صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


بعد قرار منع استخدام «العادية» وتعميم «ذاتية التدمير».. وداعاً «سرنجات الموت»!

لمياء متولي

الأربعاء، 05 يونيو 2019 - 04:17 ص

 

- نستهلك 2 مليار سنويا.. ووقف استخدامها يحافظ على مكتسبات مبادرة «١٠٠ مليون صحة»
- المواطنون: خطر كبير على صحتنا.. وتكبد الدولة مليارات الجنيهات لعلاج الأمراض المزمنة


خطوة جيدة ، قرار جرىء، هدفه حماية مكتسبات مبادرة «١٠٠ مليون صحة» التى ساهمت بشكل كبير فى القضاء على فيروس سى ومحاصرة انتشاره ، ففى الوقت الذى يحاول الرئيس بقدر الإمكان حماية صحة المصريين والقضاء على الأمراض المزمنة للمصريين، كان هناك باب صغير لايزال مفتوحا يسمح بإصابة المصريين بفيروس سى والأمراص المتوطنة، لكن قرار وزارة الصحة مؤخرا بوقف استخدام السرنجات العادية، بداية من منتصف شهر يونيو 2020؛ واستخدام السرنجات ذاتية التدمير، ليكون هذا القرار فصلا من أهم فصول القضاء على فيروس سى، ولمنع انتشار أى أمراض معدية.

 

خاصة أن إحصائيات وزارة الصحة أكدت أننا نستهلك حوالى مليارى سرنجة سنويا، وأن نسبة إعادة استخدام الحقن مرة ثانية مرتفعة نسبياً بالمقارنة بالدول الأخرى، كما أن نسبة العدوى عن طريق الوخز بالحقن مرتفعة كذلك ، وقدّرت دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية فى 2014، إصابة 1.7 مليون شخص بعدوى فيروس بي، وإصابة 315 ألف شخص بفيروس سى، و33800 حالة بالإيدز عالمياً بسبب استخدام السرنجات غير الآمنة.


وهو ما جعل السرنجات خطر داهم يهدد المصريين بل والعالم اجمع.. «الأخبار» تناقش تداعيات قرار ايقاف استخدامها والاعتماد على ذاتية التدمير ، وقامت بجولة داخل الصيدليات واستطلاع آراء المواطنين والأطباء من أجل نشر الوعى والسعى لتقليل خطورة التعرض للأمراض المعدية.

فى بداية الجولة ، التقينا د. فادى بباوى صاحب صيدلية بشارع باب اللوق فذكر أن البلاستيك بوجه عام قد تم منعه فى بلاد العالم لأنه يعد من المواد المسرطنة وأصبح الاتجاه السائد بوجه عام هو الاعتماد على الزجاج فى كافة التعاملات الصحية او الطبية ، وعلى الرغم من ذلك فإن شركات الأدوية التى تتعامل مع مصر ودول الشرق الأوسط مازالت تستخدم زجاجات العلاج البلاستيك او المكاييل البلاستيكية لإعطاء الدواء وهو ما يعد فى غاية الخطورة ولابد من النظر فى تعديله ووضع الزجاج بديلا له وبذلك سيكون أكثر صحة وأفضل فى الاستخدام.


وأشار إلى أن ذلك ينطبق أيضا على السرنجات بوجه عام حيث إن استخدامها بخامات بلاستيكية يعد خطرا على صحة المواطنين سواء كانت للأطفال أو للكبار حيث إن خامة البلاستيك تعد من المواد المسببة للسرطانات ولذلك تم إلغاء التعامل به بل وتجريم استخدامه دوليا منذ سنوات لأنه ثبت بالأبحاث والدراسات أن أضراره تفوق نفعه عشرات المرات.


وأشار إلى أن هناك عددا كبيرا من الأمهات والآباء يسيئون استخدام سرنجات الأطفال حيث انها قد تعطى الطفل الدواء ثم تعاود إعطاء شقيقه بها أو معاودة اعطاء نفس الطفل بنفس السرنجة دون تعقيمها، وهو ما يعنى نقل الفيروس له مرة اخرى نتيجة استخدام نفس السرنجة ويجعلها داخل دائرة مفرغة لا تستطيع الخروج منها وتعانى معاناه شديدة فى شفاء الطفل.


وأكد انه يتمنى أن يتم تعميم استخدام الزجاج فى مصر فى مختلف نواحى الحياة سواء فى تخزين الأطعمة أو فى الدواء أو حتى الأكياس البلاستيكية الخفيفة التى يتم التبضع بها فى الأسواق سيقى المواطنين من الكثير من الأمراض بالإضافة إلى المحافظة على البيئة من التلوث وكافة المخلفات التى نواجه صعوبة كبيرة فى إعادة تدويرها او استخدامها مرة أخرى.


استخدام شخصى
ومن جانبه أشار د. مينا مجدى إلى أن طريقة استخدام السرنجات تلعب دورا كبيرا فى نقل الأمراض ، حيث إنها معقمة ومن المفترض ان تستخدم لمرة واحدة ، كما أنها مصممة للاستخدام الشخصى ولا يجوز استخدامها لأكثر من شخص.


وأوضح ان رخص ثمنها الذى لا يتعدى الجنيهين يؤكد أنها محدودة المدة ويجب على كل أم وأب أن يحرصا على عدم استعمالها مرة اخرى او تكرار اعطاء الطفل بها بعد ان تنتهى مدة الدواء، واذا تم استخدامها للكبار ايضا فلابد من استخدامها مرة واحدة ثم التخلص منها بشكل صحيح وآمن.


وأكد ان الصيدليات لديها علم بأن السرنجات سيتم إلغاء التعامل بها ونزول بدائل أقل خطورة على الأطفال ولكنها لم تظهر فى السوق بعد، كما ان السحب عال على السرنجات الحالية نظرا لسهولة استخدامها مع الأطفال الرضع بالإضافة إلى رخص ثمنها، ولكنه ينصح بتعقيمها او استخدامها لفترات وجيزة فقط حتى نحمى اطفالنا من الأمراض.


وفى نفس السياق يقول د.مايكل ميلاد ان السرنجات المخصصة لحقن العضل تختلف عن سرنجات الفم حيث ان سرنجات العضل استخدامها يكون مرة واحدة فقط لاغير حتى وإن كان هناك حاجة لإعطاء جرعة اخرى من دواء اخر فيتم فتح سرنجة جديدة، وهذا مايتم عمله فى جميع الصيدليات والعيادات وأن ذلك يعتبر من اساسيات المهنة وشروط السلامة والأمان للمريض.


وأضاف ان سعرها الذى لا يتعدى الـ2جنيه هو ما يجعلها مقلقة بالنسبة للمستهلكين ويجعلهم يلجأون إلى استخدامها فى أضيق الحدود كما ان استخدامها للطفل وإخوته ايضا يعد من اخطر الافعال التى تنقل الامراض ، كما ان الطباعة الموجودة على سطح السرنجة سواء كانت للعضل او للفم قد تسقط فى السائل الذى يتم إعطاؤه للمريض ولذلك ينصح بملاحظة الطباعة وإذا بدأت فى التلاشى لابد من التوقف عن استخدامها فورا ، لتجنب سقوط مواد سامة مع الدواء فى فم الطفل.


وفى الوقت الذى تبذل فيه الدولة قصارى جهدها للقضاء على فيروس سى والأمراض الأكثر خطورة وانتشارا بين المواطنين،فإن الحملات والمبادرات قد أتت ثمارها بزيادة الوعى لدى المواطن خاصة فى النواحى الطبية وفى كل ما يخص الصحة وذلك من خلال زيادة المعرفة والأضرار والأعراض الخاصة بكل مرض.. «الأخبار» قامت برصد آراء المواطنين حول أضرار إعادة استخدام السرنجات وعواقبها.


فيقول إبراهيم عبد الخالق موظف إن اعادة استخدام السرنجات مرة أخرى هى باب مفتوح للعديد من الكوارث والأمراض وذلك يكثر بشدة فى المحافظات والأقاليم عن العاصمة،ولذلك نجد أن نسب انتشار الأمراض مثل الوباء الكبدى والملاريا وأمراض أخرى ترتفع نسبها فى الأماكن العشوائية والتى يكون بها كثافة سكانية عالية وتحتاج إلى نزول قوافل وبعثات إلى مثل هذه الأماكن من اجل زيادة الوعى والتحذير من اضرار استخدام الحقن مرة أخرى.


تعقيم منزلى
وتضيف وفاء سيد موظفة: لم أكن على علم بأن السرنجات تستخدم مرة أخرى إلا من خلال تجربة شخصية مع خادمة شقيقتى والتى توفيت بسبب اصابتها بالفشل الكلوى بسبب حقنها بسرنجة تم استخدامها عدة مرات،و هذا ما عرفته بعد ذلك وهوأن مثل هذه العقليات والتى ليس لديها الوعى الكافى أو الوعى بهذه الأضرار يقومون باستخدام السرنجة عدة مرات ويكتفون بمجرد غسلها بالماء وحفظها داخل الثلاجة وهذا من وجهة نظرهم عملية تعقيم فى حين ان ذلك كارثة كبيرة.


حملات توعية
ويقول هانى عبد اللطيف انه لابد من وقفة جادة حتى يتم التخلص من هذه الظاهرة نهائيا خاصة،وعلى جميع الجهات المسئولة من اعلام ووزارة الصحة وغيرها القيام بحملات توعية للمواطنين مكثفة لتعريفهم بأضرار إعادة استخدام الحقن من خلال حملات مسموعة ومرئية ومن خلال نزول مندوبين من وزارة الصحة إلى المحافظات من أجل تعريفهم بخطورة ذلك.


ويؤكد أن الامر سيحتاج إلى مجهودات مكثفة بالإضافة إلى بعض الوقت حتى نقنع هذه الفئة بعدم تكارا مثل هذه الجرائم الصحية والتى قد تصل بالبعض إلى حالات الوفاة أو الإصابة بامراض خطيرة مدى الحياة.


