وزارة الأوقاف
وزارة الأوقاف


الأوقاف تستنكر تفجير مسجد بباكستان وتؤكد حرمة استهداف دور العبادة

إسراء كارم

الجمعة، 24 مايو 2019 - 05:25 م

 

أدانت وزارة الأوقاف تفجير مسجد مدينة كويتا بباكستان، مؤكدة على حرمة استهداف دور العبادة .

وكانت وزارة الأوقاف قد أصدرت كتابًا هامًا حول حماية دور العبادة يهدف إلى ترسيخ أسس العيش المشترك، وفقه التعايش السلمي بين البشر جميعًا دون تمييز على أساس الدين أو اللغة أو اللون أو الجنس أو العرق، ويعمق الإيمان بحق التنوع والاختلاف، وبيان أنهما سنة من سنن الله الكونية.

 وقدم له وزير الأوقاف بمقدمة جاء فيها:

 قد كرم  الحق سبحانه الإنسان على إطلاق إنسانيته دون تفرقة بين بني البشر، فقال عز وجل: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ}، ورسخ ديننا الحنيف مبدأ فقه العيش المشترك بين البشر جميعا، ودعانا إلى التراحم والتقارب والتعارف، حيث يقول الحق سبحانه : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } ولم يقل سبحانه: لتتقاتلوا أو تتصارعوا أو تتصادموا، بل قال سبحانه: { لِتَعَارَفُوا }.

وقامت فلسفة ديننا السمح على الإيمان بالتنوع والاختلاف، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ}، وقد عـدَّ سبحانه وتعالى التنوع في الخلق آية من آيات الله عز وجل، حيث يقول في كتابه العزيز : {وَمِنْ آَيَـاتِهِ خَلْقُ السَّمَـاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِـلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْـوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ}.

وعظم سبحانه وتعالى شأن المشتركات الإنسانية في جميع كتبه المنزلة ورسالاته التي أرسل بها رسله عليهم السلام، فأجمعت الشرائع السماوية قاطبة على مبادئ: الحق، والعدل، والتسامح، والوفاء بالعهد، وأداء الأمانة، والصدق في الأقوال والأفعال، وبر الوالدين، وحرمة مال اليتيم، ومراعاة حق الجوار، والكلمة الطيبة، فمصدر التشريع السماوي واحد، ولهذا قال نبينا «صلى الله عليه وسلم» : «الأنبياء إخوة لعلَّات أمهاتهم شتى ودينهم واحد».

فقد تختلف الشرائع في العبادات وطريقة أدائها وفق طبيعة الزمان والمكان، لكن الأخلاق والقيم الإنسانية التي تكون أساسًا  للتعايش لم تختلف في أي شريعة  من الشرائع، يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت».

فأروني أي شريعة من الشرائع أباحت قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، أو أباحت عقوق الوالدين، أو أكل السحت، أو أكل مال اليتيم، أو أكل حق العامل أو الأجير، وأروني أي شريعة أباحت الكذب، أو الغدر، أو الخيانة، أو خُلف الوعد أو نقض العهد، أو مقابلة الحسنة بالسيئة.

بل على العكس من ذلك كله فإن جميع الشرائع السماوية قد اتفقت وأجمعت على القيم الإنسانية السامية، ومن خرج عليها أو عنها فإنه لم يخرج على مقتضى الأديان فحسب، وإنما يخرج على مقتضى الإنسانية وينسلخ من آدميته ومن الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها .

وإيمانًا منا بضرورة دراسة المستجدات والقضايا العصرية دراسة دقيقة، وإبراز الوجه الحضاري السمح لديننا الحنيف، واقتحام المشكلات الصعبة بحكمة وشجاعة معًا على أيدي العلماء والفقهاء المتخصصين .

وعطفًا على ما أكده كل من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان في وثيقة الأخوة الإنسانية من أنَّ حماية دور العبادة، من معابد وكنائس ومساجد، واجبٌ تكفله كل الأديان والقيم الإنسانية والمواثيق والأعراف الدولية، وكل محاولة للتعرض لدور العبادة، واستهدافِها بالاعتداء أو التفجير أو التخريب، هي خروجٌ صريحٌ عن تعاليم الأديان، وانتهاكٌ واضحٌ للقوانين الدولية.

وخروجًا من ضيق الأفق الفكري إلى رحابة الإسلام الواسعة واحترامه للآخر، وحرصًا منًّا على إبراز حقوق الآخرين علينا إنصافًا من أنفسنا، وتأصيلاً لمبدأ الاحترام المتبادل، ودحضًا للفكر المتطرف، والتأكيد للعالم كله على سماحة الإسلام، وأن ما يحاك ضده من محاولات تشويه لا يمت لسماحته بصلة.

لهذا كله كان إصدار هذا الكتاب «حماية دور العبادة» الذي عكف على إعداده وإخراجه نخبة من العلماء المتخصصين المستنيرين كتابة وتدقيقا ومراجعة ختمت بمراجعتنا ومراجعة فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية.

مع تأكيدنا على أن الحماية التي ننشدها لدور العبادة هي الحماية المادية والمعنوية معا، حماية دور العبادة مبنى ومعنى وروادًا وقاصدين، بما يشمل الحماية المادية من التخريب أو التفجير أو السرقة أو النهب أو العبث، والحماية المعنوية من محاولة غير المؤهلين والمتاجرين بالأديان استخدام دور العبادة أو توظيفها في غير ما خصصت له، ويشمل كذلك حماية روادها وقاصديها من أي أذى أو اعتداء يمكن أن ينالهم بسببها أو أثناء أداء مناسكهم وشعائرهم بها، مع تغليظ عقوبة من يعتدي على أي من ذلك سواء في القوانين الوطنية أم الدولية .

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة