الإثنين، 03 يونيو 2019 - 02:42 ص

بخطواته الصغيرة ووجهه الضحوك، استطاع الطفل الكفيف أحمد حشيش ذو الـ9 سنوات، أن يأسر قلوب حضور حفل ليلة القدر السنوي، فقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي رأسه، وبكى الحضور تأثرًا به.

وفي حديث لـ«بوابة أخبار اليوم»، قال والد «حشيش» إن فقدانه للبصر اكتشفوه بعد أشهر من ولادته، ووجدوا أن لديه ضمور في العصب، لافتًا إلى أنه حاول سنوات طويلة إيجاد علاج متوجهًا به شرقًا وغربًا ومن محافظة إلى أخرى ومرسلًا حالته الصحية إلى العديد من المراكز الدولية، دون جديد.

وأضاف أن وقوفه اليوم أمام الرئيس السيسي، جعله في حالة من السعادة من الصعب وصفها، قائلا: «ابني النهاردة حسسني بالفخر والفرحة»، وأكد لي أنه استحق تعب أعوام طويلة تركت فيها كل شيء للتفرغ له.

وعن بداية حفظ أحمد حشيش للقرآن الكريم، قال والده إنه لاحظ على أحمد وهو في الرابعة من عمره حبه للاستماع إلى قنوات القرآن الكريم والترديد خلف القراء، فحفظ القرآن خلال عام واحد فقط وانتهى منه في الخامسة من عمره، ثم راجعه مع أحد الشيوخ وبعدها إلتحق بمعهد القراءات.

ولفت إلى أن موهبة «أحمد» مختلفة تمامًا، حيث يحفظ المصحف كاملا بعشر قراءات، بعدد آيات السور، وآيات الأحزاب، وعدد آيات الأجزاء، بمتشابهات القرآن الكاملة وتمرس فيها، كما أنه يتمكن من التقليد بشكل فائق، ومن أبرز من يقلدهم الشيخ محمود خليل الحصري، والشيخ محمد صديق المنشاوي، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد.

وعن حياة أحمد، قال والده إنه خفيف الظل ودائمًا ما يخلق أجواء من البهجة في المنزل، ويعيش كأي شخص طبيعي، فيتعامل مع الكمبيوتر وكأنه يراه وينمي نفسه ويطورها، متمنيًا أن يصبح قارئًا شهيرًا عندما يكبر.

ولفت إلى أنه كان يعمل محاسبًا، ثم قدم على معاش مبكر للتفرغ لأحمد بالكامل، ومن 3 سنوات وحتى الآن حياته كلها لنجله فيذهب به إلى المعهد الأزهري، أو لأحد الشيوخ، أو يقرأ معه أحد كتب القراءات.

وأضاف أن أحمد خلال شهر رمضان، يسخر كل وقته للقرآن الكريم سواء مراجعته أو مراجعة المتون، أو التركيز على قواعد التجويد، مشيرًا إلى أنها المرة الثانية التي يُكرم فيها نجله من رئيس الجمهورية، حيث تم تكريمه عام 2015 كأصغر حافظ قرآن.

وفي ختام حديثه لـ«بوابة أخبار اليوم»، ذكر أن أمنية ابنه هو أداء مناسك الحج أو العمرة برفقة والديه، وكان يود إخبار الرئيس السيسي عن أمنيته خلال حفل ليلة القدر إلا أنه شعر بالحرج، موجهًا له الشكر على دعمه تكريمه وحرصه على خدمة أهل القرآن الكريم.

ووجه والد الطفل الشكر أيضًا إلى وزير الأوقاف على جهده المستمر في دعم المواهب والمتميزين في حفظ القرآن الكريم وتسليط الضوء عليهم ومتابعتهم وتشجيعهم.