تكلفة العلاج
وتؤكد ماجدة مصطفى أن العقليات التى تقوم بمثل هذه الجريمة تنقسم إلى فئتين الأولى هى فئة ليس لديها ضمير وبالنسبة لها مثل ذها النوع من الغش التجارى لا يعنى لها شيئا ولكنها تنظر إلى المكسب المادى وتحقيق الربح فقط، وهذا يحتاج إلى تفتيش دائم من وزارة الصحة خاصة فى الوحدات الصحية فى المناطق الريفية والعشوائية.


وتشير: أما الشريحة الثانية فهى تتجسد فى شريحة مجتمعية لم تنل حظا وافرا من التعليم وبالتالى فالثقافة الصحية لديها محدودة وذلك ما يجعل مثل هذه الطبقة تقوم بإعادة الاستخدام والإصابة بالأمراض.،و ذلك يكلف الدولة ملايين طائلة فى علاج هذه الحالات بدلا من الاستفادة بها فى قطاع آخر.


أكد الدكتور أحمد نجاتى استشارى الجهاز الهضمى والحميات والأمراض المستوطنة ان استخدام السرنجات اكثر من مرة يؤدى إلى انتشار امراض خطيرة نحن فى غنى عنها وأغلبها مرتبط بالدم وسريانه داخل جسم الانسان.. ويضيف الدكتور نجاتى ان فيروسى « سى وبى» من اكثر الفيروسات التى تصيب الانسان جراء استخدام السرنجة اكثر من مره سواء فى نفس الجسم او استخدامها فى اجسام مختلفة.

وعن السرنجات ذاتية التدمير التى تستخدم مرة واحدة يقول استشارى الأمراض المستوطنة انها اصح بكثير من السرنجات «العادية» لأنه بمجرد استخدامها مرة واحدة تنفجر ولا يجوز استعمالها مرة اخرى وبالتالى ستحمى مئات الآلاف من الأسر المصرية وخاصة الأطفال من التعرض للأمراض الكبدية منذ نعومة أظفارهم.


وفى نهاية حديثه قال الدكتور احمد نجاتى استشارى الأمراض المستوطنة والجهاز الهضمى إننا يوميا نرى معدومى الضمير فى المناطق الشعبية والنائية يستخدمون الإبرة اكثر من مرة وبذلك يفتحون أبوابا من الأمراض التى لا حصر لها لذلك ستكون الإبر ذاتية التدمير هى الحل الأمثل لغلق هذا الباب وحماية صحة الشعب بكافة اطيافه.


وعاء ناقل للوباء
«السرنجات والإبر العادية عبارة عن وباء متنقل من شخص لآخر».. بهذه الكلمات بدأ الدكتور محمود فؤاد المدير التنفيذى للمركز المصرى للحق فى الدواء حديثه عن ما يسببه استخدام نفس الإبرة أكثر من مرة من انتشار كبير للأوبئة والامراض الكبدية التى نسمع عنها تلك الفترة.. وضرب الدكتور فؤاد مثلا بحقن «الطرطير» التى كانت تستخدم فى الفترات السابقة لحقن اى شخص يصاب بالبلهارسيا وكانت الإبرة المستخدمة فى هذه الحقنة يتم حقن عشرات الأشخاص بها فأدت إلى انتشار امراض كبدية كثيرة منها «فيروس سى» وامراض الإيدز التى انتشرت فى شتى المناطق النائية والقرى والنجوع فى الصعيد.

 

أما عن الإبر ذاتية التدمير فيقول إنه مشروع قومى يتبناه الرئيس عبد الفتاح السيسى وستشهده مصر فى ٢٠٢٠ وسيكون بمثابة المنقذ من كافة الأمراض الكبدية التى سببها الأول السرنجات العادية وستمنع انتشار اى مرض وعلى رأسه « فيروس سى « لأنها لا يمكن استخدامها سوى مرة واحدة فقط وتنفجر ذاتيا بمجرد استخدامها ، كما ان وقف استخدامها يحمى المصريين من فتك الأمراض المعدية لاستكمال مسيرة «100مليون صحة».


ذاتية التدمير
ومن جانبه يقول د. محمود محيى استشارى الجراحة العامة إن الإبر ذاتية التدمير ستكون الحل الوحيد للخروج من عالم الأمراض الكبدية والأوبئة المفاجئة التى تطرأ على مجتمعنا لأنه لا يمكن استخدامها سوى مرة واحدة وبالتالى نمو وانتقال وانتشار اى فيروس من شخص لآخر.. ويضيف استشارى الجراحة العامة أن السوق المصرى يعانى من السرنجات والإبر العادية لأن هناك الآلاف من الجهلاء يستخدمونها اكثر مرة لأكثر من شخص وتكون النتيجة النهائية هو انتشار فيروس سى فى الآونة الأخيرة بشكل مخيف ومعه الإيدز وكافة الأمراض الكبدية.. وسيكون المشروع القومى الخاص بالإبر ذاتية التدمير والذى وجه الرئيس السيسى بتنفيذه سيعود بالنفع على كافة المرضى.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة