سيناريوهات «قص ولزق».. مشاهد بالنص في دراما رمضان 2019
سيناريوهات «قص ولزق».. مشاهد بالنص في دراما رمضان 2019


سيناريوهات «قص ولزق».. مشاهد مكررة بالنص في دراما رمضان

محمود مصطفى

الخميس، 16 مايو 2019 - 01:00 ص

نحو 26 مسلسلاً مصريًا أو يزيد تتنافس في ماراثون دراما رمضان هذا العام، للفوز بكعكة "الأكثر مشاهدة"، وكعادة كل عام مع بداية عرض الحلقات الأولى من الأعمال الدرامية يبدأ الجمهور في اكتشاف الأخطاء التي يقع فيها بعض المخرجين ما بين ديكورات العمل أو "راكور" الشخصيات، أو حتى إكسسوارات أحد المشاهد.

المختلف هذا العام، ليس أخطاء المخرجين فحسب، بل شملت مؤلفي عدد من الأعمال التي اتسمت أغلبها باعتماد "ورش الكتابة" للخروج بنص جيد وأفكار "برة الصندوق"، إلا أنه رغم ذلك وقع الكثير منهم في فخ التكرار، وكأنهم جميعًا يعتمدون على مصدر واحد في البناء الدرامي للعمل، فخرجت الكثير من المشاهد مكررة بـ"النص" في أكثر من مسلسل.

حلم.. بداية واحدة

البداية مع صناع مسلسلي "قابيل" و"شقة فيصل"،  الذين يبدو أنهم اتفقوا ضمنيا على أن تكون بدايتهما واحدة وبذات المشهد، ففي الحلقة الأولى من مسلسل "قابيل" بدأ ظهور بطل العمل "طارق كمال" الذي يجسده الفنان محمد ممدوح بحلم تعرضه لحادث، فيما تكرر المشهد ذاته في بداية حلقة "أول فيصل" مع ظهور "ميزو" الذي يجسده الفنان كريم محمود عبد العزيز بسقوطه من على الأريكة بعد حلم تحقيقه شهرة واسعة في مجال الغناء.

أحلام حقيقية

الأحلام قد تكون مصدر إلهام لصناع الدراما هذا العام، فما إن تحقق حلم "نور" التي تجسد شخصيتها الفنانة دينا الشربيني، بمقتل شقيقتها الذي رأته في منامها ضمن أحداث الحلقة الرابعة من مسلسل "زي الشمس"، إلا وتكرر المشهد ذاته بتحقيق حلم "صافيا" التي تجسد شخصيتها الفنانة حلا شيحة برؤية حبيبها ضمن أحداث الحلقة الرابعة أيضًا في "زلزال".

قارئة الفنجان

الأمر لم يتوقف فقط عند تحقق أحلام المنام، بل تطور ليشمل كذلك تحقق ما يظهر في "قراءة الفنجان"، فالمشهد ذاته تكرر أيضًا في 3 أعمال مع "عزة" التي تجسد شخصيتها الفنانة إنعام سالوسة في "قمر هادي"، وناهد رشدي في "أبو جبل"، وكارولين خليل  في "لمس أكتاف".

وفاة الأبناء

وتبقى المشاهد الـ4 التي تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي، وأثارت سخرية الكثيرين، بعد عرض الحلقات الأولى من مسلسلات "أبو جبل"، و"حدوتة مُرة"، و"قمر هادي"، و"لمس أكتاف"، والتي فقد فيها أبطال الأعمال السابقة أبناءهم، وظهروا جميعًا بنفس الطريقة وهم يحملون الأكفان بين أيديهم استعدادًا لمراسم الدفن.

نظرية "سلاح التلميذ"

الناقد الفني طارق الشناوي، يرى أن المشكلة ليست في نظام "ورش السيناريو" والذي تعتمد عليه الكثير من الأعمال الفنية ليس في مصر وحدها ولكن في العديد من دول العالم، مضيفًا: "نظام الورش كان موجودًا في مصر ومعمول به ولكن بشكل غير شرعي في خمسينيات وستينيات القرن الماضي وحتى مطلع الألفية الثالثة".

وأضاف "الشناوي"، في تصريحات لـ"بوابة أخبار اليوم"، أن البعض يعمل بنظام ما يطلق عليه هو اسم "سلاح التلميذ"، موضحًا: "بيبدأ يعيد ويزيد في نفس التفاصيل وياخد حاجة أصبحت تقليدية وينقلها من سيناريو إلى آخر، مثل ما كان يفعل طالب الثانوية العامة في السابق في حفظ الأسئلة المعدة مسبقًا في الكتاب الشهير وكذلك إجاباتها ليتمكن من اجتياز الاختبارات". 

مميزات "ورش السيناريو"

التشابه في محتوى بعض الأعمال الدرامية، بحسب "الشناوي"، ليس توارد خواطر بين المؤلفين، ولكنه نابع من افتقار بعض منهم للخيال، فيلجأون إلى مواقف سابقة التجهيز، مضيفًا: "بياخدوها من الفريزر ويسخنوها شوية في الفرن ويقدموها في عمل فني".

وأكد الناقد الفني، أن الدراما المصرية تواجه مشكلة كبيرة، وهي ما ظهرت واضحة في مسلسلات دراما رمضان هذا العام، مشددًا على أنه لم يكن يومًا ضد نظام ورش السيناريو، لكن بالعكس يجد أنها تحمل العديد من المميزات بخروج أفكار مبتكرة نتيجة العصف الذهني بين المؤلفين المشاركين بالورشة ما ينتج عنه المزيد من الخيال والإبداع.

واختتم: "بوجه عام الحالة الدرامية هذا الموسم أقل بكثير من الأعوام الماضية".
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة