأعمال التي تبقى وتظل وتخلد في ذهن المشاهدين، وسط غياب الرؤية الحقيقية والأفكار الجديدة التي تبلور تراثنا وتاريخنا في أعمال تجذب الجمهور.

 

وأشار الناقد الفني إلى أن آخر مسلسل تاريخي تم إنتاجه في مصر فشل بسبب قلة التكلفة، موضحًا أن المسلسل التاريخي السوري يتفوق على المسلسل التاريخي المصري، لأن سوريا تنتج على مسلسلاتها ببذخ، ومصر تفقد ميزانيتها بسبب التكلفة الضخمة، وهو ما أدى إلى غياب تلك الأعمال عن الساحة الفنية سواء في رمضان أو غيره.

 

تعزيز الهوية.. ودعم الإنتاج

 

فيما قال الدكتور محمد المرسي، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن إنتاج الأعمال التاريخية في غاية الأهمية، لأنها تقدم مواد تعريفية للمواطن البسيط بتاريخه بلاده، كما أنها تعزز الانتماء والهوية الوطنية، ومن المهم الاهتمام بها، فغيابها منذ سنوات يؤكد أن هناك أزمة حقيقية.

 

وأضاف «المرسي» لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن إنتاج الأعمال التاريخية والسير الذاتية في حاجة إلى قدرة إنتاجية عالية لأنها تحتاج إلى تكاليف ضخمة للديكورات الخاصة بها، وأماكن نائية، ومن الصعب إنتاجها الآن لأنها مكلفة جدًا، مستطردًا: "أما العائد المادي لها، فهو أقل بكثير من عوائد الدراما الاجتماعية، لأن الإعلانات عليها تكون قليلة".

 

وشدد «المرسي» على ضرورة دعم الدولة لهذه الأعمال الدرامية، وخاصة قطاع الإنتاج باتحاد الاذاعة والتلفزيون، الذي ظل منذ 7 سنوات لا ينتج شيئًا، متابعًا: "القطاع الخاص هو من يقوم بإنتاجها في دول عربية"، متسائلا: "لماذا لا يعمل قطاع الإنتاج بقطاع الإذاعة والتلفزيون على الرغم من تأكيد وتصريحات المسئولين عن الهيئة الوطنية للإعلام بأنه سوف يعمل في أقرب فرصة".

 

وطالب أستاذ الإعلام أيضًا، بضرورة توفير إمكانيات لقطاع الإنتاج بماسبيرو لهذه الأعمال الفنية التي تحفظ هويتنا وتجسد تاريخنا، حتى لو تمت بالشراكة مع القطاع الخاص سواء داخل مصر أو خارجها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة