خالد ميري
خالد ميري


نبض السطور

خالد ميري يكتب من مكة المكرمة: هو البنيان المرصوص

خالد ميري

السبت، 01 يونيو 2019 - 10:57 م

 

الرسالة الأهم التى خرجت من قمم ليلة القدر بمكة المكرمة أن العرب والمسلمين يد واحدة، نعم، صف واحد كالبنيان المرصوص فى مواجهة تهديدات خطيرة وغير مسبوقة للأمن القومى العربى وللدول الإسلامية.

كلمات زعيم مصر الرئيس عبد الفتاح السيسى أمام القمتين العربية والإسلامية كانت واضحة وبعلم الوصول للقاصى والدانى، بتأكيده على وجود تهديد خطير غير مسبوق للأمن القومى العربى، وأن أمن الخليج ركيزة أساسية للأمن القومى العربى والمصرى، وأننا نواجه التهديدات بحزم لا يفرط فى الأمن وبحكمة تحتوى التوتر، فنحن دعاة سلام لكننا لم ولن نقبل أى مساس بأمننا.. كما كان زعيم مصر واضحا فى كلماته بأن فلسطين هى قضيتنا الأولى وأصل كل القضايا بالمنطقة وأننا لن نقبل إلا بالحل العادل والشامل لها، وبتأكيده على أهمية التوحد فى مواجهة الإرهاب والتطرف، وعدم السكوت على خطاب التمييز والكراهية ضد المسلمين، وتفعيل التعاون العربى والإسلامى لحل كل قضايانا والدفاع عنها.. كلمات لامست قلوب كل عربى ومسلم وهى تضع العلاج الناجح لكل قضايانا ومشاكلنا وأن علينا أن نقوم بدورنا جنبا إلى جنب مع قيام المجتمع الدولى بدوره كاملا.

 نتائج القمتين العربية والخليجية الطارئتين والقمة الإسلامية العادية أكدت بشكل واضح على هذه الرسائل، بالتضامن الكامل مع السعودية والإمارات فى مواجهة التدخلات الإيرانية بشكل مباشر أو عبر ذراعها الحوثى بما يهدد أمن الأشقاء.. والتأكيد أن يد العرب والمسلمين ممدودة بالسلام والتعاون لمن يحترم حسن الجوار، وأن على إيران احترام القانون الدولى لتجنيب المنطقة ويلات الحرب، ما قامت به إيران والحوثيون هو عمل إرهابى عدائى صريح، سواء باستهداف الأراضى السعودية ومحطات النفط أو استهداف السفن الإماراتية فى الخليج، والعرب والمسلمون لن يتهاونوا مع هذا التهديد الصريح للأمن القومى، يدنا ممدودة بالسلام ولكن على إيران وأذرعها احترام هذا الخيار، لأنهم إذا أصروا على طريق الإرهاب والندامة فلن يلوموا إلا أنفسهم.

كما كانت القضية الفلسطينية فى عقل وقلب جلسات العمل والمباحثات، هى قضية العرب والمسلمين المركزية والسبب الحقيقى لأزمات وقضايا المنطقة، والعرب والمسلمون لن يقبلوا إلا بحل يحترم الشرعية الدولية، بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، مع إنهاء الاحتلال الإسرائيلى للجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية، كما أكدت الدول العربية والإسلامية على أهمية الحل السياسى لقضايا ليبيا وسوريا واليمن، وسرعة استقرار الأوضاع بشكل كامل فى الجزائر والسودان.

رسائل القمم الثلاث فى العشر الأواخر من رمضان ومن أطهر بقاع الأرض مكة المكرمة كانت بعلم الوصول للقريب والبعيد، يدنا ممدودة بالسلام ولكننا لم ولن نقبل أى تهديد لدولنا وشعوبنا ومصالحنا، ومشاكل وقضايا المنطقة نحن قادرون على حلها سياسيًا بعيدًا عن أى تدخل خارجى، والمواجهة الناجحة للإرهاب والتطرف تستوجب توحدنا جميعا للقضاء على مصادر التمويل ونشر الأفكار وتجنيد الشباب، كما أننا نقف صفا واحدا فى مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا وخطاب التحريض والكراهية ضد المسلمين.
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز كان حريصًا على أن تستضيف مكة المكرمة القمم الثلاث فى هذه الأيام المباركة، وهى رسالة حكيمة أكدت على وحدة العرب والمسلمين فى مواجهة جميع الأخطار ولبناء المستقبل الأفضل الذى تستحقه شعوبنا.

من أمام الكعبة المشرفة دعواتنا لجميع المسلمين بأن يتقبل الله الدعاء والصلاة والصيام والقيام، وأن يحفظ علينا أمننا وسلامنا ووحدة أمتنا، وأن يرزقنا الستر والصحة والعافية وراحة البال.
 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة