محمد درويش
محمد درويش


نقطة في بحر 

محمد درويش يكتب: الخلع.. فن

بوابة أخبار اليوم

السبت، 25 مايو 2019 - 11:34 م

لا أعرف من تحديدا الذى يتفنن فى ذكر الأسباب وراء طلب الطلاق فى قضايا الخلع، هل هو المحامى الفنان الذى يبحث عن سبب يجعل من الزوج يقول حقى برقبتى حتى يتجنب الفضائح ويرضخ للزوجة  ويوقع الطلاق، أما هى الزوجة التى لا تعرف عن أمور دينها إلا النزر اليسير فتشى بأسرار كان يجب ألا تخرج عن أربعة حوائط، حتى لو تم الطلاق انطلاقا من قوله سبحانه ولا تنسوا الفضل بينكم، ولا تجد من يفقهها فى دينها ويروى لها أساس الخلع فى الإسلام حيث أشادت طالبة الخلع فى حوارها مع رسول الله بزوجها وأخلاقه ولكنه لا يحتل فى القلب أو فى العين ما تتمناه لنفسها.


آخر ما تناقلته المواقع الاخبارية حول قضايا الخلع سيدة من الإسكندرية والسبب الذى طرحته فى طلب الخلع انه يتجاوز نصيبه فى اللحوم ويأخذ نصف نصيبها وعندما تعاتبه يقول لها حقى لأن القرآن بيقول «للذكر مثل حظ الأنثيين».


ربما قالها الرجل مداعبا الزوجة وهو يلتهم قطعة لحم أكثر، وربما كان جادا وهو يبرر فعلته وقد يكون  زوجاً بخيلاً أو من أصحاب ضيق ذات اليد الذى من حق الزوجة إذا لم تستطع عليه صبرا أن ترفضه وتطلب الطلاق.


أفهم أن مجرد طلب الخلع والذى يعنى تنازل الزوجة عن مستحقاتها مقابل الحصول على الطلاق لا يتطلب أن تقدم للقاضى الأسباب التى تجعلها تلجأ للخلع، أفهم أن مجرد طلب الخلع تحكم لها المحكمة دون أن تسألها لماذا تطلبين الخلع وربما لو كان الزوج يدرك أمور دينه جيدا لأوقع بها الطلاق قبل أن تخطو خطوة واحدة فى طريق المحاكم.


صديق لى قرأ معى الخبر وعلّق بقوله: كل ذلك بسبب قوانين الأسرة والأحوال الشخصية والتى تجعل من مشوار الانفصال فى حالات كثيرة بداية الدمار خاصة للرجل وضياع أجيال ما كانت تستحق ما تعايشه من تسلط أم أو جبروت أب.


قلت أتصور لا علاقة للقوانين بما نحن فيه، فهناك قضايا يدفع فيها الرجل ثمنا غاليا سواء من ماله أو استقراره النفسي، أمامه امرأة متجبرة إذا خلعت ثوب النبل والحياء تمكنت فعلى الدنيا السلام.


وفى المقابل هناك الرجل الذى يتيه متجبرا ومستبدا بامرأة هى أم أولاده ويمنعها حياؤها ودينها عن التنكيل به «وجرجرته» فى المحاكم، بل تحاول ان ترسم فى ذهن أولادها عنه صورة وردية رغم انه غير مستحقها.


لا قوانين بتظلم ولا قوانين بتنصف طالما لم يراع الطرفان «الخصمان» تقوى الله.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة