منتجع الجلالة السياحى
منتجع الجلالة السياحى


«منتجع الجلالة».. عاصمة سياحية فـوق الجبـل

إيمان الخميسي- مؤمن عطالله

الجمعة، 07 يونيو 2019 - 11:34 م

 

منتجع الجلالة السياحى العالمى أحد أهم المشروعات القومية التى تنفذها الدولة، ويقام على مساحة ٥٠٠ فدان، ومن المتوقع أن يكون للمشروع مردود اقتصادي واستثماري كبير، ويحقق خطة الدولة في تنمية المناطق التى تتميز بطبيعة ساحرة.

ويعتبر منتجع الجلالة ثانى أكبر المشروعات العملاقة بعد العاصمة الإدارية الجديدة، وهو تجمع سياحى وترفيهى على أعلى المستويات العالمية، والمشروع حاليا أصبح واقعا على الأرض حيث يصل حجم الإنجاز لمعدلات كبيرة وفى مراحله النهائية.

كل من يمر على طريق العين السخنة باتجاه البحر الأحمر، يشاهد ويرى حجم المعدات التى تتحرك داخل المشروع من أجل سرعة إنجازه فى وقت قياسي، بأعلى المواصفات العالمية، خصوصا أنه يتميز بموقع غاية فى الروعة وسط طبيعة ساحرة.

فى مشروع جبل الجلالة العملاق ٥ آلاف مهندس وأكثر من ١٠٠ ألف عامل من ٨٠ شركة وطنية تشارك فى المشروع القومى العملاق، وقد تحولت منطقة المشروع الى خلية نحل تعمل على قدم وساق تصل الليل بالنهار للإسراع من وتيرة العمل والإنجاز والشركات تعمل فى وقت واحد على أرض الواقع لتنفيذ المشروعات، تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بداية من مد شبكات الطرق وشبكات المياه والصرف الصحى والكهرباء وغيرها من مرافق البنية الأساسية، وبناء العمارات والأبراج السكنية، وإنشاء كورنيش جديد وممشى على البحر بطول نحو ٧ كيلو مترات وقرى سياحية وتليفريك، بالإضافة إلى إنشاء مدينة ترفيهية بحرية لليخوت والعائمات تضم مناطق للألعاب المائية الأكوا بارك، والبحيرات الصناعية، وصولاً إلى بناء سلسلة من الفنادق والمطاعم والشاليهات السياحية، بالاضافة الى وجود مركز تجارى وترفيهى، كما يضم المشروع جامعة ومستشفى تعليميا ضخما، حتى أعمال التشجير والتجميل لم تنتظر حتى الانتهاء من الأعمال الإنشائية.

كل هذه الشركات تسابق الزمن للانتهاء من الأعمال الموكلة إليها، تمهيداً لافتتاح االمرحلة الأولى قريبا، وتضم مدينة الألعاب المائية، وممشى للدرجات الهوائية، ومارينا اليخوت، والمنفذ البحرى، والمركز الترفيهى، ومحطة التليفريك، ومجمع المطاعم، والفندق الساحلى والهايبر ماركت، فهناك كتائب من المعدات والعمال تتواجد حالياً بمواقع العمل المختلفة.

تشاهد العمال يهرولون وراء سيارات النقل المحملة بمواد البناء، يسابقون الزمن لتفريغ حمولتها تحت أشعة الشمس، وفنيين ومهندسين لا يبالون إلا بإنجاز الأعمال المكلفين بها، هذا المشهد هو أول ما تقع عليه عيناك بمجرد الوصول إلى مدخل مشروع الجلالة على ساحل البحر الأحمر، أعمال الإنشاءات لا تتوقف، حفارات وماكينات رفع عملاقة تعمل على مدار الساعة لإنشاء المشروعات السياحية الضخمة، الخرائط تشير إلى أن ما يجرى إنشاؤه فى هذه المنطقة يعتبر عاصمة سياحية جديدة لمصر، وقد انتهى الرجال من رسم هذه اللوحة فى شكلها النهائي، لا ينقصها سوى رتوش صغيرة، لتكتمل الصورة، بالانتهاء من تحدٍ جديد ومشروع كبير لخدمة خطة مصر الطموحة فى التنمية الشاملة بمشروعات قومية عملاقة.

طريق معجزة
وبعد ما يقرب من مرور ٤ سنوات على إطلاق المشروع.. ترصد «أخبار اليوم» فى جولتها حجم التحديات والإنجازات التى فاقت كل التوقعات، بداية من الانتهاء من تنفيذ طريق هضبة الجلالة وهو الإعجاز الذى تحقق على ارض الواقع بشق الجبل، ويعتبر الطريق من أصعب مهام الإنشاءات الهندسية، وذلك لوعورة المنطقة الجبلية ذات الكتل الصخرية الضخمة التى يقام عليها المشروع، واستلزم إتمام المشروع القيام بأعمال النسف والتدمير التى تتم لقطع الطريق من خلال معدات خاصة تم زرعها وسط الجبال، حيث تم نسف ارتفاعات كبيرة تصل إلى 230 مترا، ما يعادل بناية 70 أو 80 دوراً، وتمت عمليات النسف بأعلى معايير الدقة والأمان ومراعاة عدم التأثير على البيئة الجيولوجية، كما تم الاستفادة من الصخور التى يتم نسفها فى أعمال الردم الخاصة باستكمال بناء جسم الطريق.

يبلغ طول الطريق 82 كيلو مترا، ويبدأ فى التصاعد حتى قمة الهضبة بارتفاع ٧٧٠ مترا، بالإضافة إلى وجود عدد من الوصلات مع الطريق الساحلي، مثل وصلة منطقة «رأس أبو الدرج» بطول 17 كيلو مترًا، وهى المنطقة التى يقام فيها المنتجع السياحى على جبل الجلالة، بالإضافة إلى وصلة وادى ملحة بطول 13 كيلو مترًا، للربط بين الطريق الساحلى والطريق الرئيسي، ويتفادى الطريق الجديد كل سلبيات طريق السخنة - الزعفرانة الحالى على الطريق الساحلى المكون من حارة واحدة، والذى يخطط لإغلاقه عقب افتتاح الطريق الجديد وتحويله إلى طريق داخلى بين القرى السياحية، وفى منتصف الطريق الجديد يوجد صب خرسانى لحماية المركبات المنحرفة من السقوط على جانبى الطريق الجبلي، وتم بناء الطريق بدرجة ميل 4% لكى تكون السرعة المحددة عليه 120 كم/ساعة حتى لا يشعر راكبو السيارات بأى معوقات أو صعوبة أو مشقة نتيجة ارتفاع الطريق الذى يمر بين الجبال، بالإضافة إلى وجود سدود توجيه وإعاقة ومخرات سيول على جانبى الطريق حتى تنقل مياه السيل الزائدة من اتجاه الجبل إلى البحر، كما تم عمل مخرات وبرابخ للاستفادة من مياه السيول فى المشروعات الصناعية والزراعية.

يتصل الطريق مع محور 30 يونيو لتسهيل حركة التجارة بين مصر ودول قارة أفريقيا، وكذلك ربط المشروعات الزراعية والسياحية والمناطق الصناعية والموانئ والمناطق السكنية الجديدة المنتظر تأسيسها فى تلك المنطقة الواعدة، كما يمر الطريق بمنطقة المحاجر التى يوجد بها جميع أنواع الخامات الهامة مثل الرخام وخام «الكولينا» و«الطفلة» و«رمل الزجاج»، وسوف يساهم الطريق فى دعم عمليات استخراج وتصنيع تلك المواد دون الحاجة إلى عمل مدقات وعرة أو طرق غير ممهدة تكثر فيها المشكلات والحوادث، كما يخدم الطريق المنطقة الصناعية الجديدة المزمع إنشاؤها بهضبة الجلالة، كما سيخدم المنطقة الاقتصادية الموجودة بشمال غرب خليج السويس، والتى تضم مصانع «حديد - سيراميك - أسمنت - بتروكيماويات»، كما سيسهل الحركة من الجنوب إلى ميناء العين السخنة والزعفرانة، وميناء الغردقة وميناء سفاجا.

بدأنا الجولة بتفقد الأعمال التى تتم فوق جبل الجلالة، وبالتحديد من جامعة الجلالة التى تضم 13 كلية فى تخصصات «الهندسة، الإدارة والسياسات العامة، والبايوتكنولوجى والصناعات الدوائية، والعلوم، والغذاء والصناعات الغذائية، والفنون، والعلوم الإنسانية والاجتماع، والإعلام، والطب البشري، وطب الأسنان، والعلاج الطبيعي، والتمريض، والعلوم الطبية المساعدة»، وتستوعب الجامعة 12 ألفا و790 طالبا فى مراحلها الثلاثة، مع وجود أكاديمية للعلوم بهضبة الجلالة، ويقع مقرها على مساحة 12 فدانًا وتستوعب الاكاديمية 5040 طالبًا، وتضم تخصصات (القانون والتحكيم الدولي، ودراسة التجارة الدولية وآلياتها، وإدارة الكوارث والأزمات، والنانو تكنولوجي، والبيوتكنولوجي، ومجال الطاقة المتجددة والذرية، وعلوم الصناعات البتروكيميائية، وعلوم البحار.

وقال المهندس صلاح موافى المشرف على مشروع جامعة الجلالة: عندنا تخصصات فى الجامعة ليست موجودة فى اية جامعة داخل مصر، وهناك تعليمات ان تضاهى جامعة الجلالة الجامعات العالمية، كما انها جامعة أهلية لا تهدف للربح وتقام على 173.5 فدان، وتضم 13 كلية بتخصصات متنوعة وتصميمات معمارية وإنشائية حديثة، كما تم الاستعانة بأكبر المكاتب الاستشارية لوضع التصميمات والإشراف على التنفيذ، وكل الجهود تتم بأيد وسواعد وشركات مصرية.. والعمل مستمر فيها على مدار الــ 24 ساعة طوال الأسبوع دون انقطاع.. ويبلغ حجم العمالة بها 1200عامل، وأوضح موافى أن الجامعة تضم 23 مبنى، وتشمل مبانى إدارية، وسكنا للطلبة والمدرسين، ومستشفى تعليمي، ومكتبة، وقاعة مؤتمرات.

تليفريك الجلالة
وبعد الانتهاء من الجولة داخل الجامعة انتقلنا الى موقع اخر فى المشروع وهو التليفريك الذى أوشك على الافتتاح ويعد أكبر تليفريك موجود فى الشرق الاوسط، وهو التليفريك الثالث الذى يتم إنشاؤه فى مصر، ويتكون من 9 عربات ومن الممكن أن تزيد فى المستقبل، تسع العربة الواحدة 125 راكبا، ومحطتين إحداهما أعلى الجبل ومحطة أسفل الجبل، ويتكون أيضا من 23 عمودا، وطول مسار التليفريك 4500 متر، وعلى ارتفاع 665 مترا فوق سطح البحر، ويستقل ١٠ أشخاص فى كل كابينة، ومحرك التليفريك بقدرة 794 كيلووات أى ما يعادل 1064.77 حصان، تتكون عرباته من 9 كبائن، كما توجد كبائن بأرضية زجاجية لهواة التصوير والسياحة، وكبائن مجهزة لاصطحاب الدراجات الهوائية، ومجهزة ايضا بخلية شمسية لتزويد العربة بالطاقة الكهربائية لتشغيل أجهزة الراديو وفتح وغلق الباب عند دخول المحطة، كما ان أعمدة التليفريك مثبتة بشكل هندسى جيد جدا على الأرض مع مراعاة ميل بعض الأعمدة حتى يسهل تحرك عربات التليفريك دون عائق.

ثم بعد ذلك تجولنا داخل الكومبوندات المغلقة فوق الجبل المصممة بطريقة هندسية رائعة بحيث جميعها ترى البحر من أعلى، وتتكون من فلل وشاليهات فارهة يتخللها عدد من الطرق والمساحات الخضراء، كما شاهدنا فندقا ضخما اعلى الجبل أوشكت الشركات على الانتهاء من تنفيذه، ويطلق عليه الفندق الجبلى، ويرتفع عن سطح البحر بـ60 متراً ويتكون من 309 غرف مصممة لكى تطل جميعها على البحر، و8 فيلات فاخرة، وعدد من الغرف المخصصة لذوى الاحتياجات الخاصة، وجميعها مجهزة على أعلى مستوي.

الفندق الساحلي    
وبعد جولة استمرت أكثر من ٣ ساعات فوق الجبل على ارتفاع اكثر من ٧٠٠ متر انتقلنا الى سفح الجبل حيث يوجد منتجع الجلالة العالمى فى حضن الجبل وعلى شاطئ البحر على شكل لوحة فنية ذات منظر خلاب ورائع يضاهى اجمل منتجعات العالم بل يتفوق عليهم فى التصميمات الهندسية الرائعة للمنتجع.

وبدأت الجولة أسفل الجبل بتفقد الفندق الساحلى الذى تم الانتهاء منه، وهو جاهز للافتتاح، وتم تصميم الفندق وتنفيذه على أحدث الطرق الهندسية والتصميمات المعمارية ليكون تحفة فنية وعلامة مميزة للمشروع، ويتكون الفندق الساحلى من دور أرضى وبدروم و4 طوابق متكررة ويوجد به 260 غرفة و34 جناحا و3 غرف لذوى الاحتياجات الخاصة، الدور الأرضى يوجد به قاعة المؤتمرات تستوعب حتى 400 فرد وتوجد 4 قاعات فرعية مساحة القاعة الواحدة 100 متر مسطح، البهو الرئيسى للفندق تم تنفيذه على أعلى مستوي، كما يحتوى على مطاعم مختلفة بخلاف المطعم الرئيسى للفندق، بالإضافة إلى حمام السباحة الرئيسى والمطعم الملحق به، كما يوجد بالدور الرابع بالفندق النادى الصحي، ويحتوى الفندق على جراج مكون من طابقين، كما يضم الفندق 28 فيلا فندقية ملحقة بالفندق، و48 شاليها ملحقا بالفندق على البحر مباشرة، و96 شاليها نماذج مختلفة، وكل المنطقة عبارة عن لاند سكيب مساحات خضراء كثيرة وحمامات سباحة.

مارينا اليخوت
وبجانب الفندق الساحلى توجد مارينا لليخوت والعائمات الدولية، المقامة على لسانين تتسع لحوالى 330 يختا واللسان الواحد يصل عمقه إلى 56 متراً، ويوجد مبنى للجوازات ويوجد مبنى لخدمات المارينا ويوجد بها 3 مطاعم، وبها مقر لحرس الحدود ومبنى آخر للجمارك ومنطقة كافيهات وممشى سياحي.. ويوجد بها أيضا منطقة الجونة وهى منطقة كبيرة فى قلب المنتجع وبها محلات تجارية وكافيهات وممشى سياحى لكى تلبى متطلبات السياح، وفى نفس المنطقة يوجد المركز التجارى والمركز الترفيهى يضم 8 أدوار للسينما، يجرى تجهيزها على أحدث طراز، وصالة للتزحلق على الجليد، وصالة ألعاب فيديو، ومجمع للمطاعم يوجد به صالة للاجتماعات والمؤتمرات، وساحة احتفالات وهايبر ماركت ونافورة فى الوسط، كما يوجد أيضا مول تجارى وبجواره مجمع للمطاعم على مساحة 47 ألف متر مسطح ويحتوى على 172 مطعما ويوجد به جراج خاص.. كما يوجد فى نفس المنطقة مدينة الألعاب المائية «الأكوا بارك» عبارة عن 18 لعبة و3 حمامات سباحة، وبداخلها ٧١شاليها للمبيت، وتم الانتهاء منها بالكامل، كما تم الانتهاء من ممشى الدراجات الهوائية والممشى الساحلى ليرى كل المواطنين البحر، ويتم إنشاء مجرى نهر سيل المنتجع و٣ سدود لمواجهة السيول.
  
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة