«سفنكس الجديدة».. إحدى مدن «الجيل الرابع» في مصر
«سفنكس الجديدة».. إحدى مدن «الجيل الرابع» في مصر


«سفنكس الجديدة».. إحدى مدن «الجيل الرابع» في مصر

ماركو عادل

الخميس، 16 مايو 2019 - 06:12 ص

- مدينة متكاملة تتضمن منشآت سياحية عالمية وترفيهية بمستوى عالٍ
- نور إسماعيل: انتهاء الحصر ووضع المخطط خلال 9 شهور
- تدعم مشروعات سائحي اليوم الواحد وزوار المتحف الكبير والأهرامات ومسار العائلة المقدسة

سفنكس الجديدة مدينة وليدة صدر قرار جمهوري بإنشائها في يناير الماضي واعتبارها مجتمعا عمرانيا جديدا تابعا لوزارة الإسكان، تقع المدينة علي طريق مصر إسكندرية الصحراوي بالقرب من مطار سفنكس والشيخ زايد وسوف تكون إحدي مدن الجيل الرابع وستبني بأحدث وسائل الاتصال والتكنولوجيا وستستغل قربها من الأهرامات والمتحف المصري الكبير في إقامة مشروعات سياحية وترفيهية تخدم سياح اليوم الواحد عليها مع الاستفادة من مطار سفنكس الدولي الذي تكلف إنشاؤه 300 مليون جنيه وتم افتتاحه في 15 أكتوبر الماضي كما سوف تخدم السياحة الدينية التي ستتوافد علي مسار العائلة المقدسة في وادي النطرون..

 

توجهنا إلى المدينة التي تعد أحدث أعضاء عائلة هيئة المجتمعات العمرانية وتابعت ما يتم من أعمال تقنين لأوضاع الأرض وتكشف عن مخطط الدولة للاستفادة من هذا الموقع المهم.

 

في البداية، كشف المهندس نور إسماعيل رئيس مدينة سفنكس الجديدة عن وضع الأرض في سفنكس الجديدة قبل صدور القرار الجمهوري بإنشاء جهاز المدينة حيث إنها في الأساس كانت أراضي زراعية تتبع للهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية وتم تخصيصها لأفراد وشركات بغرض استصلاحها زراعيا إلا أن الأرض أصبحت لا تصلح للزراعة بسبب ارتفاع نسبة الملوحة في الآبار حيث كان يتم حفر بئر لكل 100 فدان وبسبب الإسراف في الاستخدام زادت الملوحة في الآبار فأصبحت غير قادرة علي ري الأراضي وبالتالي الأرض باتت لا تصلح للزراعة فلجأ أصحاب الأرض لبناء مساكن عليها لتعويض خسائرهم.

 

وبسبب البناء غير المدروس كادت أن تتحول لمناطق عشوائية ولذا جاءت فكرة المدينة بالاستفادة من الأرض التي لم تعد صالحة للزراعة وخوفا من تحولها لعشوائيات بجانب ظهور بعض المشروعات العمرانية بالمنطقة؛ فصدر أول قرار جمهوري يوم 13 مارس من العام الماضي وحمل رقم 113 لسنة 2018 بتخصيص مساحة 31 ألف فدان لمدينة جديدة تسمي سفنكس الجديدة تتبع هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة التابعة لوزارة الإسكان بغرض تنميتها وتحويلها لمدينة متكاملة الخدمات والمرافق ثم صدر قرار آخر في 30 يناير الماضي حمل رقم 61 لسنة 2019 بإلغاء القرار الجمهوري السابق وتوسيع كردون المدينة ليصل إلي 59 ألفا و417 فدانا.

الملكيات

وأضاف المهندس نور إسماعيل، أن الملكيات في سفنكس الجديدة تنقسم بين مالكين بعقود مسجلة وأراضٍ بعقود ابتدائية وهناك أراضي وضع يد وتم الانتهاء من حصر مساحة القرار الأول البالغة ٣١.٩٠٠ ألف فدان بينما يجري حصر باقي المساحة المضافة، وتضم المدينة العديد من الجمعيات والشركات والأفراد التي أنشأت ما يشبه كمبوندات سكنية أو قري يغلب عليها الطابع الريفي مثل السليمانية ووادي النخيل وسمرقند وأفق وأغلب هذه الكيانات أنشأت شركات لأن القانون يلزم الفرد بعدم تملك أكثر من 100 فدان والأسرة ليس أكثر من 300 فدان فقط لذا لجأت هذه الكيانات لتأسيس شركات لإدارة وتشغيل هذه المساحات من الأراضي إلا أن هذه الشركات لم تلتزم بالقرار الوزاري الصادر من هيئة التنمية الزراعية التي تلزم هذه الكيانات بأن يكون 2% فقط من إجمالي مساحة المشروع أعمال مبانٍ والباقي أراضي مزروعة ويمكن أن تصل هذه المساحة لـ 7% بموافقة أخري من ذات الجهة وبالتالي من يخالف ذلك سيتم التعامل معه بأي طريقة لتصحيح أوضاعه.

وأضاف، أن حدود مدينة سفنكس يقسمها طريق إسكندرية الصحراوي حيث تمتد من الكيلو 45 حتي الكيلو 58 من الطريق ويحدها جنوبا سور مطار سفنكس ومن الشمال مدينة الشيخ زايد والسليمانية وحتي سوديك والطريقين الإقليمي والضبعة، وأشار إلي أن القرار الجمهوري الصادر بإنشاء المدينة وضع مساحة 14.500 فدان تحت حيازة القوات المسلحة وبمجرد صدور القرار الجمهوري تم نقل ولاية الأراضي من هيئة التنمية الزراعية لهيئة المجتمعات العمرانية وبالفعل تم نقل ملفات الملكيات للمساحة في القرار الجمهوري الأول بينما سيتم استلام ملفات المساحة الثانية قريبا.

وأشار رئيس مدينة سفنكس الجديدة، إلي أن جهاز المدينة سيكون مسئولا عن تخليق مدينة من خلال استغلال الأراضي المتاحة بالمدينة وتنميتها كي يتم إنشاء مجتمع عمراني متكامل الخدمات والمرافق مع استغلال الموقع المتميز للمدينة وتحويلها لما يشبه مدينة سياحية لخدمة المشروعات الأثرية القريبة من المدينة كالمتحف المصري الكبير وأهرامات الجيزة ومسار العائلة المقدسة من خلال الاستفادة من مطار سفنكس المتاخم للمدينة، وأوضح انه في سبيل ذلك سيتم التعامل مع كل الكيانات الموجودة علي أرض المدينة بكل أشكالهم وتوفيق أوضاعهم كي يمكن إنشاء مدينة متكاملة.

السليمانية

وعن وضع وموقف هذه الكيانات؛ فتم بالفعل بدء التعامل معها ولكن هناك شركة وحيدة تم الاتفاق علي موقفها وهي السليمانية التي تقرر استقطاع مساحة 360 فدانا من مساحتها البالغة 1100 فدان مقابل توفيق أوضاعها حيث إنها غيرت نشاط الأرض ولم تلتزم بالتخصيص بينما المساحة المتبقية من مشروعها سيتم اعتماد مخطط له كمشروع عمراني متكامل يتم اعتماده من الوزير وكذلك كل الكمبوندات الأخري بحيث تكون متوافقة مع طابع مدن وزارة الإسكان ومع مدينة سفنكس الجديدة خاصة والتي سيكون لها طابع خاص مميز، وسيتم التعامل مع كل الشركات الاخري بنفس الأسلوب وفي حالة عدم توافر أراض في أي من مشروعات الشركات مثل أفق التي باعت كل فيلاتها وبالتالي لم يتبق أي مساحات فضاء بمشروعها فسيتم اختيار وسيلة أخري لتوفيق أوضاعها سواء بسداد مقابل مادي أو بوسيلة أخري.

 

كما سيتم دراسة موقف المرافق في المدينة لتحديد الوسيلة المناسبة لتوفير مياه الشرب لها ولعدد السكان المتوقع مع دراسة حجم استهلاكهم وهل ستكون مياه الآبار كافية أم سنحتاج لمحطة مياه؟ وهل يمكن مد خط مياه من الشيخ زايد أم أن إنتاج الأخيرة غير كاف؟ وكذلك الكهرباء وسيقوم بهذه الدراسات مكاتب استشارية سيتم التعاقد معها عقب الانتهاء من حصر كل الملكيات علي الأرض لحساب تكلفة المرافق.

 

وأضاف المهندس نور إسماعيل، أن جهاز المدينة تلقي 3648 طلب تعامل تم استقبالها خلال فترة الاستلام وذلك من إجمالي مساحة المرحلة الأولي البالغة 31.900 فدان ولكن هؤلاء لا ينطبق عليهم قانون توفيق الأوضاع رقم 44 لأن هذه الأراضي ليس مستولي عليها لأنهم يمتلكون عقودا مسجلة بالفعل بملكيتهم للأرض وسيتم تحديد قواعد للتعامل مع كل حالة بناء علي الطلبات المقدمة بينما من ينطبق عليه قانون توفيق الأوضاع هم واضعو اليد والتي تحكمها قواعد معينة كما سيتم دراسة وضع كل حالة بناء مع المحافظة وهيئة التنمية الزراعية، وأشار إلي أنه تم أيضا فتح الباب لتقديم طلبات للتعامل مع المساحة التي تمت إضافتها للمدينة لتصبح 59.400 فدان وبلغ إجمالي الطلبات التي تم استقبالها للمساحتين 4 آلاف طلب ويستمر التقديم حتي غلق الباب في 24 من إبريل الحالي.


وأوضح رئيس جهاز سفنكس الجديدة، أننا الآن في مرحلة تجميع البيانات ودراستها والرفع المساحي لكامل مساحة المدينة وذلك من خلال الهيئة العامة للمساحة ومن المتوقع الانتهاء من كل هذه البيانات خلال 9 شهور رغم أن القرار الجمهوري طلب إنهاء هذه الأعمال خلال عامين إلا أننا سيتم ضغط الأعمال لإنهائها في أقل من ذلك ثم بعد ذلك يتم وضع مخطط للمدينة، قائلا: »‬نحن عكس المدن الجديدة الأخري التي تكون فيها الأرض فراغا ويتم وضع مخطط لها وتنفيذ المشروعات عليها وإنما نحن أراضٍ مستغلة بالفعل ولكن سيتم تصحيح أوضاعها في البداية ثم يتم تخليق المدينة من خلال وضع مخطط لها»، وأوضح أنه يتم حاليا دراسة الطلبات المقدمة للتعامل مع الأوضاع من خلال لجنة فحص ولجنة تقنين وتم الانتهاء حتي الآن من 80 طلبا في أسبوع ويتم شهريا عقد اجتماع في رئاسة الجمهورية لمتابعة أعمالتوفيق الأوضاع في كل المشروعات بكل المحافظات والمواقع لسرعة إنهاء الأعمال وتذليل أي عقبة أو مشكلة بحضور ممثلي كل الهيئات والوزارات المتعاملة في الأمر.

مدينة سياحية

وأكد رئيس مدينة سفنكس، أن المدينة تتمتع بموقع متميز يفوق كل المدن الأخري فبالقرب منها مطار دولي وهو أمر نادر في المدن الجديدة لأن قانون المدن الجديدة يحظر إنشاء مطارات بها وموقعها كذلك يجعلها قريبة من كل محافظات القاهرة الكبري وباقي المحافظات الأخري التي ترتبط ببعضها البعض من خلال الدائري الإقليمي وأيضا طريق الإسكندرية الصحراوي والساحل الشمالي بالكامل وبالتأكيد والعامل الأهم في ذلك المتحف المصري الكبير والأهرامات بالجيزة حيث لا تبعد عنهما أكثر من 12-14 دقيقة بجانب المناطق الأثرية والسياحية في وادي النطرون.

 

تضم المدينة إحدي نقاط مسار العائلة المقدسة وأديرة وادي النطرون التي تعد عنصر جذب للسياحة الدينية، وأشار إلي أنه سيتم الاحتفاظ بارتفاعات معينة للمباني بالمدينة والتي غالبا لن تزيد علي 3 طوابق بسبب قرب المطار منها كما لن يكون بها إسكان اجتماعي والمنخفض التكاليف بل لن تضم إسكانا متوسطا وإنما يمكن السماح في الأغلب بأنظمة الفيلات والعمارات الفاخرة غير المرتفعة كما سبق وأن صدر قرار من مجلس الوزراء بأن أقصي ارتفاع علي طريق أسكندرية الصحراوي 10 أمتار فقط ونظرا لأن المدينة واقعة علي الطريق الصحراوي فسيتم الالتزام بهذا القرار، وردا علي ما يشاع بأن طريق الإسكندرية قد يشهد مخالفات ومباني عشوائية داخل المدينة فأكد أن حرم الطريق الصحراوي محمي بقرار أعلنه الرئيس السيسي بتكليف القوات المسلحة بإزالة أي مخالفات علي حرم الطريق.

احذروا النصابين 

وأشار المهندس نور إسماعيل، إلي أنه لديه أفكار بالاستفادة من المدينة من خلال تنفيذ مشروعات سياحية وفندقية للسائحين الزائرين للمتحف الكبير والسياحة الدينية القريبة من خلال إنشاء فنادق بطابع فولكلوري لسياحة اليوم الواحد وبازرات ومقلدات فرعونية وورق بردي وفخار وما يشبه خان الخليلي ويمكن الاستعانة بشركات سياحية قوية لتوفير برامج سياحية للزائرين ليستكمل برنامجه في الأقصر وأسوان وغيرها ويمكن أن تدعم الدولة مثل هذه الاستثمارات التي ستحقق طفرة اقتصادية للبلاد، وأشار إلي أن هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة سبق وأن تلقت مشروعا من أحد المستثمرين لإنشاء ما يشبه مصر مصغرة عبارة عن مجسمات شبه حقيقية لنهر النيل ومن حوله الدلتا ومجسمات للأهرمات والمعابد الفرعونية والأماكن السياحية بكل محافظة وسوف نشجع أي مستثمر ينفذ هذا المشروع مثل قرية سنبل الواقعة ايضا في نطاق مدينة سفنكس.

وحذر رئيس المدينة من بعض الجهات أو الأفراد الذين بدأوا في الإعلان عن طرح أراض للبيع داخل المدينة وشدد علي ضرورة عدم التعامل معهم لأن بالتالي هؤلاء سوف يشترون الوهم ولابد من الرجوع لجهاز المدينة في الأساس لأن الولاية انتقلت من هيئة التنمية الزراعية لهيئة المجتمعات العمرانية حتي لا يقعوا ضحية لنصابين.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة