قادة الدول الخليجية والعربية والإسلامية يتصارحون ويتشاورون لمواجه التدخلات الإيرانية 
قادة الدول الخليجية والعربية والإسلامية يتصارحون ويتشاورون لمواجه التدخلات الإيرانية 


قادة الدول الخليجية والعربية يتشاورون لمواجهة التدخلات الإيرانية 

حازم الشرقاوي

الإثنين، 27 مايو 2019 - 01:43 م

تستضيف مكة المكرمة ثلاثة قمم خليجية وعربية وإسلامية ليلتي ٢٦ و٢٧ من شهر رمضان المبارك ويترأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزير بحضور قادة الدول العربية والإسلامية.

 

وقد أكد مجلس الوزراء السعودي في اجتماعه مساء الثلاثاء الماضي، أن توجيه خادم الحرمين الشريفين الدعوة لعقد قمتين خليجية وعربية طارئتين وذلك تجسيداً لحرصه على التشاور والتنسيق مع الدول الشقيقة في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، خاصة بعد تصرفات النظام الإيراني ووكلائه العدوانية في المنطقة، وتداعياتها الخطيرة على السلم والأمن الإقليمي والدولي، وعلى إمدادات واستقرار أسواق النفط العالمية.

 

وتؤكد السعودية على السلام في المنطقة وأنها لا تسعى إلى غير ذلك، وستفعل ما في وسعها لمنع قيام أي حرب، وأن يدها دائماً ممتدة للسلم, وتسعى لتحقيقه وترى أن من حق شعوب المنطقة بما فيها الشعب الإيراني أن تعيش في أمن واستقرار وأن تنصرف إلى تحقيق التنمية.

 

هذا وقد وافقت السعودية وعدد من دول مجلس التعاون الخليجي الاسبوع الماضي ، على طلب من الولايات المتحدة لإعادة انتشار قواتها العسكرية في مياه الخليج العربي، وعلى أراضي دول خليجية.

 

و قال د محمد آل زلفة عضو مجلس الشورى السعودي الاسبق إن المملكة من مكانة مسؤلياتها تجاه امن الخليج وامن العالم العربي دعت الي عقد هاتين القمتين في مكة المكرمة لكي تضع الزعماء العرب في الصورة الكاملة لما تواجهه الامة من تهديد لامنها القومي من قبل ايران وغيرها من القوي الاقليمية التي كشفت عن نواياها العدوانية تجاه العالم العربي وحولت بلاده الي ساحات حرب منها ماهي مباشرة مثل ما تقوم به ايران وتركيا واسرائل ومنها ماهو بالوكالة مثل ما تقوم به اذرع ايران في لبنان والعراق واليمن وسوريا هذه الحروب المعلنة ضد وطننا العربي وكيف ما يملي علينا واجبنا كزعماء عرب التصدي صفا واحدا لهذه التحديات ووضع حدا لها.

 

وأوضح أن هذه التحديات التي اشغلت امتنا العربية علي مدي أربعين سنة عن التفرغ لما يتوجب القيام به تجاه شعوبنا في مجالات التنمية الشاملة لان اعداء امتنا لايريدون لامتنا ان تنهض وان ايران تهدد مصادر مواردنا الطبيعية والحيوية وهي مصادر قوتنا في البناء وقوة ضغط علي المجتمع الدولي الذي يعتمد علي ما يزيد عن اربعين في المئة من موارد الطاقة من بلادنا وهو سلاح مهم في ايدي العرب واضاف ان ايران تستثمر قضية العرب الاولي قضية فلسطين وهي غير صادقة اطلاقا والموسف ان هناك من العرب بما فيهم بعض الفلسطينين انطلت عليهم هذه الكذبة الايرانية كل هذه القضايا ستكون علي جدول القمتين التي ستكون قمة مصارحة عربية لا مواربة بعد اليوم لان مستقبل الامة العربية علي المحك اما ان نكون اولا نكون.

 

فيما قال د. أحمد الركبان الأكاديمي والخبير السياسي السعودي، إن القمة تعقد في مكان وزمان مهمين في مكة المكرمة وفِي العشر الأواخر من رمضان وتأتي في ظل تطور الإرضاع في الخليج واستمرار التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية وبخاصة الدول المحبطة بالدول الخليجية في العراق ولبنان واليمن وسوريا، وتحريك أدواتها الحوثية وغيرها لمحاولة النيل من استقرار المملكة والدول الخليجية، كما ان هناك حالة عدم استقرار في ليبيا والجزائر السودان.

 

وأكد أن هذه القمم التي يرأسها خادم الخرمين تهدف الى الالتفاف الجماعي في مواجهة التدخلات الإيرانية التي تتدخل في شؤون الدول العربية والإسلامية.

 

وأضاف أن هناك تهديدات قوية من امريكا لضرب ايران هناك حاجة لاتفاق الدول الاسلامية والعربية حول هذا الامر وقال ان المملكة دولك لا ترغب الحرب الا اذا تجاوزت ايران التي لها خطط واعتقادات قديمة بانها ستتحكم في المنطقة، ووشدد على أهمية ايقاف ايران عن مشروعها التوسعي وامتلاك السلاح النووي.

 

وتابع: يجب أخذ القمم بحساسية التاريخ والأيام ورغبة الإيرانيين في تكوين مشروعهم، واشار الى أهمية تحالف الدول الاسلامية الذي تشكل في الرياض.

 

فيما قال سليمان العقيلي عضو الجمعية السعودية للعلوم السياسية، إن دعوة خادم الحرمين الشريفين الى قمم مكة الثلاث تأتي في وقت دقيق وعصيب تواجه فيه المنطقة اخطار اندلاع حروب اقليمية ، بسبب تهورات السياسة الايرانية و نشرها للارهاب في المنطقة و تكوينها للمليشيات العابرة للحدود ، واستخدامها في حروب بالوكالة ؛ و قد أدت هذه السياسة الى تصعيد الموقف الامني الى حافة الهاوية مما يهدد بحرب شاملة .

 

وأضاف أن الملك سلمان بدعوته اشقائه قادة الدول الخليجية والعربية والإسلامية يريد أن يضع الأمة أمام الصورة الحقيقية للاخطار بعد ما وصلت السياسات الايرانية الى تهديد امدادات الطاقة العالمية .

 

وأوضح أنه في ظل هذه التحديات والتهديدات تأمل المملكة العربية السعودية بموقف موحد للامة تجاه الوضع الراهن، لأنه لا يمكن والمنطقة تتعرض لمثل هذه الظروف أن لا يجتمع قادة الأمة، ويحددون سياسة حكيمة تردع المغامرين عن مغامراتهم و تقلص فرص الحرب، وتضغط على اولئك المراهنين على سياسة المواجهة خدمة للمشروعات التوسعية التي تلغي الحدود والسيادة العربية .

 

ويرى العقيلي أن القمم ستتوصل الى نتائج جيدة بقرارات تدافع عن أمن الديار المقدسة وعن الامن القومي العربي وعن مصالح الأمة الاسلامية التي تنبذ الطائفية والتطرف الديني و الأعمال الارهابية ، كما تندد بنفس الوقت بالأعمال العدائية ضد المصالح العربية والاسلامية التي يجري التعرض لها لدوافع الجشع السياسي .

 

هذا وقد وصفت وسائل الإعلام السعودية أن حكام طهران لم يستوعبوا الدرس جيدا حتى هذه اللحظة، خصوصا فما يتعلق بعقلية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غير القابلة للتوقع بأي حال من الأحوال، وقالت ما خرج من رئيس النظام الإيراني حسن روحاني بإعلانه أن ترامب قد تراجع عن تهديداته بعد أن رأى وحدة الأمة الإيرانية، بحسب زعمه، إنما يعكس أن عقليات ملالي قم لاتزال تعيش في الماضي السحيق، فأين هي وحدة الأمة المزعومة التي تنوء تحت أمراض الفقر والجوع والمرض بسبب سياسات حكامها الاستفزازية، وتمويلهم للمرتزقة ومليشيات الإرهاب في سورية والعراق واليمن ولبنان.

 

وأكدت أن الميليشيات الحوثية تحولت إلى دمية مطواعة بيد الحرس الثوري الإيراني هو قول لا يجانبه الخطأ والأدلة واضحة تتجلى في سلسلة الاعتداءات الغاشمة التي تمارسها تلك الميليشيات، فتخريب السفن في عرض المياه الإقليمية لدولة الإمارات ومن بينها سفينتان سعوديتان جاء بإيعاز من ذلك الحرس، والاعتداء الحوثي على مضخات النفط بالدوادمي وعفيف جاء بإيعاز من ذلك الحرس الإيراني، وشن الاعتداءات المتكررة بالصواريخ الباليستية الإيرانية الصنع على أراضي المملكة هو بإيعاز من ذلك الحرس بما يدل على أن تلك الميليشيات تتلقى أوامرها من النظام الإيراني فتبعيتها له لم تعد خافية على الشعب اليمني الذي مني بجور تلك الميليشيات وتعسفها وتجاوزاتها، فسائر العمليات الإرهابية التي يمارسها الحوثيون إنما هي مرتبطة بشكل عضوي ومباشر بالنظام الإيراني الغاشم.

 

وتنتظر الشعوب الخليجية والعربية والإسلامية يومي الخميس والجمعة المقبلين لمعرفة تتائج هذه القمم الثلاثة التي تعقد في توقيت حساس والخليج العربي ملتهب تتحرك فيه القطع البحرية والعسكرية وحاملات الطائرات والمستشفى البحري فضلا عن القواعد العسكرية الامريكية على بعض الاراضي الخليجية تنتظر ساعة الصفر سواء كان بالضرب المباشر او الوقوف لردع النظام الإيراني والحد من تهديداته لدول المنطقة والتزامه بذلك.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة