الأحد، 19 مايو 2019 - 04:22 م

أتت الرياح بما لا تشتهي سفن المستشار النمساوي سيباستيان كورتس، أصغر رئيس حكومة في العالم، والذي تولى رئاسة الحكومة النمساوية بعد انتخابات أكتوبر 2017، وكان وقتها يبلغ من العمر واحدًا وثلاثين عامًا فقط.

زعيم حزب الشعب النمساوي الحاكم وجد نفسه في مأزقٍ بسبب شريكه في الحكم حزب الحرية اليميني المتشدد، بعد أن اضطر نائبه هاينز كريستيان شتراخه، زعيم حزب الحرية اليميني، للاستقالة أمس السبت 18 مايو، بسبب تسجيل فيديو يقوم خلاله بعرض تحويل عقود حكومية إلى شركة مقابل دعم مالي وسياسي.

وأصبح الائتلاف الحاكم على وشك الانهيار جراء هذا التسجيل المنتشر كالنار في الهشيم في النمسا، وقد أوصى الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلين بإجراء انتخابات برلمانية مبكرة في سبتمبر المقبل.

وينتمي حزب الشعب النمساوي إلى تيار يمين الوسط، بينما ينتمي شريكه حزب الحرية لتيار اليمين المتطرف. وقد نأى المستشار النمساوي بنفسه عن اليمين المتطرف لحماية صورته وشعبيته عندما ظهرت فضائح أقل وطأة من تلك الأخيرة.

مقتطفات عن حزب الحرية اليميني

وحزب الحرية هو حزب سياسي قومي في النمسا تأسس عام 1956، وتبنى أفكارًا شعبويةً يمينيةً على مدار تاريخه، الممتد لنحو أكثر من ستة عقود.

ولم يعرف الحزب من قبل صعودًا سياسيًا سوى نجاحه في الحصول على أكثر من 328 ألف صوتٍ انتخابيٍ في انتخابات 2002، بنسبةٍ بلغت 10% حاز على إثرها على 18 مقعدًا بالبرلمان.

ولكن الحزب عاش صعودًا سياسيًا في انتخابات 2017 الماضية، في ظل موجة صعود التيارات اليمينية في أوروبا، وحاز على أكثر من 1.3 مليون صوتٍ انتخابيٍ، وحلّ ثالثًا بعد حزب الشعب النمساوي، الذي جاء في المركز الأول بما يناهز 1.6 مليون صوتٍ انتخابيٍ، والحزب الديمقراطي الاجتماعي النمساوي، الذي حصل على أكثر من 1.36 مليون صوتٍ.

وعلى ضوء هذه النتائج، شكل حزب الشعب النمساوي ائتلافًا حاكمًا مع حزب الحرية اليميني، نظرًا لتقارب الأيدلوجيات السياسية بينهما.

ولكن يبدو أن هذا الائتلاف لن يصمد سوى عامٍ ونصف، وربما يكون حكم المستشار النمساوي الشاب كورتس، البالغ من العمر 32 ربيعًا، في خطرٍ بسبب التسجيل، الذي مثل ضربةً قاصمةً لنائب المستشار النمساوي وللائتلاف ككل.