«الجريشة والفسفور البارد والكشري».. أهم أطباق «السوايسة» في العيد
«الجريشة والفسفور البارد والكشري».. أهم أطباق «السوايسة» في العيد


صور|«الجريشة والفسفور البارد والكشري».. أهم أطباق «السوايسة» في العيد

حسام صالح

الخميس، 06 يونيو 2019 - 01:18 ص

كونها جارة للخليج الذي يحمل اسمها، فقد تأثرت السويس كثيرا وتأثر سكانها في المدينة التي يقع جنوبها على امتداد ساحل خليج السويس، وترك ذلك علامات واضحة في تقاليد وعادات سكانها وحتى أسلوب التغذية المتبع.

 

في السويس البلد الذي يعتبر الصيد من أقدم الحرف فيه، يحرص السوايسة على تناول المأكولات البحرية المجففة وما يتكون من رخويات داخل المحار، ويجاوره طبق من الكشري الأصفر أو الأرز.


 
ويقول رمضان عبد الجابر، 58 سنة، إن السوايسة يفضلون الكشري وهو خليط من العدس الأصفر والأرز مع طبق الرنجة المتبلة بالليمون والطحينة والمقطعة إلى أجزاء صغيرة، وبجوارهما طبق الباذنجان والفلفل المقلي المتبل بالليمون والثوم، فالمائدة تضم الثلاثة أطباق فقط.

مأكولات جافة 

ويتحدث شوقي علي، تاجر أسماك، ويقول إن عيد الفطر في السويس يمثل موسم عودة المأكولات البحرية الجافة، بعد انقطاع في شهر رمضان، ويضيف أن الإقبال يزداد بعد رمضان باعتبارها فاكهة البحر. 

 

وأشار علي شوقي، إلى أن قائمة المأكولات البحرية الجافة والتي تستخرج من المحار طويلة، لكن يحتل الصرمباء بطعمه ذو الملح الخفيف رأس القائمة، كما أنه يؤكل جافا أو طازجا في الطعام وشوربة فواكة البحر. 

 

واستطرد تاجر الأسماك، أن المواطنين يقبلون على شراء طعام البحر المجفف في العيد ويتناولونها كتسالي وحدها أو مع سمك الحريد المجفف، أو ما يسميه البعض سمك " بكالا"، وذلك بعد وضعه في الماء ليصبح أطري ورطب، أو يتم تقطيعه ويتناوله السوايسة مع الكشري الأصفر.
 
فسفور بارد 

ولفت "شوقي" أن سعر قطعة الصرمباء يتراوح بين 15 إلى 30 جنيها حسب الحجم، وتباع جافة، أما صدفه البُصر وهي أكبر المحارات بخليج السويس، وأكثرها لحم، فتطهى سواء لإعداد طبق شوربة، أو طاجن أو في الملوخية، أو تقدم بارده بعد سلقها وذلك حال كانت طازجة، غير مجففه.

أما محارات اللوجز والسريديا وبلح البحر والبكلويز، فيتم اعدادها وتؤكل بعد سلقها وتنظيفها، ويطلق عليها الفسفور البارد، وتصبح جاهزة للأكل بعد الليمون والتوابل عليها وتكون طبق رئيس على المائدة، وتقدم معها سلطات.

الجريشة
 
تنتشر قبائل العربان غرب السويس، وجنوبها وتختلف عادات استقبال عيد في المجتمع البدوي إذ يركنون إلى الوجبات الدسمة، ويفضلون الابتعاد عن الأسماك المملحة بأنواعها أو المأكولات البحرية.
 
ويقول الشيخ محمد خضير شيخ قبيلة العمارين، إن هناك طقوسا خاصة للاحتفال بأول أيام عيد الفطر، موضحا أنه رغم الاختلاط بعادات أهل الحضر، لكن هناك عادات لم تتغير، وأول تلك العادات التجمع للصلاة في الساحات المخصصة، بالقرى التي يتواجد فيها أبناء القبيلة.
 
ويشير الشيخ خضير، إلى أن العربان عقب الصلاة يتوجه الاهالى في مجموعات إلى "المجعد" الأقرب لهم، وهو غرفة الضيافة الملحقة بالمنزل وتضم جلسة عربي ومقاعدها منبسطة على الأرض، ويقدمون التهنئة لصاحب المنزل الأقرب ثم المنزل الذي ليله وهكذا يتبادل جميع الجيران الزيارات، ويخرج صاحب المنزل بعد العاشرة صباحا ويبادل جيرانه الزيارة، وبعد الظهر تبدأ زيارات الاهل ووصل الرحم.
 
أما الإفطار في أول أيام العيد فيكون دسم ومغذي بعد صيام شهر رمضان، ويقدم البدو وجبة " الجريشة " وهو قمح مدشوش ومحمر بالسمن البلدي، ويقدم معه " فته اللبن "، وهو خبز معجون بالسمن ويخرج من الفرن مقرمش ويكسر ويوضع في اللبن.
 

سباق الجمال 

وبعد الإفطار يتناول البدو شاي أحمر مُعد على الفحم، أو القهوة العربي وهى قهوه مطحونة مع الحبهان والتوابل العربية ويغلى في أبريق على النار ويقدم في أكواب صغيره مثله، ويمكن للضيف تناول ما شاء من الاكواب حسب رغبته.
 
وأوضح شيخ العمارين أن الشباب كانوا حتى السنوات الماضية يتسابقون صباح عيد الفطر بالجمال للتنافس بينهم، ويتنافسون في التحكم بالنوق والأبل والتي يعتبر العدو بها أصعب من الخيل، لعدم استقامة ظهرها فضلا عن طبيعة التكوين الجسماني للجمل.
 
وهناك لعبه أخرى كان يلعبها شباب البدو، وتتمثل في صنع عروسه من البوص وإلباسها فستان، ويتسابق الشباب وهم على الجمال في الحصول عليها لالتقاطها دون السقوط، إلا ان تلك العادات اندثرت في السويس، ولم يبق عليها إلا عدد محدود من البدو.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة