محمد درويش
محمد درويش


نقطة في بحر

محمد درويش يكتب: حتى أنت يا سويسرا

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 16 يونيو 2019 - 12:32 ص

 

أكثر من مائتى ألف امرأة من العاملات فى سويسرا خرجن أول أمس الجمعة فى خمس مدن للمطالبة بمساواتهن فى الأجور مع الرجال.. المظاهرات وصفها اتحاد النقابات هناك بأن ١٤ يونيو يوم يدخل التاريخ الحديث فى بلادهم، باعتباره أكبر حدث سياسى بعد ٣٠ عاما على آخر إضراب نسائى للتنديد بالعنف ضد المرأة.


النقابات هى من حرضت على الإضراب بعد فشل مفاوضات العام الماضى فى إقرار قانون عقوبات على الشركات التى تنتهك مبدأ المساواة فى الأجور حيث تشير الإحصائيات إلى انخفاض أجر المرأة عشرين بالمائة فى المتوسط عن أجر زميلها الرجل فى نفس الوظيفة أو المهنة التى يشتركان فى أدائها.


بعد أن اطلعت على الخبر على عدة مواقع إخبارية مختلفة قلت الحمد لله على وضع المرأة العاملة فى مصر، فهى تتساوى مع الرجل فى الراتب داخل نفس الوظيفة وربما تفوقه بتميزها وجهدها فى المواقع التى يتيح هيكلها الإدارى منح علاوات استثنائية ومكافآت وحوافز للعاملين دون اعتبار للنوع، كما تحصل على إجازة مدفوعة الأجر عند الولادة، ويمكن لها أيضا الحصول على إجازة رعاية طفل تصل الى عدة سنوات بالإضافة الى إمكانية إجازة مرافق للزوج فى سفره للعمل بالخارج أو اذا كان فى مهنة دبلوماسية ممثلا لبلده.. كل ذلك مع بقاء حقها محفوظا كحق الرجل فى العلاوات الدورية والترقيات حتى لو استمرت فى إجازات رعاية الطفل أو مرافقة الزوج أكثر من عشرين عاما.


هذه الامتيازات محرومة منها المرأة العاملة فى سويسرا رغم أنها من البلاد الأعلى دخلا لمواطنيها ورغم أنها من بلاد الحريات التى لا تضاهيها حريات بلدان العالم الثانى أو الثالث.


تذكرت حال نسائنا المعيلات اللواتى لا يعملن بالحكومة أو البنوك أو ما شابه من مؤسسات تابعة للدولة أو حتى شركات كبرى خاصة، هؤلاء النساء يبلغ عددهن الملايين، كل واحدة منهن مسئولة عن أسرة وربما أكثر إذا كان والداها لا يزالان على قيد الحياة وربما لهن أشقاء مطلوب منهن رعايتهن إلى جانب أطفالهن بعد أن عجز الزوج عن الإنفاق سواء كان مريضا أو مدمنا أو أبلغ فرارا وترك لها الجمل بما حمل.


الخلاصة: هنيئا للملايين من نساء مصر اللاتى تظللهن قوانين العمل بظلها وتساوى بينهن وبين الرجال، وعزاء للملايين أيضا من المعيلات اللاتى لم يعرفن للوظيفة طريقا، يعملن فى ظروف قاسية من أجل جنيهات معدودة تقيهن شر السؤال وكل ما يملكن الإرادة والاصرار على تحدى القهر وصعاب لا تعرفها نساء سويسرا وهؤلاء المعيلات لو سمعن بما فعلته النساء هناك لقلن فى نفس واحد: حتى أنتن يا سويسريات!.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة