صالح سليم في عالم السينما
صالح سليم في عالم السينما


«صالح سليم.. أبيض وأسود» (4).. فشل النجم الناجح!

عمر البانوبي

الإثنين، 13 مايو 2019 - 08:12 م

ارتبط صالح سليم بعلاقة صداقة وطيدة مع الفنان أحمد رمزي زميل الدراسة في مدرسة الأورمان بالدقي، ولعبا سويًا لفريق المدرسة، قبل أن يلتحق رمزي بكلية فيكتوريا في شبرا ويتعرف على عمر الشريف ويصبح الأخير صديقًا جديدًا للثنائي صالح ورمزي.

 

وبعد زواج عمر الشريف وفاتن حمامة صارت صداقة عائلية بين الرباعي صالح سليم ورمزي وعمر الشريف وزوجته فاتن حمامة، ولم يكن المايسترو على نجوميته الكبيرة في عالم كرة القدم قد فكر في دخول عالم السينما مطلقا.

 

ولكن ضغوط عمر الشريف وفاتن حمامة أقنعت صالح سليم بقبول عرض المنتج حلمي رفله الذي أراد استخدام شعبية نجم الكرة اللامع لجذب رواد السينما ورشحه للمخرج عاطف سالم ليوقع عقدًا في مكتب الأخير ويحصل على مقدم 50 جنيهًا من إجمالي 150 يحصل عليها بنهاية مشاركته في فيلم «السبع بنات».

 

وظهر صالح سليم في أول أدواره السينمائية بعد معاناة مع بعض شروط التعاقد المجحفة والتي لم يطالعها صالح إلا بعد تسلم العقد والمقدم، وكان على رأسها رفض المايسترو الدخول لغرفة المكياج، ولكن في النهاية خرج الفيلم للنور، ولعب دور «نبيل» لاعب الشيش، صديق «أحلام» والتي جسدت دورها الفنانة نادية لطفي.

 

ونال صالح سليم هجومًا كبيرًا بعد مشاركته في فيلم السبع بنات، واعتبره نقاد السينما دخيلاً عليهم، وامتدت الهجوم للنقاد الرياضيين الذين اعتبروا السينما ستسرق النجم الموهوب من الملاعب الخضراء، ولكن المخرج الكبير عز الدين ذو الفقار، والذي كان ينتمي للنادي الأهلي وأحد أعضاء جمعيته العمومية، رأى في صالح نجمًا سينمائيًا كبيرًا ويستحق دور البطولة إذا تعلم بعض فنون الإلقاء.

 

وبعد اعتذار عمر الشريف عن قبول دور الشاعر أحمد عاصم في فيلم الشموع السوداء والمقتبس من الرواية الكلاسيكية «جين اير» للكاتبة الإنجليزية الكبيرة شارلوت بروني، عرض المخرج عز الدين ذو الفقار الدور على صالح سليم، وأصبح المايسترو رهن التدريب والتعلم لمدة 4 أشهر.

 

 

وأثناء تصوير الشموع السوداء هرب صالح إلى الإسكندرية ورفض استكمال التصوير بسبب عدم انضباط الفنانيين وحتى الفنيين في مواعيد الحضور للتصوير، واضطر عز الدين ذو الفقار لإقامة معسكرات ثابته من معاونيه أمام منزل صالح سليم وأبواب النادي الأهلي، حتى التقاه وأقنعه بالعودة واستكمال التصوير، وفي النهاية لم يحصل المايسترو على أجره كاملاً عن المشاركة في الفيلم بعدما اتفق على 300 جنيه، ولكن لم يحصل على القسط الأخير منها حتى يومنا هذا!.

 

 

أما تجربة صالح سليم الثالثة والأخيرة مع السينما، فدخلها بسبب فاتن حمامة التي أصرت على مشاركته لها في بطولة فيلم «الباب المفتوح» عن قصة الدكتورة لطيفة الزيات، وكانت شخصية الفدائي الذي يترك حبيبته ويسافر إلى الإسماعيلية للمشاركة في عمليات ضد الاحتلال محور دور المايسترو أمام سيدة الشاشة العربية.

 

وأثناء التصوير فوجئ صالح سليم بسفر فاتن حمامة فاعتقد أن المشروع قد انتهى والتصوير توقف نهائيًا، ولكن فوجئ بعد ذلك بالمخرج الكبير هنري بركات يطالبه باستئناف التصوير وكان المايسترو آنذاك يعد عدته للسفر إلى النمسا لخوض تجربته الاحترافية، ولم يستكمل التصوير رغم التلغرافات الكثيرة التي تلقاها من بركات، إلا بعد انتهاء تجربة الـ 4 شهور احتراف والعودة إلى النادي الأهلي.

 

لم يحقق الفيلم النجاح المتوقع منه، وكتب الناقد الفني لويس جريس آنذاك في أكتوبر 1963، أن نجم الكرة اللامع أصابته الخيبة في مجال السينما، ووصفه بالمسكين الذي جذبته الأضواء حتى صرعته وتركته للجمهور.

 

وقال جريس في نقده اللاذع للمايسترو: "صالح يؤكد فشله السينمائي في هذا الفيلم للمرة الثانية، والجديد في الموضوع أنه فشل الرجل النجاح.. فشل نجم مشهور أطلق عليه الجمهور لقب المايسترو تقديرًا لمهاراته في كرة القدم، ولعل الكثيرين من أصدقاء صالح سليم سينصحونه بعد هذا الفيلم بالابتعاد عن السينما لأنه لا يصلح لها، وكفاه أنه لدغ من جحر واحد مرتين!".

 

كتاب «صالح سليم.. أبيض وأسود» صدر يوم 19 مايو من العام 1996، برقم إيداع 5385-1996 في دار الكتب، وهو الكتاب الذي كان من المفترض أن يتناول مذكرات المايسترو على لسانه، لكنه فاجئ الكاتب الراحل سلامة مجاهد برفضه الحديث عن نفسه سوى لإيضاح موقف أو نفي شائعات من التي أحاطت به في فترات سابقة.

 

قيمة الكتاب الذي نتناول مقتطفات منه في حلقات خلال شهر مايو الحالي تكمن في كونه الوحيد الذي صدر في حياة صالح سليم، فلم يكن يحمل سوى معلومات موثقة ومواقف تاريخية سطرها المايسترو الأهلاوي في أنصع صفحات كتاب تاريخ الرياضة المصرية.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة