تميم ويوسف القرضاوي
تميم ويوسف القرضاوي


بعد القرار الأمريكي الوشيك بإدراج الإخوان على لوائح الإرهاب.. 

قطر والإخوان.. تحالف الشيطان!

محمد قنديل- ياسمين سامي

الأربعاء، 22 مايو 2019 - 05:10 ص

 

- مؤسس جهاز المخابرات القطري: الإخوان شريك فى مخطط الشرق الأوسط الجديد.. وأصبحت ورقة محترقة

- النظام القطري يمثل الإيواء والتمويل للجماعات الإرهابية

- قيادى منشق: إعلان أمريكا الإخوان جماعة إرهابية يعنى إنهاء فكرة التنظيم الدولي

- قطر ليس بها تنظيم للإخوان على الرغم من ضمها لجميع القيادات

دولة عربية تأسست فى سبعينيات القرن الماضى، وعلى الرغم من ذلك عرفت بتأييدها ودعمها لجماعة الإخوان المسلمين واحتضانها لأبواقهم الدينية والإعلامية والسياسية وتوجيهها ضد مصر، فهى دويلة قطر التى تعتبر جماعة الإخوان المسلمين أقدم منها حيث تأسست عام 1928 على يد حسن البنا ويوجد لها مقرات فيما يقارب 54 دولة على مستوى العالم تضم مكتب ارشاد الجماعة إلا ان قطر على الرغم من هذا الدعم لا يوجد بها أى مكتب لهم.


وبعد ظهور مؤشرات جلية عن اعتزام الولايات المتحدة الامريكية إعلان جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية كان لابد من رصد تاريخ نشأة الاخوان المسلمين فى قطر وكذلك الحديث مع المختصين عن علاقة قطر بالجماعة الارهابية واسباب دعمها واحتضانها لهم رغم إراقة الدماء التى تسببوا فيها ومناهجهم المتطرفة.


ترتبط نشأة الإخوان فى قطر بنشوء الحركة الإسلامية بها، والتى تأثرت فى مرحلة مبكرة بكتابات سيد قطب وفتحى يكن، وغيرهما من الإخوان، وشهدت قطر وجوداً مكثفاً للإخوان المسلمين خلال ثلاث مراحل رئيسية، تمثلت في: فترة حكم الأمير الشيخ على بن عبد الله آل ثانى، والأمير الشيخ خليفة بن حمد آل ثانى.


وجعل تنظيم الحمدين من أفكار إخوان الإمارة الصغيرة مذهبًا يسيطر على مفاتيح الدوحة، عكفت على تنفيذ الاتفاق مع حمد بن خليفة، الذى استخدم أموال القطريين فى إقامة لوبى عالمى يدافع عن الجماعة الإرهابية.


وفى عام 1954 م حينما قام الرئيس جمال عبد الناصر بحملته ضد الإخوان المسلمين فى مصر، كان لهذه الحملة ترددّات سياسية فى العالمين الغربى والإسلامى لصالح الإخوان، وذلك لأن نخبة كبيرة من الإخوان اضطروا للهجرة خارج مصر، وهاجر كثير منهم إلى الجزيرة العربية، وهاجر بعضهم إلى قطر، فوصل إليها مثلا: عبد البديع صقر والشيخ يوسف القرضاوى وعبدالمعز عبدالستار وأحمد العسّال وكمال ناجى وغيرهم، وكان لحضور هذا النفر من الإخوان إلى بلد صغير كقطر أثر معنوى كبير على أهل قطر المفطورين على حب الدين وأهله، وكان ثمة انبهار بهذه الرموز الإخوانية والتى كان لها دروس وحلقات فى المساجد ومحاضرات عامّة ودور كبير فى إنشاء وزارة التربية والتعليم وصياغة المناهج التربوية والتعليمية فى البلاد واختيار أعضاء هيئات التدريس فى كل المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية.


وكان حاكم قطر هو الشيخ على بن عبدالله آل ثانى، وكان ميّالا إلى الثقة بهذه المجموعة من الإخوان نظرا لظهور ملامح الايمان فى معاملاتهم وأخلاقهم التى رآها حسنة.


تيار لا تنظيم
 وخلال فترة حكم الأمير الشيخ حمد، عمل تنظيم الإخوان المسلمين على حلّ نفسه عام 1999، وتحول بعد ذلك إلى تيار داخل المجتمع القطرى بعيداً عن ضغوط الأطر التنظيمية، ولم يأتِ هذه الاختيار إثر صدامات مع السلطة، ولكن أتى إدراكاً لطبيعة وخصوصية الواقع الخليجى والقطرى تحديداً، حيث كانت تجربة التنظيم فى قطر تجربة عادية لم تتحكم بها العاطفة الإسلامية أو لوائح تنفيذية أو قوانين رسمية.


يذكر أن مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين هو الهيئة التى تدير الجماعة تنظيميًا، وتتخذ جميع القرارات التى تنفذها قيادات الجماعة وقواعدها على الأرض، ويتكون مكتب إرشاد الجماعة من 16 عضواً وثلاثة نواب و12 عضواً يمثلون هيئة المكتب.


ويقول اسلام الكتاتنى، القيادى المنشق عن الجماعة: إن الفكرة حية لا تموت والإخوان لديهم فكر استقطب عدداً كبيراً من الشباب فحتى مع عدم وجود مقرات لهم فى بعض الدول، إلا أن مجلس شورى الاخوان العالمى مازال له وجود، ولابد للدولة أن تعمل على اعادتهم الى رشدهم، فالإعلام عليه دور كبير أن يكون منصة للإنارة وأن يسلط الضوء على الدين الوسطى المعتدل، فهناك من ألحد بسبب فكر الجماعة المتطرف، وأصبح هناك إسفاف فى الفن وبعض الدعاة الذين يقدمون نموذجا سيئًا.. كل ذلك لابد من تأهيله لتقديم فكر مستنير يعمل على توعية الأفكار المظلمة والمتعصبة التى تبثها قطر وتركيا مستغلة اعلامييهم.


التمويل القطرى
وكشف موقع قطريليكس المعارض للنظام القطرى عبر حسابه على موقع التغريدات القصيرة «تويتر» عن أن جماعة الإخوان تمكنت من السيطرة على بعض الصحف العالمية، والمراكز البحثية والحقوقية، لتصدير الفكر الإخواني إلى شتى أصقاع العالم، لاسيما التركيز فى منطقة الخليج.


ونشر أرقاماً منسوبة للكولونيل تيم كولينز، مؤسس منظمة سينشرى لمكافحة الإرهاب، بأن حجم التمويل القطرى للإخوان فى أوروبا 350 مليون يورو، 120 منها قدمتها قطر إلى التنظيم فى بريطانيا، و20 تمويلا من حمد إلى الفيدرالية الإسلامية فى الدنمارك التى ترتبط بالإخوان، و٢٫٨ مليون دفعها أمير قطر لجامعة أكسفورد للإبقاء على روابطها مع الإخوان.


كما قالت المعارضة القطرية، إن النظام القطرى دفع نحو 100 مليون يورو لتنظيم الإخوان الإرهابى وجمعياته الحقوقية الوهمية خلال شهر مارس الماضى، وذلك للهجوم على المجتمعات الخليجية وتجميل صورة النظام الإرهابى.


وكتب ائتلاف المعارضة القطرية سلسلة من التغريدات بموقع «تويتر»، جاء فيها: «المبالغ التى دفعها النظام القطرى فى شهر مارس لمنظوماته الإخوانية، وجمعياته الحقوقية الوهمية، وشركات التحشيد بأوروبا وأمريكا، كانت الأعلى منذ بداية العام، وقد تخطت المائة مليون يورو».


وأضاف: أن «سبب زيادة الرشاوى هذا الشهر، لإنشاء أكثر من لوبى جديد فى فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة، لاستقطاب أكبر قدر ممكن من صحفيين وحقوقيين ونشطاء على التواصل الاجتماعى، كانوا قد فشلوا فى تحقيق نجاح مهنى».


وتابع: «إن مندوبى قطر من الإخوان وعدوا هؤلاء الصحفيين والحقوقيين والنشطاء المغمورين فى هذه الدول الثلاث، بأن يتم إبرازهم وتضخيم أعمالهم وأنشطتهم، من خلال شركات العلاقات العامة المتعاقد معها النظام القطرى، ليقوموا بعدها بالترويج لتميم وجماعته».
وأفادت التغريدات أن المعيب فى كل هذه البروباجندا الرخيصة، ان الأدوار المستقبلية التى خُصصَت لهؤلاء هى التهجم على المجتمعات الخليجية الجارة لقطر مقابل تجميل صورة النظام القطرى والادعاء انه الوحيد الحريص على مجتمعه.


ويقول د. سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسى: إن الامدادات الدولية التى تتلقاها الجماعة الإرهابية والمساعدات المخابراتية من دول تدعم الإرهاب مثل: قطر وتركيا، تجعلهم يخدمون أجندة خارجية ولايهمهم على الإطلاق مصلحة الوطن، فكان استخدام العنف أداة للوصول للحكم وتحقيق اغراضهم الدنيئة مما جعلهم فى صدام دائم مع الانظمة، كما تعمل الجماعة أيضا على إشعال الفتن والحروب الأهلية مثل التى حدثت فى بعض الدول المجاورة.


وأضاف: ان مصر تتصدى لهذا التنظيم الارهابى وكذلك للدول المدعمة للإرهاب بأكثر من استراتيجية لمكافحة الارهاب، التى تعتمد على محاسبة القيادات الذين اما فى السجن أو هاربون خارج البلاد، بالاضافة إلى مصادرة الأموال الخاصة بهم والتى تستخدم فى التظاهرات المخربة، وتمويل العمليات الإرهابية، وثالثا اعتبار ان التنظيم إرهابى حتى لاينضم لهم أى عضو جديد تم خداعه والتلاعب فى عقله، وهم ثلاث خطوات تتبعها الدولة بنجاح حتى الآن بهدف القضاء على هذه الجماعة الإرهابية.


مأوى الإرهابيين
تظل دويلة قطر هى الأكثر احتضانا للعناصر الإخوانية والإرهابية المطلوبة دولياً، ناهيك عن التمويل المستمر لقوى الشر فى المنطقة والتى تعيث بها خراباً وإرهاباً، والنماذج كثيرة..


يوسف القرضاوى، الذى أتاحت له قناة الجزيرة منبراً بشكل منتظم لبث الفتن والتحريض على العنف والإرهاب، ووجدى غنيم الذى غادر قطر إلى تركيا فى عام 2014، والكثير من الأسماء والقيادات الإرهابية.


وجود خليجى
للجماعة الإرهابية نفوذ سياسى فى بعض الدول الخليجية، بما يمثل قوة اقتصادية لا يستهان بها، على سبيل المثال وجودها على الساحة السياسية بالكويت، ففى مايو 2017، كثف المنتمون لجماعة الإخوان المسلمين فى الكويت من جهودهم لحماية مواقعهم القيادية فى وزارة الأوقاف، ومنع تنفيذ برامج حكومية هادفة لتنقية الوزارة والمؤسسات التابعة لها من العناصر المتشددة المنتمية للجماعة والتى تمكنت من التسرب إلى تلك المؤسسات ذات التأثير الاجتماعى والدينى الكبير وتجييشها لخدمة الجماعة والدعاية لأفكارها.
وحاولت الجماعة - الممثلة فى الكويت بما يعرف بالحركة الدستورية الإسلامية «حدس» استغلال موقعها فى مجلس الأمة (البرلمان) - الضغط على الحكومة لوقف برنامج وضعته بهدف تطهير الوزارة من المتشددين وترشيد الخطاب الدينى لتجنب الطائفية ودعم الإرهاب.


تعاون شيطانى
يقول اللواء محمود منصور، مؤسس جهاز المخابرات القطرى، أن الولايات المتحدة الأمريكية من خلال مخططها مع مجموعة من الدول الغربية حول الشرق الأوسط الجديد، وزعت الأدوار على مجموعة من الرعاة، فأوكلت دور الوكيل التنفيذى للرئيس التركى المضطرب الذى يتحرك من خسارة إلى اخرى أكثر عمقاً، وأعطت الدور التمويلى والدعائى والإيوائى إلى أمير عينته لتولى إمارة قطر من خلال دفعه بالقوة والتهديد لإزاحة والده وتولى الحكم وتنفيذ مجموعة الأوامر التى تلخصت فى تمويل خطة الشرق الأوسط الجديد، بالإضافة إلى الحملة الدعائية من خلال قناة إعلامية تبث الفتن، كما شرعت فى إيواء قيادات الجماعات الإرهابية وتمويلهم.


ويضيف أن القرار المحتمل من الولايات المتحدة الأمريكية بإعلان جماعة الإخوان إرهابية يأتى بعد ان نجحت خطتها التخريبية فى الشرق الأوسط بشكل كبير، فلم تشهد الفشل الذريع سوى فى مصر مقارنة بما انفق من جهود استخباراتية وتعاون شيطانى بين قوى الشر، إلا أن مصر استطاعت أن تحبط ذلك المخطط الكبير، والآن ينتقل المخطط الغربى إلى مرحلة جنى الثمار من الجزء الذى نجح به المخطط وهو ما يستوجب الاستعانة بأصدقاء ومعاونين جدد، وهؤلاء الأصدقاء ليس منهم جماعة الإخوان الإرهابية التى أصبحت ورقة محترقة بإمكانياتها الضعيفة للغاية وفشلهم الذريع فلم يعد لهم أدنى قيمة لدى الغرب.


ويتابع: أنه علينا متابعة فضح هذه الجماعة وكشف أوراقهم المحترقة بالإضافة إلى توضيح مؤامراتهم التى تهدد السلام فى العالم، فنحن ذاهبون نحو قرار أمريكى حاسم يجرر خلفه حزب الناتو وأوروبا الغربية للتصدى لهذه الجماعة الإرهابية، ولكن هذا يحتم علينا ألا نغمض اعيننا عن ذلك الشر ونعمل جميعا لاستئصال هذا الفكر المتطرف من الأرضى العربية والإسلامية حتى نتفرغ للبناء والتنمية.


ويؤكد منصور ان الفروع الكثيرة والمسميات العديدة للجماعة الإرهابية فى دول العالم يجعل من مهمة القضاء عليها جهودا وعملا مخططا مستمرا، والوجود الاقتصادى لهم سواء من خلال أوروبا أو أمريكا او بعض دول الخليج يمكن تقويضه بسهولة فى حال تحرك الحكومات العربية والغربية ضد هذا الخطر الداهم.


وعن عدم وجود مقر او كيان لجماعة الإخوان فى قطر، يشير منصور إلى أن أمير الإرهاب المقيم فى ديوان الحكم بالدوحة يحاول أن ينفى عن نفسه كل الجرائم المثبتة عليه والتى رآها العالم أجمع، إلا أن ذلك لن يستطيع أن يغير الحقيقة والتورط الإجرامى الشنيع الذى نسمع صوته فى قناة الجزيرة وقنوات اخرى فى تركيا، ولا يستطيع أحد أن ينكر عمليات الإيواء والتمويل للجماعات الإرهابية التى يقوم بها النظام القطرى.


تمدد النفوذ
من جانبه يؤكد سامح عيد، الباحث فى شئون جماعات الإسلام السياسى، والقيادى الإخوانى المنشق، أن الحديث عن اعلان الولايات المتحدة أن الإخوان جماعة إرهابية بشكل مطلق أمر صعب، لأن الإخوان موجودون فى الحكم بالعديد من الدول مثل تونس والمغرب والرئيس التركى المنتمى للفكر الإخوانى، بالإضافة إلى أنه من بين الدول العربية والإسلامية لم يصنف الإخوان كجماعة إرهابية سوى أربع دول فقط وهم مصر والإمارات والسعودية والبحرين.


ويضيف أنه فى حالة صدور القرار الأمريكى ستنتهى فكرة التنظيم الدولى للإخوان إلى الأبد، فالدول التى أعلنت انفصالها عن التنظيم المصرى مثل تونس والمغرب بالاضافة إلى حركة حماس بعد أن اعلنوا انهم متوافقون مع الفكرة وليس التنظيم ستصبح فى مأزق وستقطع علاقتها بالدول الاخرى مثل مصر.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة