الجمعة، 07 يونيو 2019 - 07:34 م

لم تستطع الفتاة المراهقة تمييز مشاعر الحب الحقيقية أو المصطنعة، بعدما خرجت من شرنقة الطفولة وانتقلت إلى مرحلة الرشد وبلغت عامها الـ١٧ ، وقررت الاستقلالية وتملكتها رغبة في التخلص مما يقيدها والانسلاخ من محيط أسرتها كي تشعر بكيانها وذاتها، حيث نشأت بينها وبين أحد شباب فريتها علاقة عاطفية، وصلت إلى حد التولع به ولدرجة الهوس المرضي الذي راح ضحيته شقيقتيها الصغيرتان اللتان اكتشفتا علاقتها المشبوهة، واعتادتا تهديدها بفضح أمرها لوالديهن.

استلقت الفتاة المراهقة فوق سريرها تفسح للعواطف طريقا ينهمر كالشلال، يحكي حكاية حبها لفارس أحلامها وهو يستقل حصانه الأبيض، بينما هي ترتدي ثوب عرسها تأمل بفك أسرها من محيط العائلة والانفراد بشخصيتها، لكنها فوجئت بشقيقتيها الصغيرتين، واللتان بددتا أحلامها، وجعلاها تبدل ثياب الفرح والحلم برداء الأحزان والخوف والرعب، ذلك عندما نشبت بينهن مشادة كلامية، وهدداها بفضح أمرها، إن لم تكف عن مقابلة هذا الشاب، وإخبار والديهن بعلاقتها المشبوهة به.

ضاق صدرها بما احتبس فيه، وهب بداخلها عاصفة تقتلع من نفسها جذور الأمل وتطمس أحلامها، وبعينين طافحتين شرا كتمت غيظها نحوهما، وبصوت جهوري أجش وصرخة مكتومة يعصرها الغضب والغيظ توجهت إلى المطبخ وأمسكت سكين تراود مخيلتها بأنها ستفقد فارس أحلامها الذي كانت ستسعد به، وانقضت عليهنا كالوحش المفترس متناسية صغر سنهما وطفولتهما البريئة، وسددت لهنا عدة طعنات بأنحاء متفرقة من جسديهما، وسقطتا على الأرض كعصفور مذبوح تنتفضان لأعلى وأسفل من شدة الفزع والاضطراب.

وفي لمح البصر هداها شيطانها إلى حيلة معتقدة بأنها ستفلت من العقاب ولإبعاد الشبهة عنها، حيث قامت بإخفاء مبلغ من المال وبعثرة محتويات الشقة، ثم أطلقت صرخات مدوية كادت أن تشق حنجرتها تجمع على إثرها الجيران الذين سارعوا بنقل الشقيقتين إلى المستشفى، بعدما أخبرتهم بأن لصا اقتحم عليهن الشقة، وقام بسرقة المال وما أن شرعتا شقيقتها بالصراخ، قام بطعنهما، ولم تتمكن من حمايتهنا خوفا من أن يصيبها مكروه أيضا.

وبتوقيع الكشف الطبي، لفظت إحداهنا أنفاسها الأخيرة متأثرة بجراحها، وإيداع الشقيقة الأخرى بالعناية المركزة.

وجاءت تحريات المقدم أشرف ضيف رئيس مباحث مركز الزقازبق أن وراء الجريمة الشقيقة الكبرى، وفي يوم الحادث نشبت بين الشقيقات الثلاث مشادة كلامية، قامت خلالها الشقيقتين بتهديدها مرة أخرى وفضح أمرها وعلاقتها المشبوهة أمام والديهن، فاشتاطت منهما غيظا وانتابتها حالة هياج شديدة وأمسكت السكين وطعنتهنا عدة طعنات، وقامت بعد ذلك ببعثرة محتويات الشقة وإخفاء مبلغ من المال لإبعاد الشبهة عنها أثناء ذهاب والديهن في زيارة عائلية.

أحيلت الفتاة المراهقة إلى النيابة التي تولت التحقيقات بإشراف المستشار محمد القاضي المحامي العام لنيابات جنوب الشرقية، وصرحت بدفن جثة الشقيقة بعد العرض على الطب الشرعي.