تكية أبو الدهب
تكية أبو الدهب


تكية أبو الدهب.. متحف مفتوح لنجيب محفوظ يضم مقتنياته الخاصة ويخلد ذكراه

حافظ محمدي

السبت، 11 مايو 2019 - 11:29 م

- المكان يحاكى ثلاثية الأديب العالمى ويضع المنطقة على خريطة السياحة


متحف مفتوح.. يضم مقتنياته الخاصة ، يخلد ذكراه.. يحكى للاجيال القادمة السيرة العطرة لصاحب نوبل فى الادب نجيب محفوظ ، علت الاصوات كثيرا من المثقفين والادباء على مدار سنوات طويلة لعمل متحف لصاحب نوبل ، وأخيرا تحققت المطالب والامنيات واصبحت حقيقة على ارض الواقع ، وتم اختيار تكية أبو الدهب الاثرية لتكون متحفًا للأديب الراحل ، ففى منطقة القاهرة التاريخية وعلى بعد أمتار من الجامع الأزهر ومنطقة الغورية يجرى العمل على قدم وساق لإنجاز مشروع متحف نجيب محفوظ الذى سيتم افتتاحه قريبا ، بعد أن قامت وزارة الثقافة بالاتفاق مع وزارة الآثار بتخصيص جزء من تكية أبو الذهب ليصبح متحفا للأديب العالمى الراحل ، ووقع الاختيار على هذه المنطقة نظرًا لقربها من المنزل الذى ولد فيه صاحب نوبل بحى الجمالية فى القاهرة، ولأن المكان يتوسط منطقة القاهرة التاريخية التى استوحى منها الأديب الراحل شخصيات وأماكن أغلب رواياته.


على مشارف جامع الأزهر تجد مبنى من أحجار صلدة لم تمحه عوامل الزمان ليظل راسخًا لقرون، منذ أن نشأ على يد محمد بك أبو الدهب أحد أمراء مصر فى القرن السابع عشر ليكون مسكنًا لطلاب الأزهر من كافة أنحاء العالم ،وعلى بعد خطوات قليلة ، تجد بوابة خشبية يرتسم عليها عبق التاريخ الإسلامي، وفور عبورك من البوابة تجد أحد العاملين يستقبلك بتذاكر الرسوم للتجول داخل التكية الأثرية.
وبحسب الروايات المتداولة عن التكية فإنها كانت تستقبل جميع الطلاب من كافة أنحاء العالم، أبرزهم السوريون والأتراك والطلاب الآسيويون، ليأخذوا من التكية مسكنًا لقربها من الأزهر الشريف لدراسة العلوم الدينية فيها، حتى تخرج منها العديد من كبار علماء الدين ليصبحوا منبرًا للدين المستنير حول العالم.
كما شرع فى إنشاء التكية الأمير محمد بك أبو الدهب سنة 1187 هجرى 1703 ميلادى وكان وقتها الذراع الأيمن لعلى بك الكبير وصهره وقد أخذ على بك الكبير يوليه المناصب حتى تولى منصب الخازندار وهو المسئول عن خزانة الدولة ومن شدة فرحه بهذا المنصب عندما ارتدى الخلعة بالقلعة صار ينثر الذهب على الفقراء فى طريقه إلى منزله ومن هنا سمى بأبو الذهب، وعظم شأنه فى وقت قصير إلى أن انفرد بإمارة مصر.
عن اختيار التكية لتكون متحفا لنجيب محفوظ والتجهيزات وأعمال التطوير والاستعدادات التى تتم قبل الافتتاح يقول الدكتور فتحى عبد الوهاب رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة أن تكية أبو الذهب مبنى أثرى تم تخصيصه لوزارة الثقافة عام 2012 ليكون متحفا للأديب العالمى نجيب محفوظ وبناء عليه تم التعاقد مع شركة المقاولون العرب عام 2016 لبدأ العمل فى تطوير التكية وذلك نظرا لوجود بعض المعوقات والعقبات التى كانت السبب فى تأخير العمل بهذا المشروع نظرا لأن التعامل مع المبنى الأثرى يختلف عن التعامل مع أى مكان آخر وذلك للحفاظ على الأثر، مشيرا إلى أن أحد العقبات التى عطلت المشروع وجود صهاريج للمياه أثناء تركيب اسانسير وهذه الصهاريج كانت موجودة لخدمة السبيل بالتكية وهذه العقبة تم التعامل معها من خلال الرجوع للجنة الدائمة واخذ رأيها، ومنذ بداية شهر أغسطس العام الماضى أتممنا استيفاء كل الأوراق وتم التغلب على كل العقبات وأخبرتنا الشركة المنفذة وهى شركة المقاولون العرب أنها ستنتهى من إنجاز الأعمال المسندة إليها والتطوير فى اقرب وقت وبالفعل المكان الان اختلف كثيرا عن ما كان عليه قبل التطوير ومن يزور هذا المكان الآن يجده مختلفا تماما عما كان عليه قبل أعمال التطوير.
الشكل الملهم للثلاثية
وأوضح أنه تم تخصيص هذا المكان ليكون متحفا للأديب العالمى نجيب محفوظ وعن سؤال طرحه شفهيا على المسئولين لماذا هذا المكان تحديدا؟ كانت الإجابة أن المنطقة الموجود بها التكية أو المتحف كانت محكى روايات الثلاثية لنجيب محفوظ « قصر الشوق وبين القصرين والسكرية « وان التكية هو الشكل الملهم لهذه الأماكن التى عايشت الثلاثية، موضحا ان المتحف سيشمل مقتنيات لنجيب محفوظ مهداة من أسرته وبعض المقتنيات الشخصية له ومؤلفاته وكل هذا سيتم عرضه بالإضافة إلى أنه سيشمل مكتبه متخصصة فى الأدب وايضا قاعات سمعية ومشاهدة بصرية لخدمة المنطقة بخلاف مكتبة عامة، وانه جار التنسيق مع جهات أخرى مثل الإذاعة والتليفزيون وغيرها من الجهات التى لديها مواد متعلقة بالأديب العالمى نجيب محفوظ لعرضها بالمتحف، وهذا بخلاف وجود انشطة متنوعة على مدار ايام الاسبوع وندوات ثقافية وهذا البرنامج سيتم ترتيبه بناء على رؤية الجهة أو الاشخاص الذين يديرون المتحف، موضحا أن المتحف ستكون زيارته بالمجان مثل كل الاماكن التابعة لصندوق التنمية الثقافية، موضحا ان المتحف مخصص له الدور الأرضى والأول فقط أما الدور الأخير سيكون خاصا بإدارة وزارة الآثار ويوجد ايضا آراء لتخصيصه للثقافة ولكن هذا مجرد اقتراح ولم يتأكد بعد..
وأوضح رئيس صندوق التنمية الثقافية ان المقاولون العرب هى الجهة المنفذة للمشروع بناء على التنسيق مع وزارة الآثار من حيث التركيبات والتشطيبات والخامات المستخدمة والألوان وأنه لا يوجد أى إضافات تمت على المبنى بخلاف أعمال الترميم والدهانات والمشرف على ذلك المتخصصون من الآثار والذين لهم مواصفاتهم فى التصاميم والديكورات، وان التكلفة إلى الان تجاوزت 10 ملايين جنيه وذلك نظرا لارتفاع سعر الدولار منذ عدة سنوات، موضحا أن تاريخ الافتتاح لم يحدد بعد وان وزيرة الثقافة هى المسئولة عن تحديده بالتنسيق مع الجهات السيادية، كما انه يوجد تنسيق مع محافظة القاهرة وذلك لتطوير المنطقة المحيطة بالمتحف حيث يوجد اكثر من نموذج موضوع لتطوير المنطقة وذلك لعمل رواج لهذا المكان..وفى نفس السياق أوضح إيهاب يحيى مدير عام الإدارة الهندسية بصندوق التنمية الثقافية أنه عندما تم البدء فى العمل بالمشروع كان يقتصر على تجهيزات الفرش والوسائل التى سيتم استخدامها فى المتحف وبعد أن تم البدء فى العمل طلبت وزارة الاثار الترميم لبعض الاماكن وتزويد المبنى بنظام إطفاء للحرائق بالرغم من كونه مكانا اثريا يوجد به نظام طفايات حريق ولكن الحماية المدنية طلبت تزويده بطلمبات مياه وصناديق طفايات حريق ونظم إنذار وكاميرات مراقبة وبدأ الأمر يتطور ويتوسع ويزيد مع مرور الوقت وبالتالى المدة المخصصة لإنجاز العمل زادت، وبدأنا نصطدم ببعض العقبات والتى كانت تحتاج إلى موافقات من الاثار وايضا بنود كثيرة جدا تطلبت موافقة اللجنة الدائمة والتى كانت تستمر لبحث المشكلات لعدة أشهر لاستيفاء الإجراءات والمستندات، وحاليا جار العمل بعدما تم الانتهاء والتغلب على كل العقبات باستثناء عقبة تركيب الأسانسير والتى يتم دراستها الآن من جانب اللجنة الدائمة نظرا لوجود صهاريج للمياه وبالرغم من انها جافة ولا يوجد بها مياه إلا ان التأسيس عليها لتركيب الأسانسير يتطلب طبيعة خاصة للأساسات، وإلى الآن التكلفة الفعلية حوالى 12 مليون جنيه وهى قابلة للزيادة إلى أن نصل لتاريخ الافتتاح والذى لم يتحدد بعد.
وقال إن المتحف مخصص له الدور الأرضى والأول فقط وسيشمل الدور الأرضى الصالون ومكتبة لمؤلفات نجيب محفوظ بالعربية ومكتبة لمؤلفاته باللغة الإنجليزية ومكتبة سمعية وبصرية و2 فصل دراسى « أحدهم لدراسة السيناريو والثانى لدراسة الكتابة الإبداعية « وإدارة و2 مخزن، أما الدور الأول سيكون به 2 قاعة «متحف الأديب العالمى وبها المتعلقات الشخصية لنجيب محفوظ «وقاعة متعددة الأغراض» ندوات وعروض « بجانب مكتبة لكل ما كتب عن نجيب محفوظ بالأجنبية ومكتبة لكل ما كتب عنه بالعربية ومكتبة نجيب محفوظ الشخصية ومكتبة اطلاع لمؤلفاته وحجرة مدير المكتبة ومكتبة بحثية لمجالات الفنون والأدب.
القاهرة التاريخية
وقالت ناهد عبد الله مديرة منطقة أثار أبو الذهب بالأزهر والغورية أن تكية أبو الذهب موجودة فى وسط مجموعة ابو الذهب الأثرية وليست اثرا مستقلا وتشمل المجموعة الجامع والسبيل وحوض الدواب والتكية والتى أنشأها أبو الذهب لتكون سكنا لطلاب الأزهر والمتصوفين، مشيرة إلى ان دور وزارة الاثار قبل تحويل التكية لمتحف كان الحفاظ على الاثر أو التكية التى أنشأها محمد بك أبو الذهب والتى تم ترميمها عام 2006 وهى تابعة لمنطقة القاهرة التاريخية ويحيط بها جامع السلطان الغورى ووكالة الغورى ومنطقة شعبية بها سوق التبليطة وتم تخصيص التكية لوزارة الثقافة عام 2012 لتكون متحفا للأديب العالمى نجيب محفوظ الحاصل على جائزة نوبل، وأن هذا المكان كل ما يتم به من أعمال الترميم أو التشطيبات تحت إشراف وزارة الاثار وان التخصيص لهذه التكية لتكون متحفا تم الموافقة عليه من اللجنة الدائمة التابعة لوزارة الاثار وتم البدء فى الاعمال تحت إشراف قطاع المشروعات الهندسية بالاثار وانه يوجد حدود فى الاعمال داخل المكان الاثرى مع ما يتوافق عليه لتحويل المكان لمتحف وكل ما يؤثر على الاثر أو على معالمه يتم رفضه وايضا اى تغيير يتم بعد موافقة اللجنة الدائمة فى قطاع الاثار الاسلامية والقبطية، موضحة ان المبنى كما هو بنفس أدواره والتصاميم كما كانت فى السابق والاخشاب التى كانت متهالكة بسبب الامطار والفترة الزمنية تم ترميمها وكذلك المبنى وحتى الالوان هى نفس الالوان التى كانت موجودة وقت بناء التكية حيث كانت غرف الطلبة بنفس الالوان الحالية ونحن التزمنا باللون الموجود الذى كان فى هذا التوقيت وهذا ما كان قبل التخصيص وما يحدث بعده أو بعد الافتتاح هو تواجد المشرفين من وزارة الاثار فى المكان بصورة دائمة للإشراف على الاثر والحفاظ عليه.


نقلة للمنطقة
وعلى جانب آخر وبالقرب من التكية وتحديدا بشارع الأزهر وعلى مقربة من الجامع الأزهر تحدث مختار سعيد عوف صاحب بازار خان الخليلى قائلا: ان مدخل التكية يوجد أمامه سوق التبليطة وهو سوق خضار وفاكهة ويجب تطويره لجعل صورة المكان أفضل أمام السياح العرب والأجانب.


وفى نفس المكان وعلى بعد خطوات تحدث ياسر صالح المقيم بسويسرا والذى تصادف وجوده لفترة إجازة بمنطقة الأزهر قائلا : أتمنى رفع كل الإشغالات الموجودة فى الشوارع الرئيسية المحيطة بمنطقة القاهرة التاريخية والموجودة ايضا على الأرصفة والخاصة بأصحاب المحلات والباعة الجائلين لأن هذا إستغلال  سييئ ويعيق حركة المواطنين بخلاف تشويه المنظر وصورة شوارعنا أمام السياح العرب والاجانب.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة