«بول الإبل وعصا الفقرات».. وهّم العلاج بـ«الخرافات» وبيزنس النصب على المرضى- صورة مجمعة
«بول الإبل وعصا الفقرات».. وهّم العلاج بـ«الخرافات» وبيزنس النصب على المرضى- صورة مجمعة


«بول الإبل وعصا الفقرات».. وهّم العلاج بـ«الخرافات» وبيزنس النصب على المرضى

أسامة حمدي

الإثنين، 17 يونيو 2019 - 03:01 م

- عصا خشبية يضغط بها المعالج على فقرات الظهر لعلاج الانزلاق.. وأطباء: تسبب الشلل

- وضع النحل على أماكن الآلم وتركها تلدغ المريض.. وطبيب: يستفاد بالسم تحت إشراف مختص

- شرب بول الإبل يصيب بفيروس «كورونا» المسبب للحمى والسعال وضيق التنفس واحتقان الحلق

- ضحايا العلاج بالخرافات: علاجات نصب X نصب.. والجلسات تتكلف ألف جنيه.. وأطباء يحذرون

 

خرافات وأساطير في الطب البديل بعيدة عن العلم والطب، أضرارها كارثية على صحة الإنسان فبعضها قد يصيب المريض بالشلل التام، يستغلها نصابون يجنون من ورائها أرباحا طائلة ويبيعون الوهم للمرضى الباحثين عن أمل العلاج بـ«بول الإبل وعصا الفقرات ولدغ النحل ووخز الإبر ولبخة الحروق» بعدما سيطر عليهم اليأس من التردد على عيادات الأطباء دون جدوى.

 

تناقش «بوابة أخبار اليوم» ظاهرة العلاج بهذه الأساليب مع الأطباء وأضرارها، والحالات التي تلجأ للعلاج بهذه الطرق، وتحذيرات منظمة الصحة العالمية في هذا الصدد.

 

عصا الفقرات

 

مؤخرا؛ انتشرت على صفحات السوشيال ميديا وفئات كثيرة من المجتمع المصري؛ دعوات لعلاج الانزلاق الغضروفي وآلام فقرات الظهر بواسطة عصا خشبية طولها 8 سم يمسك بها المعالج ويستلقي المريض على بطنه ويضغط بها المعالج على فقرات ظهره، زاعما إعادة الفقرات إلى مكانها الطبيعي، وعلاج الانزلاق الغضروفي.

 

وأكد هؤلاء المعالجون– أشهرهم في منطقتي بشتيل وإمبابة– لوسائل الإعلام أنهم يستخدمون العصا للضغط بها فقط على الفقرات بدلا من أصابعهم التي تتورم من كثرة الزبائن والعمل طوال اليوم، وكونها أكثر صلابة من الأصابع، ويقومون بتحديد مكان الآلم والمرض وخلخلة الفقرات وإعادتها لمكانها الطبيعي!.

 

كما أكدوا أنهم تعلموا ذلك بالخبرة وبالتوارث فيما بينهم، ويُقبل عليهم كثيرون راغبون في العلاج بعدما يأسوا من الأطباء والجلسة لا تتعدى 250 جنيها.

 

بول الإبل  

 

أما العلاج ببول الإبل فبدلا من أنه كان منتشرا بين البدو وفي البيئات الصحراوية، بدأ يدعي العلاج به نصابون في القاهرة والمحافظات، مستندين إلى حديث نبوي، ورغم أن الحديث مردود عليه لأنه مرتبط بمكان وزمان وموقف وحالة معينة في عهد النبي، ورغم أن بول الإبل بإجماع العلماء تحتوي على السموم، فنجد من يدعو للتداوي بها حاليا.

 

لدغ النحل

 

أما العلاج بلدغ النحل، فيقبل عليه كثيرون وتوجد مزارع بالقاهرة والمحافظات تزعم العلاج بلدغ النحل، وتدعي أنها تعالج أمراض الروماتيزم والروماتيد والذئبة الحمراء، مدعين أنها تنشط الدورة الدموية وتزيد عدد كرات الدم الحمراء مما ينعكس على نشاط الجسم وحيويته، ويقوم أيضا لدغ النحل بتنشيط الخلايا العصبية الموجودة فى الدماغ وذلك خلال إشارات حسية تنتقل من مكان القرص إلى الخلايا الحسية الموجودة أسفل الدماغ – حسب زعمهم.

 

كما يدعوا أن العلاج بالقرص هو عبارة عن تقوية جهاز المناعة، وكل مرض وله أماكن للقرص فالكبد له أماكن، وأمراض العظام، والروماتيزم، والغضروف، وخشونة الركب، وخشونة الرقبة، والجيوب الأنفية، والقاولون.

 

الوخز بالإبر

 

أما الوخز بالإبر، فيدعي البعض أنه علاج طبيعي فعال لتخفيف ألم عرق النسا، ويعمل على استرخاء العضلات ومساعدة الجسم على الشفاء من تلقاء نفسه، حيث يتم ذلك عن طريق تحفيز الجهاز العصبى المركزي، مما يؤدي بدوره إلى إطلاق المواد الكيميائية التي إما تغيير مفهوم الألم أو إنتاج شعور بالرفاهية.

 

وغالبًا ما يحدث عرق النسا بسبب انزلاق غضروفي ، يمكن أن يكون أيضا بسبب مشاكل أخرى مثل: إصابة العمود الفقرى، مرض القرص التنكسى، الحمل، تضيق العمود الفقرى، الانزلاق الفقارى ومتلازمة الكمثرى.

 

أضرار هذه العلاجات

 

يقول الدكتور سمير الملا، أستاذ جراحة المخ والأعصاب، لـ«بوابة أخبار اليوم»، إن الطب علم يقوم على التشخيص، متسائلا كيف لهذا الشخص الذي يدعي العلاج بعصا الفقرات تشخيص المرض ومعرفته واكتشافه دون إشاعات؟ فلو عنده سرطان مثلا كيف يعرفه؟.

 

وأكد د.«الملا»، أن الكثير من الحالات التي يتم علاجها بواسطة عصا الفقرات من قِبل هؤلاء النصابين تصاب بالشلل وخلع للظهر والفقرات وتدهور الانزلاق الغضروفي واضطرابات في البول والبراز ومشكلات صحية كثيرة ولدينا حالات نعالجها حتى الآن من ضحايا هؤلاء.

 

وذكر أن، العلاج بسم النحل وليس قرص النحل مفيد في حالات معين لأمراض المناعة ويجري العمل على سم النحل وتحضيره في المركز القومي للسموم بإشراف المختصين، أما انتشار هؤلاء النصابين كالذي يدعي العلاج في إمبابة وبشتيل وغيرهم، مؤكدا أن هذا بعيد كل البعد عن الطب والعلم والمنطق والعقل.

 

كما ذكر أن، الإعلام عليه دور هام في التوعية والتحذير من هؤلاء الذين ينشرون الخرافات والجهل بين الناس.

 

أما أساتذة الشرعية الإسلامية بجامعة الأزهر، فيصفون العلاج ببول الإبل بأنه خرافة وفضيحة وأكدوا أن العلاج ببول الإبل استخدمه الرسول مرة ومارسها بنفسه كمعجزة وطلب من مجموعة من المؤمنين فى وقت ظهرت عليهم أعراض الحمى بشرب بول الإبل وألبانها، وذلك لقياس درجة إيمانهم.

 

وأشار الدكتور جمال الدين إبراهيم، أستاذ علم السموم، إلى أن بول الإبل يحتوى على مواد شديدة السمية ولا جدوى من استخدامه بهدف العلاج من الأمراض.

 

وأوضح أن أعشاب "الميلك سيسل" الطبية التى يتغذى عليها الإبل والمتواجدة فى البيئة الصحراوية تحتوى على مادة السيلمارين، وبها 12 مادة فعالة، تساهم فى العلاج من الفيروس الكبدى "سى" حيث إنها مادة منشطة للكبد، تساعد على اختراق الخلية الكبدية، لافتا إلى أن غذاء الإبل على تلك الأعشاب، يجعل بولها يحتوى على المواد السامة بالإضافة إلى مادة السيلمارين النافعة .

وأكد أن موازنة الخطورة التى يسببها بول الإبل بميزة مادة السيلمارين كانت مقبولة أيام الرسول "صلى الله عليه وسلم" نظرا لنقاء البيئة، والنفع كان فى صالح المريض، أما بيئة اليوم فهى بيئة شديدة التلوث، وجهاز المناعة فى الإنسان اختلف فأصبح مثقلا بالسموم الكثيرة مثل المبيدات، والرصاص لذلك فإن استخدام بول الإبل فى العلاج شديد الخطورة وغير مقبول حاليا.

 

وأشار إلى أن تناول الأعشاب الطبية التى تحتوى على مادة "السيلمارين" الفعالة، التى أثبتت الأبحاث والدراسات العلمية الحديثة فعاليتها فى علاج العديد من الأمراض خاصة مرضى الكبد أكثر فاعلية وأمانا.

 

أما منظمة الصحة العالمية، فقد حذرت من أن شرب بول الإبل يؤدي بدرجة عالية للإصابة بفيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية "كورونا".

 

ونشرت المنظمة العالمية على موقعها الإلكتروني، وثيقة تتضمن حقائق حديثة حول فيروس كورونا وطريقة انتشار العدوى.. وجاء في الوثيقة أن على الأشخاص المصابين بالسكري وأمراض الفشل الكلوي والالتهاب الرئوي "تجنب الاقتراب من الإبل أو شرب حليبها مباشرة أو بولها."

 

ومن الأعراض التي تظهر على المصابين بالفيروس الحمى والسعال وضيق وصعوبة في التنفس، كما قد يصاب المريض باحتقان في الحلق أو الأنف، بالإضافة إلى الإسهال.

 

وانتشر فيروس "كورونا" بشكل كبير في منطقة الشرق الأوسط، وعلى وجه الخصوص في السعودية حيث بلغ عدد الإصابات 1024 حالة، بينما بلغ عدد الوفيات 450.

 

ضحايا خرافات الطب البديل

 

يروي أحمد إبراهيم، 30 عاما، أنه اصطحب والده إلى مركز للعلاج بلدغات النحل لعلاجه من مرض الروماتيزم، وأثناء الجلسة حدث تورم لجسده وزادت ضربات القلب لديه وحدث عنده صعوبة في التنفس وكاد أن يموت هناك، محذرا من الذهاب إلى هؤلاء النصابون، مؤكدا أنه دفع 150 جنيها مقابل الجلسة.

 

أما سعيد صابر، فيقول إنه يعاني من انزلاق في الفقرتين الثالثة والرابعة، ولجأ إلى معالج بالعصا الذي تردد عليه أربع مرات بواقع ألف جنيه، مؤكدا أن العلاج بالعصا يقوم بتسكين الألم فقط دون علاجه، وعندما ذهب للطبيب مرة آخرى حذره من تكرار الذهاب للمعالجين بالعصا لأنه يقوم بخلخلة الفقرات عن بعضها مما يشعره مؤقتا بالراحة وبعدها تعود الفقرة لمكانها ومن الممكن أن تسبب له ضغط على الحبل الشوكي وقطعه ما يسبب له شلل تام، أو على الأقل آلام شديدة بالظهر.

 

الأمر لا يختلف كثيرا عن أمل السيد، التي تعاني من مرض عرق النسا، ولجأت إلى معالجين بالإبر دون أن تحصل على أي نتيجة تذكر وتكلفت في كل جلسة 220 جنيها.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة