صورة موضوعية
صورة موضوعية


أمم إفريقيا 2019| حكايات من «الكان».. الجابون أرض المأساة والإنجاز لزامبيا

أحمد نزيه

الأربعاء، 22 مايو 2019 - 08:11 م


بدأ العد التنازلي لأمم أفريقيا 2019 المقررة في مصر، ولم يعد يتبقى سوى ثلاثين يومٍ على صافرة البداية بلقاء مصر مع زيمبابوي على أرضية استاد القاهرة مساء يوم 21 يونيو المقبل.

ومع قرب موعد انطلاق البطولة نقدم لكم سلسلة من حلقاتٍ حول حكاياتٍ من أمم أفريقيا ولقطاتٍ حدث على مدار النسخ الحادية والثلاثين السابقة.

 

قصة زامبيا الحزينة

كان منتخب زامبيا يشد الرحال عام 1993 إلى السنغال للقاء منتخبها في تصفيات كأس العالم 1994، وعينه منصبة على تحقيق الفوز، الذي سيعبد طريق البلاد نحو التأهل للمونديال آنذاك.

الأحلام كبرت في زامبيا حول قدرة هذا المنتخب على تحقيق حلم التأهل للمونديال للمرة الأولى في تاريخ البلاد، فالمنتخب الزامبي كان يمتلك جيلًا رائعًا من اللاعبين يتقدمهم النجم كالوشا بواليا، لكن زامبيا استيقظت على كابوسٍ.

امتلكت زامبيا جيلًا ذهبيًا من اللاعبين كانت نهايته مأساويةً على شواطئ العاصمة الجابونية ليبرفيل، التي وئدت عندها أحلام الزامبيين في العبور للمونديال، واستيقظ الزامبيون على وقع كابوسٍ تحولت معه الأحلام إلى مرارةٍ وأوهامٍ.

 

بداية الجيل الذهبي


جيلٌ بدأ يشق طريقه نحو النجومية في أولمبياد سيول عام 1998، حينما قدم أداءً مذهلًا، وتمكن من العبور للدور الثاني، بعد أن تصدر مجموعته الثالثة بفضل انتصارين عريضين بنتيجة واحدة 4-0، على منتخبي إيطاليا وجواتيمالا، وتعادل وحيد في مستهل مشوار منتخب الرصاصات النحاسية مع العراق بهدفين لمثلهما.

وودع المنتخب الزامبي البطولة من ربع النهائي على يد المنتخب الألماني بخسارةٍ قاسيةٍ برباعيةٍ نظيفةٍ، لكن ذلك لم يخفت بريق الأداء الرائع الذي قدمه منتخب زامبيا في البطولة.
وبعد خمس سنوات، عبرت زامبيا إلى الدور النهائي لتصفيات مونديال الولايات المتحدة عام 1994، بتصدرها مجموعتها على حساب مدغشقر وناميبيا، متفوقةً على الأولى بفارق الأهداف بعد تساويهما في النقاط برصيد 6 نقاط.

بداية النهاية

وفي الدور الحاسم من التصفيات، جاء منتخب زامبيا في مجموعته مع السنغال والمغرب، واستهل مشواره بالفوز على المغرب بهدفينٍ لهدفٍ، وحان منتصف يوليو 1993 موعدًا لمباراته مع السنغال، والفوز يقربه خطوةً أكثر نحو المونديال.

ولكن لاعبي زامبيا لم يكن يعلمون أن رحلة السنغال تقربهم إلى طريق النهاية والفناء من هذه الحياة، ولم تكن لتقربهم من المونديال، فكانت المأساة حينما سقطت الطائرة بهم قرب ساحل ليبرفيل. وكان الناجي الوحيد هو النجم كالوشا بواليا، الذي لم يسافر معهم على نفس الرحلة، وكان من المقرر أن يلحق بهم.

تأجلت مباراة السنغال، ولُعبت في وقتٍ لاحقٍ في السابع من أغسطس، وشارك منتخب زامبيا خلالها بمجموعة من الشباب، وانتهت بالتعادل السلبي، ثم انتصرت زامبيا على السنغال برباعية نظيفة، لترحل إلى المغرب في الجولة الأخيرة، وهي بحاجة إلى التعادل فقط، لكي تتأهل للمونديال، لكنهم خسروا بهدفٍ نظيفٍ، ليضيع حلم التأهل، ولتذهب تذكرة التأهل لمنتخب أسود الأطلس.

إنجاز في أرض المأساة

تمر الأيام والسنين لتصل إلى ما يقرب من عقدين من الزمن، لتتأهل بزامبيا بجيلٍ آخر من اللاعبين إلى أمم أفريقيا 2012، التي نُظمت تنظيمًا مشتركًا بين غينيا الاستوائية والجابون.

وقعت زامبيا في المجموعة الأولى إلى جانب غينيا الاستوائية "البلد المنظم" والسنغال وليبيا، واستهل منتخب الرصاصات النحاسية مشواره بانتصارٍ على السنغال بهدفين لهدف، قبل أن يتعادل مع ليبيا بهدفين لمثلهما، وينتصر على غينيا الاستوائية منظمة البطولة بهدفٍ نظيفٍ، ليتأهل متصدرًا للمجموعة الأولى.

وفي الدور ربع النهائي انتصرت زامبيا على السودان بثلاثية نظيفةٍ، لتعبر إلى نصف النهائي وتفجر المفاجأة بالانتصار على منتخب غانا بهدفٍ نظيفٍ، سجله إيمانويل مايوكا، لاعب الزمالك السابق.

 

 

 

 

جميع مباريات البطولة حتى النصف النهائي لعبتها زامبيا في غينيا الاستوائية، قبل أن يحين الرحيل إلى الجابون، وبالتحديد ليبرفيل، المدينة الشاهدة على سقوط الطائرة المنكوبة، التي أودت بحياة رفاق كالوشا بواليا.

وقبل المباراة النهاية، التي جمعتهما مع كوت ديفوار يوم الثاني عشر من فبراير 2012، ذهب لاعبو منتخب زامبيا إلى المكان الذي سقطت فيه الطائرة، ليحيوا ذكرى من ماتوا هنا وهم يحلمون برفع اسم منتخب زامبيا.

ذهب لاعبو زامبيا هناك وهم يحملون على عاتقهم خطف الأميرة الأفريقية من الأفيال الإيفوارية، وصنع المجد للبلاد التي عاشت مرارة الحسرة قبل 19 سنة، فكان لهم ما أرادوا، فصمد الزامبيون طيلة 120 دقيقةً، ليحتكم الفريقان لركلات الترجيح، التي أنصفت زامبيا في الأرض التي كتبت نهاية جيلها الذهبي، ليولد فيها جيل آخر رفع الكأس الأفريقية للمرة الأولى والوحيدة في تاريخ البلاد.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة