د.مصطفى الزاندى أثناء حواره مع «الأخبار»
د.مصطفى الزاندى أثناء حواره مع «الأخبار»


أمين الحركة الوطنية الشعبية الليبية: «حفتر» زار القاهرة مرتين خلال شهر لإعادة الاستقرار لليبيا

أحمد أبوهارون

الأحد، 12 مايو 2019 - 11:05 م

 

أمين الحركة الوطنية الشعبية الليبية د.مصطفى الزاندى لـ «الأخبار»:


معركة طرابلس فاصلة وستحول ليبيا من بلد داعم ووكر للإرهاب إلى دولة مسئولة فى محيطها


حكومة الوفاق لا تستند للإرادة الشعبية أو الدستور

 

أكد أمين الحركة الوطنية الشعبية الليبية ونائب وزير الخارجية ووزير الصحة السابق د.مصطفى الزاندى أن معركة طرابلس فاصلة ستتحول ليبيا من بلد داعم ووكر وملاذ للإرهاب والإرهابيين إلى دولة مسئولة فى محيطها تثبت الأمن الإقليمى، تساعد على بناء الاستقرار فى الإقليم وستفتح أفاقا كبيرة للتنمية والاستثمار فى المنطقة.


وأضاف فى حواره مع «الأخبار» أنه لا توجد حكومة وفاق فهى تعبير مجازى لأنه من المفترض أن يكون أغلب الليبيين راضين عنها وهى لا تستند لإرادة شعبية ولا لدستور.


وأوضح أن هناك تحشيدا لكل الإخوان والإرهابيين فى كل المنطقة ويبذلون جهدا كبيرا لمحاولة إبقاء هذه البؤرة فى ليبيا لأنه لو فقدوا ليبيا فقدوا شمال أفريقيا، مشددا على أن الأغلبية الغالبة من الشعب الليبى مع القوات المسلحة.. وإلى نص الحوار.

 

> ماذا عن التطورات الليبية التى تجرى الآن؟


التطوات الآن إيجابية، أعتقد أن الفوضى فى ليبيا وسطوة الميليشيات فى مراحلها النهائية، وهذه المعركة الأخيرة التى تقودها القوات المسلحة، لتطهير ليبيا من الإرهاب ومن الفوضى، ستكون حاسمة ونهائية ونحن متفائلون جدا بالمجهود الكبير الذى تقوم به القوات المسلحة والآن هم فى طرابلس و90% من الأراضى الليبية تحت سيطرة القوات المسلحة، ولا يوجد بها إرهابيون ولا ميليشياويون، توجد مؤسسة عسكرية، وإذا تمكنت القوات المسلحة فى القريب العاجل من نزع سلاح الميليشيات، ستمهد الطريق للتأسيس لدولة مدنية ديمقراطية مستقرة.


هذه معركة فاصلة وهى تاريخية فعلا وستتحول ليبيا من بلد داعم ووكر وملاذ للإرهاب والإرهابيين إلى دولة مسئولة فى محيطها تثبت الأمن الإقليمى، تساعد على بناء الاستقرار فى الإقليم وستفتح أفاقا كبيرة للتنمية والاستثمار فى المنطقة، وسيتم ربط المشرق العربى بالمغرب العربى وسيعطى زخما كبيرا للتنمية والبناء، ليس فقط فى ليبيا، ولكن فى الجزائر والمغرب وتونس ومصر وفى السودان.


الدولة الليبية كانت غير موجودة كدولة أصلا لأنه لا يمكن وجود دولة بدون مؤسسات بدون جيش بدون شرطة.


الآن تتم إعادة بناء المؤسسات وبإذن الله الوضع سيتغير كثيرا فى ليبيا.


إعادة الاستقرار


> كيف رأيت زيارة المشير حفتر للقاهرة والرئيس السيسى للمرة الثانية خلال ٣ أسابيع؟


زيارة المشير حفتر للقاهرة ولقاء الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى مرتين خلال شهر واحد يؤكد التنسيق الكبير بين مصر والقوات المسلحة لإعادة الاستقرار فى ليبيا، فالفوضى التى حدثت فى ليبيا نتيجة لتدخل دول أخرى يهمها عدم الأمن والاستقرار فى ليبيا، ومصر جارة كبيرة معروف فى سياساتها أنها لا تتمدد ولكن تساعد الدول، فتقوم بنفس الدور والمسئولية التاريخية.


وهذه الزيارة طبيعية فى إطار العلاقات التاريخية بين البلدين، فليبيا تمثل عمقا إستراتيجيا لمصر وما تجده من سيطرة للميليشيات يؤثر فى استقرار مصر كما يؤثر فى استقرار ليبيا والدعم السياسى من مصر للجيش الليبى مقدر من الجميع.


> هل هناك مواطنون ليبيون يدعمون الجهة الأخرى سواء الوفاق أو الجماعات المسلحة؟


لا يوجد وفاق، فهى تعبير مجازى لأنها ليست وفاقا، لأنه من المفترض أن يكون أغلب الليبيين راضين عنها وهى لا تستند لإرادة شعبية ولا لدستور.


هى استندت على اتفاق لم يقر من كل الأطراف الموجودة، ولم يقر من مجلس النواب ولم يقر من مجلس الدولة وبقى موضوعا خلافيا، والذين يدعمون الميليشياوين هم المليشياويون لأن هذه هى معركتهم النهائية ويدافعون عن مصالحهم، فالإرهابيون كل قوتهم الآن مركزة على ليبيا، فعندما تسمع رئيس تركيا بجنون يقول لن نسمح للجيش أن يدخل طرابلس، وكأن طرابلس عاصمة تركيا وليس عاصمة ليبيا.


هناك تحشيد لكل الإخوان والإرهابيين فى كل المنطقة، تصريحات النهضة فى تونس والإسلاميين فى الجزائر، أردوغان وقطر، يوجد جهد كبير لمحاولة إبقاء هذه البؤرة فى ليبيا لأنه لو فقدوا ليبيا فقدوا شمال أفريقيا، فهم مضروبون فى مصر والجزائر ولديهم تواجد بسيط فى تونس، لكن تونس لا تشكل أهمية إستراتيجية، ولهذا بالنسبة لليبيين أجزم أن الأغلبية الغالبة من الشعب الليبى هى مع القوات المسلحة.


والقوات المسلحة وطنية وأغلب الجنود والضباط الذين يقاتلون فى طرابلس من المنطقة الغربية الآن وليسوا من الشرق أو الجنوب، فهى معركة وطنية وهى معركة نهائية.


فعندما ترى القوات المسلحة خلال شهر الآن تحاصر طرابلس والمعركة ليست طويلة، الموصل العالم كله الولايات المتحدة والناتو حتى ألمانيا - التى لم تدخل حربا من قبل - قصفت الموصل واستمروا 3 سنوات لتحريرها من داعش.


أنا لا أعتقد أن معركة طرابلس ستكون شهورا وليست سنوات، ولو لم تكن هناك حاضنة شعبية ودعم شعبى للقوات المسلحة لا يمكن للقوات المسلحة أن تنجح فى الوصول.


أنا منطقتى تبعد 40 كم عن قلب العاصمة نحن اسمنا طرابلس الكبرى وهذه المنطقة تتبع القوات فى التأييد منذ سنوات وليس الآن.


كل طرابلس وضواحيها هى عند القوات المسلحة، لذلك هى معركة لن تطول كثيرا فى رأيى ستكون حاسمة وتاريخية.


الدور القطرى


> كيف ترى موقف قطر المناهض لتحرك الجيش الليبى؟


صعب يفهم دور قطر، تركيا لديها مبررات يريدون الدولة العثمانية، لكن قطر لا أعلم أعتقد أنها هى أداة فى المشروع الصهيونى أداة مباشرة ولديهم أموال واعتقد أنهم يمكن أن يكون لهم دور بالأموال وهذا غير ممكن، فقطر لا تساوى شيئا، شارع من طرابلس أكبر من قطر.


> هناك دول كثيرة تدعم تحركات الجيش.. ماذا عن دعم القاهرة تحديدا؟


مشكور كل من يدعم القوات المسلحة، هذه مؤسسة ومن حقها لأن هذه الدول تحافظ على مصالحها، مصلحة مصر، مصلحة الجزائر، مصلحة تونس، كلهم مصلحتهم فى استقرار ليبيا وأعتقد أن الدعم الذى يتقدم فى مصر هو دعم سياسى فى الدرجة، الأولى ودعم معنوى، والكلام عن أن طائرات مصرية تقصف فى ليبيا هذا كلام غير موجود وغير حقيقى، الذين يقاتلون هم الجنود الليبيون والإمكانيات الليبية والقوات المسلحة العربية الليبية.

 

وفى نفس الوقت القوات المسلحة مازالت تخضع لحظر تسليح فى نفس الوقت الذى يصل تسليح للطرف الآخر، منذ أيام تم ضبط باخرة إيرانية مملوكة للحرس الثورى الإيرانى ومشحونة من تركيا تحمل أسلحة وذخائر فى مصراتة، لهذا دعم مصر سياسى وهو طبيعى ومنطقى، فعندما يكون الإرهابيون على حدود مصر، وما حدث فى مصر من المشاكل الإرهابية التى تمت فى مصر 90% من ليبيا، حتى السلاح والصواريخ الموجودة فى سيناء قادمة من ليبيا، هربت أيام «مرسى»، فهم يعتبرون ليبيا خنجرا فى ظهر مصر لذلك من حق مصر تدعم، ليس الدعم الذى يروج له الإخوان لأن ليبيا غير محتاجة لتدخل عسكرى من القوات المسلحة المصرية، ولو احتاجت من المفترض أن تتدخل مصر - هذا بالنسبة لى - لكن هذا لن يحدث وهو غير مطلوب لأن القوات المسلحة قادرة على إنجاز المهمة لوحدها.


اتفاقية سرية


> المدعى العسكرى الليبى أصدر قرارا بضبط وإحضار فايز السراج وغيره من القيادات.. هل ذلك يعنى أنه ستتم محاكمتهم؟


طبعا هؤلاء مجرمون أنا أعتقد كذلك الآن هم أعلنوا عن اتفاقية سرية مع تركيا لم تكن معروفة أن لديهم اتفاق دفاع مشتركا وأمنا مشتركا مع تركيا، وذهب الإخوانى المشرى رئيس مجلس الدولة إلى تركيا وطالبوا بتفعيلها.


أصلا توقيع إتفاقية سرية مع دولة أخرى خيانة عظمى، فالاتفاقيات التى تمس المال والسيادة ينبغى أن يصدق عليها من جهة تشريعية، الآن لا توجد ميزانية فى ليبيا قاموا بعمل شيء يسمى الترتيبات المالية، وهى مخالفة لكل القوانين المالية وهذه يحاكمون عليها، أيضا مقاومة القوات المسلحة معقول تدعم الإرهابيين؟!!


أنا لا أعلم، لكن أعتقد عندما تقوم الدولة ستكون دولة قانون وفق القانون ولو هناك مجرم سينال جزاءه وإذا برئ سيبرأ.


> هل فشل الدور الأممى فى ليبيا؟


الدور الأممى عبثى، الأمم المتحدة لم تحل أية مشكلة فى العالم دخلت فيها من تاريخ قيامها، منذ الأزمة الكورية، أزمة فلسطين، أزمة قبرص، أزمة الصومال، وسيراليون.


هؤلاء موظفون دوليون ويتقاضون رواتب، هذا عمل عبثى ولم يحلوا أية مشكلة، الأمم المتحدة تتحدث عن حوار وفاق ومؤتمر ولا يعرفون يتحدثون مع من، يعنى أنت عندما تدعم فى مجلس السراج هذا شخصية من كبار القادة الإرهابيين محمد العمارى زايد، معقول أن تقوم بجلب إرهابى معلوم وتجلب الصلابى وبلحاج وتحاول أن تضعهم فى الدولة وتستوعبهم، هؤلاء إما أن يتخلوا عن العقيدة الإرهابية عملا وقولا أو لا يمكن أن يكون لهم مكان فى العمل السياسى، لكن هذه التنظيمات مصنفة فى العالم كله.


حكم المصلحة


> كيف ترى ليبيا مرحلة ما بعد الوفاق؟.. هل ستكون هناك مصالحة تضم الليبيين بما فيهم نظام القذافى السابق؟


مجرد نزع سلاح الميليشيات سينتهى كل شيء، عندما قامت القوات المسلحة بتحرير برقة جميع المهاجرين عادوا إليها، لا توجد مشكلة بين الليبيين، فكرة أن ليبيا صراع لا توجد، المشكلة فى ليبيا بين الإرهابيين والميليشياويين والشعب الليبى، وجميع الليبيين متأذون من الإرهابيين، حكم بلطجية تصور شوارع طرابلس تدار بالبلطجية، مقسمة حى حى، يوجد بها حوالى 28 ميليشيا، كل منطقة فى طرابلس مستقلة.

 

عندما ينتهون أعتقد أن المصالحة الشاملة ستأتى تلقائيا ولن تحتاج لجهود، وستجد ليبيا أخرى والنموذج المنطقة الشرقية، نحن حتى المسجونون من النظام السابق وسجنوا ظلما وعدوانا فى طرابلس ومصراتة، عندما خرجوا الآن يقيمون فى المنطقة الشرقية فهى آمنة، لأن الجيش عندما يسيطر سيكون دولة مؤسسات، ونحن النظام السابق، ليس لدينا مشكلة مع القانون، نحن مشكلتنا مع المجرمين الإرهابيين.


الليبيون كلهم للأسف دفعوا ثمنا باهظا دماء وأموالا وعبثا وتدميرا وتوجد مشاكل، عندما تقوم الدولة سيتم تجاوزها بالتأكيد.


> هل ستتمكن ليبيا من إجراء انتخابات فى ظل هذه الظروف؟


الآن لا يمكن.. ونحن لم نكن ضد انتخابات الأمم المتحدة، هم أجروا انتخابات فى عام 2014 وبعدها مباشرة قاموا بعمل فجر ليبيا، فهم من قاموا بانقلاب وليس حفتر، فعندما تم إجراء انتخابات مجلس النواب وفقد الإسلاميون الأغلبية قاموا بعملية فجر ليبيا فى طرابلس فى 2014 وأفشلوا مجلس النواب وقسموه ودخلوا فى الحوار السياسى، لو تسيطر القوات المسلحة ستجرى انتخابات وستكون نزيهة وشفافة وستؤسس دولة مدنية وأنا متأكد من ذلك مع أنى لست قوات مسلحة، لكن أعلم أنها مؤسسة وطنية سيكون همها الاستقرار، وهذا لن يأتى إلا بانتخابات وبناء مؤسسة مدنية ديمقراطية.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة