صورة تعبيريه
صورة تعبيريه


قصص وعبر| الحلاق .. ضحية رسائل غرام

علاء عبدالعظيم

الأربعاء، 12 يونيو 2019 - 08:47 م

أشرقت شمس الصباح تعلو في السماء فاردة أشرعة نورها تداعب الصحراء الممتدة برمالها الصفراء لتبدو كبريق الذهب، وتجاعيد رمالها المتلاحقة في انسياب والتواء يرقد وسطها الحلاق جثة هامدة بعدما ذاق أبشع أنواع التعذيب لمدة ٤ ساعات بسبب «رسالة غرام».

أراد الحلاق أن يعبر عن حبه وشغفه بجارته الحسناء كي يلفت انتباهها فهداه تفكيره بعد أن حصل على رقم هاتفها المحمول بطريقة ما وأخذ يرسل إليها رسائل عاطفية وغرام يطلب مقابلتها لرغبته في الزواج منها، دق قلبها وتبادلت معه المكالمات وفي آخر رسالة طلب منها الانفصال عن زوجها كي يتمكنا من الزواج.

 

وجاءت الرياح بما لا تشتهي السفن حيث وقع الهاتف في يد الزوج الذي استولت عليه حالة مريرة ملوثة بالغضب، وارتعدت فرائسه غيظا وحنقا، وأجبر الزوجة على محادثة الحلاق وتحديد ميعاد لمقابلته داخل شقتها معللة غيابه وسفره المفاجئ.

 

وما إن وصل الحلاق سرت في جسده ومن قمة رأسه إلى أخمص قدميه رعدة كانت أعنف مما يمكن وصفها، وشعر وكأنه وقع في بئر، تزداد دقات قلبه بعنف، وارتعشت قدماه وأصبحت غير قادرة على حمله عندما فوجئ بالزوج بصحبة صديقين له، انقضوا عليه كالوحوش المجروحة، وقاموا بتقييد ساقيه بحزام وطرحوه أرضا وسددوا له الضربات والركلات بقوة شديدة في أماكن حساسة بجسده دون رحمة أو شفقة غير مبالين بصرخاته المكتومة، وأنينه من شدة الألم والهلع.

 

يتقلب ذات اليمين وذات اليسار في محاولة لتفادي الضربات لكن توقفت أنفاسه بعدما فقد الوعي، ومات متأثرًا بجراحه.

 

قاموا بحمله داخل سيارة، وانطلقوا بها سريعا تنهب عجلاتها الطريق نهبا وألقوا به داخل الصحراء بمنطقة الواحات.

 

وبعد أن عثر أحد الأهالي من إحدى القري بمنطقة الواحات على جثة الحلاق، انتقلت قوة أمنيه من مباحث الجيزة بإشراف اللواء محمد عبد التواب نائب مديرة الادارة العامة للمباحث، قادها العميد عاصم أبوالخير رئيس المباحث الجنائية لقطاع أكتوبر، وتمكن المقدم هيثم سكر رئيس مباحث الواحات من القبض على المتهمين الـ ٤ بعد فحص الكاميرات القريبة من مكان العثور على الجثة، ومراجعة هاتف المجني عليه الذي كان بحوزة المتهمين وآخر مكالمات له.

اعترف الزوج وذكر في أقواله بأن الحلاق تحرش بزوجته وأرسل لها عدة رسائل عاطفية، وطلب منها الانفصال عنه والزواج به مما دفعه للتخلص منه، واستعان بزوجته لاستدراجه، ولقنوه وصديقيه علقة ساخنة وركزوا ضرباتهم وركلاتهم في أماكن حساسة بجسده حتى فقد الوعي ولفظ أنفاسه الأخيرة.

 

تم تحرير المحضر اللازم، وأخطرت النيابة التي باشرت التحقيقات، وصرحت بدفن جثة الحلاق بعد العرض على الطب الشرعي، وقررت حبس المتهمين الـ4 على ذمة التحقيقات، وتحريات المباحث النهائية بشأن الواقعة.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة