إبراهيم المنيسي
إبراهيم المنيسي


إبراهيم المنيسي يكتب.. جيرالدو غلط قبل السحور!

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 12 مايو 2019 - 04:46 م

 

زادت إثارة الدوري الممتاز الكروي وبلغت متابعة الجماهير لصراع القمة والتتويج مداها بعد أن ظننا  أن الانصراف الجماهيري لمتابعة كرة القدم الحقيقية..فى أوروبا والدول المتقدمة قد أثر على المسابقة المحلية والصدام التاريخي بين الأهلى والزمالك.. لكن من تابع ردات الفعل القاسية مساء أمس وعلى موائد السحور وما حدث بعد أن أطلق الأنجولى جيرالدو صاروخه المتقن لينتزع لفريقه الأهلى ثلاث نقاط ثمينة من ضيفه سموحة السكندري يدرك أن الوهج التنافسي المصري لايزال قائما  حتى بات الحديث عن جيرالدو صعبا على موائد السحور..جيرالدو غلط قبل مدفع الامساك خشية الوقوع فى نزاع وربما تتطور لمشاكل !
 

الأهلي حامل اللقب وصل للنقطة السبعين متصدرا البطولة التى كان فى بدايتها بعيدا تماما عن التفكير فى التنافس على لقبها بل وعندما قال مدير الكرة فيه سيد عبد الحفيظ بأن الأهلي سيكون بطلا للدورى فى النهاية  نال قسطا وافرا من التهكم لأن فريقه كان وقتها بين أندية المؤخرة صحيح أنه كان ترتيبا غير واقعى بسبب كثرة المؤجلات للانشغال بالمشوار الأفريقي لكن المستوى العام للاحمر أيضا لم يكن كافيا لأن يهبد عبد الحفيظ تصريحا يغيظ !
 

وإذا كان لاسارتي الاوروجويانى قد حقق مع الأهلي قفزة عملاقة وصلت به للانفراد بالقمة فان مستوى الأداء بشكل عام لم يقنع الكثير من الجماهير الأهلاوية  ولهذا أسباب كثيرة يمكن التعريج عليها لاحقا.
 

وكما  كانت قفزة لاسارتى هائلة كان جهد منافسه السويسري جروس فى قيادة الزمالك هذا الموسم جيدا بل ورائعا فى كثير من فترات المسابقة ولولا أنه لم يتمكن من تنفيذ عملية تدوير جادة بين لاعبيه لتفادى الاجهاد الذى ظهروا عليه بعد الاستمرار فى المعترك الأفريقي لكان مردود الزمالك محليا أفضل حالا مما انتهت اليه الامور حاليا وان كانت فرصته فى منازعة الأهلى على الدورى لاتزال قائمة وبنسبة ليست قليلة بينما قد خرج من السباق المحلى تقريبا بيراميدز  بتجربته الجديدة والمختلفة والمثيرة هذا الموسم..
 

الأهلي تتبقي له أربع مباريات مع إنبي الخميس ثم مع المقاولون والإسماعيلي والزمالك والأخير وبعد مباراته مع الداخلية يتبقى له خمس مباريات مع الانتاج ( مباراة معلقة تأجلت عدة مرات ) ومع الجونة والاسماعيلي وحرس الحدود  واخيرا مع الأهلى..
 

الأحمر يكفيه الفوز في مبارياته الثلاث المتبقية والتعادل مع الزمالك ليحتفظ باللقب الغالى عليه والمفضل تاريخيا له ( حققه ٤٠ مرة أى أكثر من ضعف ما أحرزته جميع اندية المسابقة مجتمعة )  بينما الزمالك يهمه الفوز بكل مبارياته المتبقية والتى لم يتحدد مواعيدها بعد انتظارا لانتهاء الأبيض من مشواره بالكونفيدرالية التى يحتفظ فيها أبناء ميت عقبة بفرصة كبيرة لاحراز اللقب الذي سبقهم إليه الأهلى برأس متعب وفى الوقت القاتل..المؤلم للكثيرين..!

وإذا كانت بوادر أزمة جديدة تلوح فى الأفق بين الأهلى واتحاد الكرة بسبب مؤجلات الزمالك بحيث ينتظر أن يستخدم الأهلى المقولة الثابتة التى استند اليها وتمسك بها غريمه الزمالك تاريخيا :" مش هنلعب القمة  الا لما الأهلى يلعب مؤجلاته لحفظ تكافؤ الفرص " .. ليقول الأهلى نفس المقولة مرتدة وهو ما سيفرض على لجنة المسابقات صعوبات بالغة لتحديد مواعيد المؤجلات بعد الانتهاء من بطولة الأمم الأفريقية يوم ٢١ يونيو المقبل  ولكن لن يكون متبقيا على غلق باب القيد الدولى سوى أيام قليلة فقط وهى أزمة أخرى تهدد الموسم الجديد.
 

 

ودون انتظار لتبعات التأجيلات وبوادر الأزمة الجديدة كان الجدال مثيرا بين جماهير الأهلى والزمالك بعد ليلة جيرالدو المدهشة للأحمر والمزعجة للابيض ربما بأكثر وطأة مما نال الفريق السكندري الذى لو توفرت لمدربه حسام حسن الجرأة التي كان يتحلى بها من قبل لربما أمكنه إحراج الأهلى ومدربه والفوز عليه لكن كان الواضح  أن حسان حسن سعى ليس فقط للحصول على نقطة وهو المهدد ولكن لإضاعة نقطتين على الأهلى وعرقلته ..وهو ما يفسر ردة الفعل العنيفة من التوأم بعيد فعلة جيرالدو التى يحتاج التحدث عنها توضيح أربع نقاط مفصلية :
 

لا خلاف على اهتمام لاعبي سموحة بإهدار الوقت حتى أن تجربة عملية ميقاتية كشفت عن ضياع ما لا يقل عن ١١ دقيقة من الوقت القانوني للشوط الثاني ولما احتسب الحكم محمد أمين عمر منها سبع دقائق فقط كوقت بديل سقط حارس سموحه اليقظ ابوجبل وزميله المدافع ليستهلكا أكثر من دقيقتين من الوقت البديل..ولأن الحكم هو الميقاتى الوحيد للمباراة كما علمنا الكابتن محمد لطيف رحمه الله ومسئوليته حماية وقت المباراة فقد كان طبيعيا أن يضيف الحكم  الدقيقتين للوقت البديل..بل وظل الحكم يشير للاعبين محذرا أثناء اضاعتهما للوقت بداعى الإصابة بأنه سيحتسب كل ثانية..وكان ان سجل الأهلي هدف جيرالدو السليم تماما قبل أن تمر الدقيقة الأولى من الوقت التعويضى القانونى وهو ليس جديدا فكثيرا ما احتسب وقت تعويضي للزمالك من الوقت البديل حتى وصل فى بعض المباريات ل١٤ دقيقة أمام المقاصة و١١ دقيقة و٩ دقائق أمام المصري وانبي والانتاج وكلها حالات قانونية لم يكن على موقف الزمالك فيها أى غبار..
 

والغريب أن يتعامل البعض مع الوقت البديل على أنه منحة للأهلى  أو للزمالك كما فى المرات الكثيرة السابقة ويغيب عن هؤلاء أن الحفاظ على الوقت القانونى للمباراة بوقت تعويضي  هو فرصة للفريق الآخر على أرض الملعب اذ يمكنه بشئ من الشجاعة التكتيكية والهجوم المرتد السريع أن يحقق الفوز ويضرب كرسيا فى كلوب الفريق الكبير المندفع لهجوم هائج بلا حساب أو تحسب.. لكنه الطموح المحدود والرغبة فقط فى اعاقة الكبير ..!
 

ومن عجب أن يقول لاعب كبير أو مدرب ان كرة القدم ليست هى السلة حتى يتم احتساب وقتها البديل كله..وهذا من صحيح بدليل أن المباراة  نفسها ضاع فى شوطيها ما يزيد عن ثلث الساعة لم يعوض بغير اقل من نصف الوقت المهدر كما أن من يضره ويؤلمه اليوم استثمار منافسه للوقت البديل ضمن  استراتيجية تاريخية يجيدها الاحمر ويمكن أن يستفيد منها كل منافس هو نفسه هذا اللاعب أو المدرب الذى من المؤكد أن سينفجر غضبا ورفضا اذا ما وجد منافسا يتساقط لاعبوه ويهدرون الوقت عمدا أمام فريق ناديه فى أى مناسبة مهمة قادمة.. وعندها سيقول هذا وذاك أن كرة القدم ليست هى المصارعة !!
 

الانجولى جيرالدو  قدم نفسه لجماهير الأهلى  لكن استخدام فعلته كنوع من المكايدة والتحفيل بين الجماهير غير مقبول كما تهكم المنافسين منه او الاساءة اليه برسوم عنصرية هو أيضا أمر كريه..فى كل الأحوال جيرالدو تحفيلا او اساءة أمر يضر ليس فقط بالصائم ولكن بكل القيم الأخلاقية..
 

الاهلى والزمالك  يقدمان حالة تنافسية مثيرة ومفيدة للكرة المصرية ليعيدا  لها رونقها وشعبيتها ومكانتها وهذا بحد ذاته تطور ايجابي لافت ولكن من غير غلط فى جيرالدو !

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة