الأكاديمية الوطنية وبرنامج التأهيل للقيادة.. حلم الرئيس فى دولة يقودها الشباب
الأكاديمية الوطنية وبرنامج التأهيل للقيادة.. حلم الرئيس فى دولة يقودها الشباب


الأكاديمية الوطنية وبرنامج التأهيل للقيادة.. حلم الرئيس فى دولة يقودها الشباب

محمد هنداوي

الخميس، 23 مايو 2019 - 06:33 ص

 

- «البرنامج» تجربة مصرية وصلت إلى العالمية.. و«الأكاديمية» أكبر دليل على نجاحه


- خلق قاعدة حقيقية من الشباب كنواة لمجتمع عامل ومنتج ومتفهم للتحديات التى تواجه الوطن


- التأهيل قبل التمكين لإشراك الشباب فى صنع القرار وصناعة المستقبل

يوماً بعد يوم  يثبت الرئيس عبدالفتاح السيسى أن الدولة المصرية تتبنى فكراً جديداً يتيح الفرصة للشباب للتعبير عن أفكارهم وآرائهم وآمالهم، وتأهيلهم وتدريبهم ليتولى القيادة فى المستقبل، وتحقيق حلم الرئيس فى دولة مصرية حديثة يقودها شبابها فى كافة المجالات والقطاعات وتمكينهم من المناصب القيادية للدولة،  ليكتب الرئيس السيسى بذلك حالة فريدة فى تاريخ الدولة المصرية، لم تشهدها عبر سنوات مضت تعبر تلك الحالة عن قاعدة جديدة من بين القواعد والثوابت التى باتت تتعامل بها الدولة المصرية مع فئة من أهم وأكبر فئاتها ومكونات سكانها وهم الشباب، بعد سنوات طويلة من التهميش والإهمال والتجاهل لأنظمة مصرية سابقة،.

 

 وتجسدت رؤية الرئيس السيسى لهذا الملف بعد شهور قليلة من توليه مسئولية رئاسة البلاد، لتنجح الدولة فى التواصل مع الشباب بمختلف الفئات وفى كافة المحافظات المصرية، وكانت نقطة بداية هذه الجهود إطلاق الرئيس السيسى المؤتمر الوطنى للشباب ليصبح ملتقى للحوار المباشر بين الدولة ومؤسساتها المختلفة والشباب المصرى، وذلك من خلال رؤية وطنية وتخطيط علمى وحوار بناء لبحث مختلف القضايا والتحديات التى تواجه الوطن بل وطرح مختلف الرؤى الشبابية حول سبل مواجهة هذه التحديات.


وجاءت اللحظة الحاسمة فى التاسع من يناير 2016، فى احتفالية الدولة المصرية بيوم  الشباب المصرى فى دار الأوبرا، عندما أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى عن إطلاق عام 2016 عاما للشباب المصرى، كما أعلن آنذاك عن بدء البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة فكانت البداية لحلم يتحقق بأيدى الشباب‪  ، ومع مرور الوقت تطور البرنامج تطوراً كبيراً وأثبت شباب البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة قدرتهم على النجاح والتفوق وتصدر المشهد، حتى أصدر الرئيس السيسى قرار إنشاء الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب والتى كانت أحد أبرز التوصيات التى خرج بها المؤتمر الوطنى الأول للشباب بشرم الشيخ فى شهر نوفمبر 2016، والتى أقرها الرئيس عبدالفتاح السيسى لتمثل استكمالا وتطويرًا للبرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة الذى بدأ استقبال أولى دفعاته فى سبتمبر 2015 وتخرج منه نحو 1000 شاب فى دفعتيه الأولى والثانية.

 

 

وبلغ عدد طلاب الدفعة الثالثة 500 طالب، وصدر قرار جمهورى فى 17 نوفمبر 2017 بتأسيس الأكاديمية لتكون مؤسسة علمية تتولى إعداد وتأهيل كوادر شابة واعية وقادرة على تولى المناصب القيادية فى مختلف قطاعات الدولة.. إلى أن وصلنا إلى أن أصبح حلم الرئيس حقيقة فرأينا من شباب البرنامج الرئاسى نواب محافظين ومعاونين للوزراء والمحافظين، وقد نشهد فى السنوات القليلة المقبلة تعيين بعضهم كمحافظين ووزراء.. وهذا ما سنقوم بعرضه فى هذا الملف خلال السطور التالية.

فكرة الحلم


على الرغم من أن الإعلان الرسمى عن انطلاق البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة جاء فى عام 2016، إلا أن بوادر أو بدايات التفكير الحقيقية بدأت فى أعقاب ثورة 30 يونيو 2013، عندما أدركت الدولة المصرية أنها بحاجة لدراسة العوامل المؤثرة على الشباب المصري، والدوافع المحركة له والدافعة إياه لتحقيق حلم التغيير‪.. ففى أواخر عام 2015 قامت الدولة بإجراء مجموعة من الدراسات والأبحاث حول أحوال الشباب المصرى، وذلك فى مختلف النواحى السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ونتيجة لتلك  الدراسات خلصت الدولة إلى مجموعة من النتائج أهمها  أن الشباب المصرى يمتلك رغبة عارمة وحقيقية للتطوير والتغيير وتحقيق الأفضل له ولبلاده، إلا أن أزمته الحقيقية على مدار العقود الماضية وسنوات ما قبل 2011 تكمن فى عدم وجود قنوات تواصل فعالة قوية بينه وبين الدولة المصرية، وكذلك انحسار أساليب احتواء الشباب وتوعيتهم وتأسيسهم على المبادئ والقيم الايجابية التى تبنى وتحافظ على ركائز الدولة وتدعمها‪.

 

وبناء على تلك النتائج  كان القرار الحاسم بأن الوقت قد حان لان تلتفت الدولة المصرية لشبابها، وأن تبدأ فى خطوات جادة وحقيقية  فى تدريبهم وتأهيلهم وإشراكهم فى صنع القرار وصناعة المستقبل بأيديهم عن وعى وخبرة ودراسة‪.. وجاءت تلك اللحظة الحاسمة فى التاسع من يناير 2016، فى احتفالية الدولة المصرية بيوم  الشباب المصرى فى دار الأوبرا، عندما أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى عن إطلاق عام 2016 عاما للشباب المصرى، كما أعلن آنذاك عن بدء البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة فكانت البداية لحلم يتحقق بأيدى الشباب‪.

 

الهدف الرئيسى


على رأس كل الأهداف التى يتطلع إليها البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، أن يمثل شباب هذا البرنامج نواة طبيعية لمجتمع عامل منتج ومتفهم للطبيعة المعقدة للتحديات التى تواجه الوطن، ولديه القدر الكافى من المعرفة السياسية والبناء الأخلاقى لمواجهة موجات الإرهاب والإفساد وتدمير المجتمع، ولن يتأتى تحقيق ذلك إلا من خلال « إنشاء وتحديث قاعدة قوية وغنية من الكفاءات الشابة القادرة على تولى مسئولية العمل الإدارى فى مختلف المجالات والقطاعات الحكومية فى زمن قياسى»، بحيث تكون مطلعة على أحدث نظريات الإدارة والتخطيط العملى والعلمى، ويتم اختبار قدرتها على تطبيق الأساليب والطرق الحديثة بكفاءة عالية وإنتاجية متميزة وبالتكلفة والتوقيت المثاليين.

 

وكل ذلك بهدف توسيع قاعدة المشاركة الشبابية فى إدارة الدولة، وتهيئة آلاف الشباب لتولى مناصب قيادية فى الدولة، وخلق نموذج للتعليم والتدريب العملى المحترف ليسهل تكراره على نطاق أوسع، وتدعيم الهيئات الحكومية والوزارات بكفاءات حقيقية قادرة على تحسين مستوى الأداء والانتاجية وحل المشكلات المزمنة، ورفع مستويات الوعى السياسى والثقافى من خلال إعطاء صورة شاملة عن النظم السياسية والحكومية ونظم إدارة المؤسسات، وتوفير مساحة التواصل المباشر بين الدولة بمؤسساتها، وبين الآلاف من الشباب بشكل مباشر وبدون وسطاء‪.

 

طريقة الاختيار والاختبارات


تم تحديد خطوات الاختبار والاختيار على 6 مراحل وهى التقديم على موقع البرنامج الرئاسى، وملء استمارة التقديم للنموذج، وتجهيز الاوراق المطلوبة واستمارات التقدم، فضلا عن عقد اختبارين كتابيين باللغتين العربية والانجليزية، ثم تعقد المقابلة الشخصية،وأخيرا الاختبارات النفسية، وهى اختبارات يتم إجراؤها فى مراكز متخصصة لقياس العديد من الأمور المطلوبة والحيوية، من بينها مدى قابلية الشاب لفهم واستيعاب الواقع والمعطيات والتحديات التى تواجه المجتمع بطرق متوازنة دون مغالاة، وقدرة الشاب على التحليل والاستنباط واستقراء المشهد والتعامل على أساسه بصورة صحيحة وفعالة، وقابلية الشاب  للتعلم والمعرفة والاستزادة بشكل مستمر واختيار المصادر الموثوق بها، وقابلية الشاب لاكتساب مهارات القيادة والإدارة والتعامل مع المواقف والأزمات بطرق مرنة وفعالة، وقدرة الشاب على التأثير فى المحيط بفاعلية وإيجابية‪.

 

تقييم مستمر


و بعد قبول المتقدم، وبعد اجتيازه مراحل التدريب والتأهيل داخل البرنامج، يتم تقييمه بشكل دورى ومستمر على كافة المستويات، بما فى ذلك النفسى منها، لمتابعة مدى التقدم  الذى يحرزه خريجو البرنامج، وفى أى اتجاه، ودلالات ذلك إلى غير ذلك من مخرجات مطلوبة ومهمة لضمان استمرارية تحقيق أهداف البرنامج بكفاءة‪.

 

وفيما يخص معايير الاختيار عموما فبخلاف توافق الطالب مع شروط الالتحاق والاختبارات السابقة يكون اختيار الطالب بشكل عام ونهائى قائما على المهارات الآتية : المهارات التحليلية والقدرة على التعلم والابتكار والتواصل الفعال والإصرار والمثابرة‪.


التنوع الديموغرافى

استطاع البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة أن يحقق درجة كبيرة من التنوع الديموغرافى بين طلاب البرنامج أثناء عملية الاختيار والقبول بما يصهرهم فى بوتقة واحدة بعيدا عن اختلافاتهم الفكرية والاجتماعية والجغرافية وتدريبهم على استغلال هذه الاختلافات فى التكامل والدمج بين الرؤى المختلفة لإخراج منتج شامل لكل وجهات النظر المكونة للمجتمع المصرى على تنوعه.

 

وبالنظر إلى بعض إحصائيات البرنامج الرئاسى بدفعاته الثلاث نجد أنه فيما يخص التمثيل الجغرافى ففى كل دفعة من دفعات البرنامج الرئاسى، كانت نسبة تمثيل الشباب من محافظات مصر 100%، إذ لم تخل محافظة فى الجمهورية من وجود طالب / خريج من البرنامج الرئاسى ليحقق البرنامج الرئاسى بذلك نسبة انتشار وتواصل فى مختلف أنحاء الجمهوربة ١٠٠٪.

 

كما كان التمثيل فى كل دفعة متناسباً مع عدد أبناء المحافظة من الشباب وكذلك عدد المتقدمين منها، لذا سنجد أن محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية كانت هى الأعلى مشاركة، بينما محافظات الحدود وجنوب الصعيد كانت الأقل فى المشاركة‪.


وتقاربت نسب المشاركة بين الذكور والإناث لتصل إلى 55% ذكوراً و45% إناثاً، أما الفئة العمرية التى تم استهدافها خلال الدفعات الثلاث من شباب البرنامج « فئة 30-40 عاما» وكانت النسبة الأكبر للمشاركين من أعمار «26-60 عاما» بنسبة 61%، بينما كان المشتركون من «23-25 عاما» بنسبة ٩٪.

 

كما يتميز البرنامج باحتوائه على قاعدة غنية من الشباب من مختلف التخصصات والكيانات، ومن خلال الإحصائيات نجد وجود النسبة الأكبر من المشاركين من خريجى الكليات العلمية « العلوم والهندسة والحاسبات» يليها عدد من الكليات الأدبية مثل « كلية التجارة والآداب»، وتنوعت الدرجات العلمية الحاصل عليها شباب البرنامج / فكانت النسبة الأكبر لخريجى البكالوريوس يليها الحاصلون على الماجستير، فالدبلومة، ثم الليسانس، بينما وصل عدد الحاصلين على شهادة الدكتوراة إلى 46 شابا من الملتحقين بالبرنامج، كما وصلت نسبة العاملين من شباب البرنامج إلى 79% أكثرهم فى القطاع العام، وذلك بنسبة ٣١٪.

 

كما يحتوى البرنامج على تمثيل من الديانتين المسلمة والمسيحية، كما يضم شباباً من مختلف شرائح الداخل والتى تضم أكثريتها ممن تتراوح دخولهم «1000-2000 جنيه» بنسبة 60%، كذلك يضم البرنامج جميع الحالات الاجتماعية، وتصل نسبة المتزوجين 24%، بينما غالبية شباب البرنامج من العازبين، وذلك بنسبة 74%، ويصل تمثيل ذوى الاحتياجات الخاصة من شباب البرنامج إلى ما يقرب 1%، وفى مجمل تلك الاحصائيات ستجد أن الفكر الإدارى للبرنامج كان حريصا على أن يكون البرنامج شاملا ومتنوعا وثريا، ومعبرا عن مصر وشبابها من كافة الجوانب، سواء جغرافيات أو تمثيلاً نوعىاً أو مستوى وحالة اجتماعية أو فئات عمرية أو خلفية علمية وعملية‪.

 

فترة الدراسة


وبالنظر إلى المحتوى التدريبى للبرنامج نجد أن فترة الدراسة تصل إلى ثمانية أشهر، ويعتمد أسلوب الدراسة على جانبين أساسيين : الجانب الأكاديمى والجانب التطبيقى، وفيما يخص الجانب الأكاديمى فيشمل المحتوى الدراسى فى كافة المجالات المستهدفة بالبرنامج، وهى المجالات الإدارية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية والسياسية، وتتم الدراسة من خلال محاضرات نظرية تفاعلية بين الطلاب والمحاضرين، وتعتمد بشكل أساسى على التفكير والتحليل والفهم ومطابقة النظريات والأسس بالواقع، بالإضافة إلى استخدام وسائل تكنولوجية حديثة  فى الشرح والعرض والتقديم من قبل المحاضرين والاعتماد على الانفوجرافس والعروض والمواد البصرية إلى غير ذلك من وسائل التعليم التفاعلية الحديثة‪.

 

وفيما يخص منصة التعليم الإلكترونى فتم تصميمها خصيصا للبرنامج الرئاسى لتأهيل وتدريب الشباب، لتلائم طبيعة البرنامج وأسلوب الدراسة به، حيث تمكن الدراسين من التواصل مع محاضريهم ومع زملائهم، كما تحتوى على كافة المواد العلمية لتتيح إمكانية الرجوع إليها عبر الانترنت، إلى غير ذلك من الإمكانات  المطلوبة والمتاحة، مثل وجود ركن للأفكار والمقترحات ووسائل تواصل مع إدارة البرنامج الرئاسى وركن للأخبار المهمة والفعاليات المختلفة‪.

 

ويحصل الطالب على 4 دورات أساسية تشمل العلوم الاجتماعية والإدارة المحلية وفيها يدرس إدارة المؤسسات والتغير المؤسسى ودورة فى العلوم الإدارية والقيادية حيث التسويق وريادة الأعمال والموارد البشرية والتخطيط الاستراتيجى وثالث الدورات فى العلوم السياسية وفيها يدرس الاقتصاد والعلوم السياسية والمراسم والبروتوكولات والإعلام والرأى العام وآخر الدورات العلوم الأمنية، حيث العلوم الاستراتيجية والأمنية‪.
وفيما يخص الجانب التطبيقى، فيتم عقد ورش العمل.

 

ويقوم الطلبة بمناقشة التحديات المختلفة وكيفية ايجاد حلول تنفيذية لها بناء على الأساسيات النظرية التى درسوها بالمحاضرات، وبجانب المحاضرات النظرية وورش العمل العملية، يقوم الطلاب بزيارة المؤسسات الحيوية المختلفة للإطلاع على سير العمل وتكوين رؤية واقعية عن كواليس العمل الإدارى بالدولة، من خلال التعرف على نظم العمل بها، بالإضافة إلى إدراك حجم الجهد المبذول ومدى أهمية تلك الأماكن كنموذج دال على منظومة عمل وإدارة الدولة المصرية ككل‪.


فكان من ضمن الأماكن والمؤسسات التى زارها طلاب البرنامج الرئاسى، مجلس النواب، مبنى ماسبيرو، أكاديمية الشرطة، مدرستا الصاعقة والمظلات، إدارة المشاة والمدرعات وقيادة الدفاع الجوى، وقيادة القوات البحرية‪.

 

أنشطة رياضية وفنية


تتضمن الانشطة الاجتماعية والثقافية التى أقيمت على هامش الدراسة بالبرنامج الرئاسى، وذلك بهدف زيادة الوعى الثقافى والمعرفى واستغلال التنوع الجغرافى لطلاب البرنامج فى إثراء التجربة اعتمادا على مقدار اختلاف خلفياتهم الدراسية والاجتماعية، والتى تأتى فى إطار استكمال منظومة التدريب والتأهيل للطلاب، بهدف تحقيق التواصل والتفاعل بين الطلاب وبعضهم البعض وبين محاضريهم وإدارييهم، واستخراج طاقات الشباب بشكل إيجابى وزيادة ملكاتهم الإبداعية والابتكارية ودفعهم للمزيد من التواصل والتأقلم مع الآخر، فكان من ضمن الأنشطة والفعاليات : اليوم الرياضى لتعزيز قيمة الرياضة كجزء من خطة تأهيل الشباب ففكرة التأهيل بالبرنامج لا تشمل التأهيل العقلى فقط ولكن تتضمن التأكيد على أهمية الرياضة‪.

 

كما يتم عقد صالون ثقافى وبدأت فكرته خلال الدفعة الاولى من البرنامج ليستمر فى الدفعات المتتالية، حيث يقوم طلاب البرنامج بعقد حلقات نقاشية حول القراءة والكتب الجديدة، حيث يتم اختيار كتاب فى كل جلسة للمناقشة، كما تتضمن إحدى جلساته نقاش رواية جديدة صدرت حديثا آنذاك لأحد طلاب البرنامج وقدم لها زملاؤها تقييماً تفصيلىاً للكتاب بداية من تصميم الغلاف حتى الصياغة اللغوية وحبكة الرواية، كما قام أحد الطلاب وهو مدرس نقد مسرحى بكلية الآداب بتقديم نقد فنى متكامل للرواية بما أثرى الصالون الثقافى وكانت من أكثر جلسات النقاش ايجابية وفاعلية بين الطلاب‪.

 

كما ينظم الطلاب ورش موسيقى لاستغلال المواهب المتنوعة لطلاب البرنامج والتنسيق فيما بينها بهدف عرضها فيما بعد خلال الفعاليات الترفيهية التى ينظمها البرنامج على هامش الدراسة كالموسيقى والرسم والتمثيل والتصوير الفوتوغرافى، وقد قام أحد الطلاب برسم بورتريه لزميله عبد الوهاب يسرى الذى توفى أثناء تحضيرات منتدى شباب العالم 2017، ضمن فعاليات صالون المواهب وقدمها لوالدته هدية تخليدا لذكراه‪.

 

كما تتضمن الفعاليات عقد ورشة لتعليم الخط العربى إيمانا واعتزازا بأهمية التمسك باللغة العربية وتعلم فنونها المختلفة والخطوط العربية الأصيلة‪.

 

كما قام شباب الدفعة الثانية من البرنامج الرئاسى بتأسيس راديو‪ PLP وهى الفكرة التى تطورت فيما بعد لتشكل راديو منتدى شباب العالم‪.

 

كما تم خلق منصة تفاعلية على الأرض‪«THE COMMUNITY» بين شباب البرنامج الرئاسى، تمكنهم من عرض إمكاناتهم ومواهبهم بشكل إبداعى حر، من خلال اجتماعات شبابية تتم بشكل دورى، حيث تعرض فيها منجزات الشباب ونتاج أعمالهم الجماعية والإبداعية المشتركة بشكل ابتكارى وسلس، وفى إطار حيوى خفيف، كما يتم تكريم المتميزين منهم، حيث يقوم البرنامج بعمل فعالية داخلية بعقد يوم كامل يستعرض الطلاب ما يلى‪ :

 

مسرحية تمثيلية يستعرض بها لطلاب مواهبهم الكتابية والإخراجية والتمثيلية ويناقش بها فكرة تؤرق الشارع المصرى، مناقشة ورش العمل لأهم الموضوعات التى تناولتها والمخرجات التى تم التوصل إليها، كما تم تكريم الفرق المتميزة بورش العمل والتى استطاعت أن تقدم دراسة متكاملة للمشكلة محل الدراسة مع إيجاد حلول إبداعية قابلة للتنفيذ مع تحفيز كل من شارك بشكل عام‪.

 

وقد تم تصميم وتطبيق تلك المنصة الحيوية بدءا من الدفعة الثالثة لشباب البرنامج الرئاسى، وبالفعل حققت نتائج وردود أفعال إيجابية ملحوظة، سواء فى تواصل شباب الدفعة الثالثة مع بعضهم البعض، أو فى تواصلهم مع الدفعات السابقة، الدفعتين الأولى، والثانية‪.

 

المنح الخارجية
قدم البرنامج الرئاسى الدعم لخريجيه للحصول على المنح التعليمية والتدريبية سواء خارج مصر أو داخل مصر من خلال تقديم تسهيلات أو ترشيح من البرنامج أو دعم مالى، حيث حصل عدد من الطلاب على منحة شركة هواوى الصينية، وحصل عدد آخر على منحة الدراسة ببرنامج تأهيل الكوادر الوسطى، كما حصل عدد على منحة زمالة كلية الدفاع الوطنى وحصل عدد آخر على منحة ‪ mba،وحصل البعض على دورة الشمول المالى، كما حصل البعض على منحة تدريب بمؤسسة 57357، وهناك من حصل على منحة تطوير قطاع البترول، كما حصل عدد من الطلاب على منحة مواجهة الأزمات وضمان استمرارية الأعمال‪.


التمكين بعد التأهيل


وكان لابد بعد تأهيل الشباب أن تأتى مرحلة تمكينهم لتستفيد الدولة من خبراتهم ومهاراتهم التى اكتسوها عبر شهور دراستهم بالبرنامج، حيث أفرز البرنامج عدداً كبيراً من النماذج الشبابية الناجحة والملهمة فى مختلف محافظات وقطاعات الدولة، ومن جميع أنحاء الجمهورية وجميع المستويات الاجتماعية والدراسية والاشتراط الوحيد هو الكفاءة وامتلاك المهارات اللازمة لشغل الوظيفة، والتى يمثل كل منها قصة نجاح وحلماً يتحقق ودليلاً على ان الشباب المصرى هم حقا مصدر للطاقة الايجابية للمجتمع.

 

ومن أمثلة تلك النماذج فقد تم تعيين بعض من خريجى البرنامج فى مناصب قيادية فى مجلس الوزراء، وتعيين البعض كنواب محافظين ومعاونى وزراء، وآخرين فى الوزارات المختلفة كالاستثمار وغيرها ـ وكان ذلك ناتجاً عن تميزهم وتجردهم ولاحظ أن عدداً ممن تولى مناصب حصل قبلها على منح لاستكمال التأهيل بعد انتهاء البرنامج الرئاسى، وقد تم تقسيم المسارات المختلفة إلى : مسارات فى القطاع الحكومى دعم فى وظائفهم فى القطاع الخاص، ودعم فى منح دراسية داخل وخارج مصر، ودعم فى مجال ريادة الاعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة من خلال توفير دعم مالى وفنى للمشروعات‪.

 


البرنامج وتمكين المرأة


رصدت وزارة التخطيط أهم 7 مؤشرات عن تحسين وضع المرأة المصرية، حيث بلغت نسبة مشاركة النساء فى البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة 33% فى مرحلته الأولى، وبلغت نسبة مشاركة النساء فى البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة 45% فى مرحلته الثانية، كما بلغت نسبة مشاركة النساء فى البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة 57% فى المرحلة الثالثة‪.

 


نجح شباب البرنامج الرئاسى فى المشاركة بإيجابية فى الانتخابات الرئاسية 2018، وذلك من خلال تشكيل غرفة عمليات لمتابعة العملية الانتخابية، وقد ضمت نحو 800 شاب من الدفعتين الاولى والثانية، وتم تشكيل فرق متابعة ميدانية لرصد ومتابعة سير العملية الانتخابية بكافة محافظات الجمهورية، بالاضافة الى فريق متابعة بالغرفة المركزية بالقاهرة وقد نجحت الغرفة فى إدارة وحل ما يزيد على 2000 مشكلة تم تلقيها على مدار أيام الاقتراع الثلاثة، كما استطاعت أن تقدم الغرفة تحليلاً شاملاً لنتائج العملية الانتخابية ولعل تشريف الرئيس السيسى لغرفة العمليات لتفقد سير العملية الانتخابية خلال زيارتين متتاليتين دليل قوى على نجاح شباب البرنامج فى متابعة ورصد وتحليل الانتخابات الرئاسية.

 

وتطور أداء غرفة العمليات خلال متابعتها تعديل الدستور بنشر أكبر عدد من المتابعين بجميع محافظات مصر، وذلك بعد ضم عدد من خريجى الدفعة الثالثة، كما قامت بتقديم  تقرير شامل عن تحليل عملية الاستفتاء ومقارنتها بنسب المشاركة بالانتخابات والاستفتاءات السابقة معا بعد الثورة، وقد قام رئيس الوزراء بزيارة الغرفة لمتابعة سير عملية الاستفتاء خلال أيام الاستفتاء، كما قام الرئيس بزيارة الغرفة والإطلاع على تحليل الاستفتاء وتكليف الغرفة بمزيد من أعمال المتابعة ومنها متابعة مشروع حياة كريمة‪ .

 


الأكاديمية الوطنية


وتعتبر الاكاديمية الوطنية لتأهيل الشباب أكبر دليل على نجاح البرنامج الرئاسى والذى رأت الدولة أنه يجب أن تتوسع فى تنفيذه فى شتى قطاعات الدولة وأن يصبح مؤسسة مستقلة للتدريب وليس برنامجاً تدريبىاً فقط، لذا تم إنشاء الأكاديمية وهى هيئة عامة اقتصادية مصرية تتبع رئيس الجمهورية، وتم تصميم نظام التعليم بالأكاديمية على غرار المدرسة الوطنية للإدارة الفرنسية بالتعاون مع عدد من الهيئات والمعاهد والمؤسسات العلمية الدولية‪.
وحول الأهداف التى تسعى الى تحقيقيها الأكاديمية هو تحقيق متطلبات التنمية البشرية للكوادر الشبابية بكافة قطاعات الدولة والارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم ويقع مقرها بمدينة السادس من أكتوبر، وللأكاديمية مجلس أمناء برئاسة رئيس مجلس الوزراء وعضوية ممثلين عن رئاسة الجمهورية ووزارة التعليم العالى والبحث العلمى ووزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى ووزارة المالية والمجلس الأعلى للجامعات وعدد من الشخصيات ذوى الخبرة‪.


وتعمل الأكاديمية على ضخ الكفاءات الشبابية فى شرايين القطاع الحكومى وغيره من القطاعات التى تسهم  فى بناء ودعم الاقتصاد الوطنى وتطوير ورفع كفاءة وأداء العاملين فى القطاع الإدارى للدولة، كما يمتد تأثير البرامج الرئاسية لدعم قيادات وكفاءات البلدان العربية والإفريقية الشقيقة‪.


تأهيل الشباب الإفريقى


انطلقت الفكرة تنفيذاً لإحدى توصيات منتدى شباب العالم 2018، وتزامناً مع رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى لعام 2019، ويهدف البرنامج إلى تجميع الشباب الإفريقى بمختلف انتماءاته ومعتقداته تحت مظلة واحدة هدفها التنمية والسلام، وذلك استكمالا للدور المصرى فى المشاركة الفعالة مع الحكومات الإفريقية الأخرى بالاستثمار فى أهم وأغلى ما تملك القارة ألا وهم الشباب ويهدف البرنامج إلى اتاحة الفرصة إلى أكثر من 1000 شاب من قارة إفريقيا عبر 10 دورات كل دورة تسع 100 شاب وفترة البرنامج 5 أسابيع وهناك شروط للالتحاق بالبرنامج.


 تأهيل المتفوقين والتنفيذيين


 ويهدف البرنامج لتأهيل الباحثين والمتفوقين من خريجى الجامعات ببرنامج متخصص لتعزيز إمكانياتهم العلمية والبحثية خاصة فى الموضوعات ذات الصلة بالتحديات التى تواجه مصر هذا بالإضافة إلى تنمية مهارات الملتحقين الشخصية والقيادية وفترة البرنامج 4 أشهر ومن شروط الالتحاق به ان يكون المتقدم حاصلاً على مؤهل جامعى، وأن تكون سن المتقدم من 23 إلى 30 عاما عند التقديم، وأن يكون مصرى الجنسية وحسن السير والسلوك‪.


كما يهدف برنامج تأهيل التنفيذيين إلى توفير الكوادر الكفء للدولة والقادرة على فهم واستخدام الآليات الحديثة فى رسم السياسات وإدارة عملية لاتخاذ القرار وتحويل نمط التفكير التقليدى لمفاهيم الإدارة العامة إلى نمط أكثر حداثة متماشيا مع أحدث التطبيقات والنماذج الدولية الناجحة، وفترة البرنامج 6 أشهر ومن شروط الالتحاق به ان يكون المتقدم حاصلاً على مؤهل جامعى وسنه من 30 إلى 45 عاما عند التقديم ومصرى الجنسية وحسن السير والسلوك‪ .

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة