الشيخ مصطفى ثابت
الشيخ مصطفى ثابت


الشيخ ثابت يرد على الساخرين من "استجاب": لا يجوز

إسراء كارم

الأربعاء، 15 مايو 2019 - 07:38 م

أثار هاشتاج تحت اسم «استجاب»، حالة من الجدل والانقسام، على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، والذي فيه يكتب رواد السوشيال ميديا ما يفيد بالسخرية من عدم قبول الدعاء أو القدر.

ووصل الأمر إلى حالة من الحرب بين الساخرين والمنتقدين، الجبهة الأولى تعتمد على طريقة «الكوميكس» و«الإفيهات»، والجبهة الثانية تحاول توضيح أن الأمر غير قابل للسخرية.

 - لا يجوز السخرية أو الاستهزاء من الدعاء
وأوضح الشيخ مصطفى ثابت، الباحث بدار الإفتاء المصرية، في تصريحه لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن الدعاء من أجل العبادات التي أمر الله المؤمنين بها، حيث قال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} [الأعراف: 55] وقال النبي صلى الله عليه وسلم كما رواه الإمام أحمد: «إن الدعاء هو العبادة»، وذلك لأن الدعاء تتحقق فيه معاني العبودية من التذلل والخضوع والرجاء والتوكل وغيرها من شعب الإيمان التي اجتمعت في هذه العبادة السهلة، ولذلك فإنه لا يجوز السخرية أو الاستهزاء من الشعائر الدينية كالدعاء أو غيرها، وكذلك لا يجوز السخرية من المؤمن الذي يدعو الله بما شاء ويرجو رحمته وفضله في الدنيا والآخرة فإن الله على كل شيء قدير وهو لا يعجزه شيء.

- كل الدعوات مستجابة عدا اثنتين
وأضاف أن مفهوم استجابة الله لدعاء المؤمن أعم من أن يحقق الله مراد العبد ودعوته، فالنبي صلى الله عليه وسلم أخبر قائلا: ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها أثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها». قالوا: إذا نكثر. قال: «الله أكثر».

- الاستجابة قد تأتي يوم القيامة
وذكر أن معنى ذلك أن الله يستجيب دعاء المؤمن بمطلوبه وبغير مطلوبه، فقد لا تتحقق دعوة المؤمن في الدنيا لكن يؤخر الله ثوابها له يوم القيامة فهذا نوع من أنواع استجابة الدعاء، وقد يدعو المؤمن بشيء لا يتحقق لكن يصرف الله عنه السوء والأذى بهذا الدعاء، فاستجابة الدعاء ليس معناها حصول مسألة العبد بعينها لكنها تتحقق بالصور الثلاثة التي أشار إليها النبي في الحديث.

- آداب الدعاء 
وختم تصريحه، قائلا: إن من آداب الدعاء التي ذكرها العلماء، ألا يدعو المسلم بإثم أو قطيعة رحم كما قال النبي، وأن يتحرى المسلم الطعام الحلال، وألا يستعجل الإجابة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول يارب دعوت فلم يستجب لي، وكذلك من آداب الدعاء ألا يدعو المسلم بالأمور المستحيلة عادة، كأن يدعو أن ينجحه الله من غير مذاكرة أو يرزقه من غير سعي وعمل، فمن الأدب مع الله إذا دعا المسلم بشيء دنيوي وكانت هناك أسباب لذلك الأمر، فإنه يجب على المسلم أن يتخذ بكل الأسباب مع الدعاء، أما التواكل وترك الأسباب والاعتماد على الدعاء وحده فهذا من سوء الأدب ومن الاعتداء في الدعاء.


 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة