سينودس أساقفة الكنيسة البطريركيَّة للروم الملكيّين الكاثوليك يصدر بيانه الختامي
سينودس أساقفة الكنيسة البطريركيَّة للروم الملكيّين الكاثوليك يصدر بيانه الختامي


سينودس أساقفة الكنيسة البطريركيَّة للروم الملكيّين الكاثوليك يصدر بيانه الختامي

ناريمان فوزي- مايكل نبيل

السبت، 22 يونيو 2019 - 02:40 م

 

افتتح البطريرك يوسف العبسيّ بطريرك أنطاكية وسائر المشرق أعمال سينودس كنيسة الروم الملكيّين الكاثوليك في المقرّ البطريركيّ في عين تراز ،الاثنين الماضي، وذلك بمشاركة بعض من أعضاء المجمع المقدَّس.

استهلَّ البطريرك العبسيّ الجلسة باستدعاء الروح القدس، وبكلمةٍ افتتاحيَّة تطرَّق فيها لأهمّ الأحداث الكنسيَّة على الصعيد المحلّي وعلى صعيد الكنيسة الجامعة، والنشاطات التي قام بها.  

ثمَّ استعرض غبطته المواضيع التي ستُطرح في جلسات السينودس المقدَّس، ومن أهمّها حماية القاصرين، ومشاركة كنيستنا في المؤتمر الليترجيّ من 18 إلى 20 فبراير 2022 في روما بالإضافة إلى توجيهات لتطبيق المبادئ الليترجيَّة، ودراسة وثيقة الأخوّة الإنسانيَّة، ثمَّ دعا غبطته الأساقفة إلى السير معاً في رعاية الكنيسة.

وقبل بداية الأعمال أصغى آباء المجمع في خلوةٍ روحيَّة إلى كلام الأب الواعظ جوزف هلّيط، الذي شدَّد على دور الأساقفة وعلى المهامّ الموكلة إليهم باعتبارهم خلفاء الرسل، وإنجيل الكنيسة الحيّ.  

هذا وأرسل الآباء في مطلع اجتماعاتهم، رسالة إلى البابا فرنسيس طالبين بركته الرسوليَّة للمجمع، وعارضين أهمّ الموادّ التي ستُبحث خلاله، ومؤكّدين على الشراكة الدائمة مع الكرسي الرسولي، ومعبّرين عن الامتنان الشديد لمواقف قداسته المشجّعة للسلام في المنطقة. مُثنين على وقوفه جنباً إلى جنب مع الإنسانيَّة المهمّشة والمعذّبة.

أمّا أهمّ المواضيع التي تناولها المجمع فكانت التالية:

أوّلاً: حماية القاصرين: انطلاقا من السينودس الذي التأم في حاضرة الفاتيكان في شباط الفائت عن حماية "القاصرين" والإرادة الرسوليَّة "أنتم نور العالم" تدارس الآباء في كيفيَّة التعاطي مع موضوع التعدّيات على القاصرين والهشّين، باعتباره موضوعاً يقضّ مضاجع الكنيسة منذ سنوات بسبب الشكوك التي حصلت على المستويات الكنسيَّة وبسبب انتشاره وتسرّبه إلى وسائل الإعلام العالميَّة التي لا ترحم.

وقد طلب البابا في الإرادة الرسوليَّة "أنتم نور العالم" ما يلي:

"يتوجب على الأبرشيات بأنفسها أو بالتعاون فيما بينها، وفي أقلّ من سنة بعد حلول تاريخ البدء بتطبيق هذه القواعد، أن تُنشئ آليّات ثابتة يسهل على عامّة الشعب اللجوء إليها يُبلّغون بواسطتها عن التعدّيات وتوصيفاتها، وذلك عَبر إقامة مكتب كنسيّ ملائم لهذه الغاية. وتأخذ الأبرشيّات بالاعتبار التوجيهات التي سبق للمجالس الأسقفيّة أو السينودسات البطريركيّة ذات الشرع الخاص أن وضعتها. ويتوجّب على الأبرشيات أيضًا أن تُعلم ممثّلي الحبر الروماني بإنشاء هذه الأجهزة" (أنتم نور العالم ٢، ١).

وبناءً على هذا الطلب قرّر السينودس بالإجماع ما يلي:

"أطلع سينودس كنيستنا الروميّة الملكيّة الكاثوليكيّة، في جلسته المنعقدة بتاريخ ١٨/٠٦/٢٠١٩، على الإرادة الرسوليّة "أنتم نور العالم" التي أصدرها قداسة البابا فرنسيس بتاريخ ٠٧/٠٥/٢٠١٩، وتدارسوها وكلّفوا اللجنة السينودسيّة اللاهوتيّة واللجنة السينودسيّة القانونيّة مجتمعتين بالعمل بمضمون الفقرة الأولى من البند الثاني من الإرادة الرسوليّة المذكورة، بالتشاور مع السينودس الدائم وبالتعاون مع مَن يرونهم أهلًا ومفيدين لذلك، على أن ترفع هاتان اللجنتان نتيجة عملهما إلى سينودس كنيستنا القادم في شهر يونيو من عام ٢٠٢٠ لكي يطّلع عليها ويصدّقها ويضعها حيّز التنفيذ في أبرشيّات كنيستنا الروميّة الملكيّة الكاثوليكيّة".

ثانيًا: قضايا ليترجيَّة: بمناسبة مرور خمسة وعشرين عامًا على "التوجيه لتطبيق المبادئ الليترجيّة الواردة في ’مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة‘" الذي صدر عن مجمع الكنائس الشرقيّة عام 1996 دعا هذا المجمعُ في رسالة بتاريخ 28 كانون الثاني 2019 بروتوكول 152/2015 الكنائسَ الشرقيّة ذات الشرع الخاصّ إلى "مؤتمر عالميّ مخصّص للحياة الليترجيّة في الكنائس الشرقيّة الكاثوليكيّة" يُعقد في روما من 18 إلى 20 فبراير 2022. وقد عيّن المطران نيقولا أنتيبا للتواصل وكلّفه بتسمية أعضاء لجنة تحضيريَّة المطلوب منها أن تضع النقاط الأساسيّة لمشاركتنا في هذا المؤتمر.

أمّا في ما يتعلّق بالقضايا والمواضيع الليترجيَّة، تداول الآباء المشكلات التي ما زالت تُمارس في كنيستنا وتُهدّد تراثنا الكنسيّ الملكيّ.

ثالثًا: وثيقة الأخوّة الإنسانية:

كان قداسة البابا فرنسيس وسماحة شيخ الأزهر أحمد الطيّب قد وقّعا في أبو ظبي بتاريخ الرابع من فبراير 2019 "وثيقة الأخوّة الإنسانيَّة" من أجل السلام العالمي والعيش المشترك، وتحمل هذه الوثيقة في طيّاتها أفكاراً اجتماعيَّة وروحيَّة وتربويَّة تُساهم في بناء "أجيال جديدة تحمل الخير والسلام إلى مجتمعاتنا" وتضع بين أيدينا مبادئ واضحة للعيش المشترك وتُندّد بنهج العنف باسم الدين، وتتوّجه لنشر قيم التسامح والعدل والخير والجمال والمصالحة بين جميع المؤمنين بالأديان وبين المؤمنين وغير المؤمنين.

وانطلاقًا من أهميَّة هذه الوثيقة أصدر الآباء بالإجماع القرار التالي:

يطلب السينودس من المسؤولين الكنسيّين وغير الكنسيّين في كنيستنا الروميّة الملكيّة الكاثوليكيّة، في أثناء العام الدراسيّ ٢٠١٩-٢٠٢٠، في ما يتعلّق بوثيقة الأخوّة الإنسانيّة:

١- أن يخصّص وقت في حصص التعليم المسيحيّ لتدريسها في المدارس أو خارج المدارس.

٢- أن تكون مادّة تدريس في برامج معاهدنا اللاهوتيّة.

٣- أن يتكلّم عنها ويشرحها الكهنة في عظاتهم في كنائسنا.

٤- أن تُنشر وتُشرح في المجلّات والنشرات الأبرشيّة والرعويّة.

٥- أن تُنظّم ندوات في الأبرشيّة للاطّلاع عليها وشرحها.

٦- أن يوزَّع نصّها على المؤمنين.

رابعًا: اللجان السينودسيَّة:

انطلاقاً من تشديد البطريرك على العمل المؤسساتي في كنيستنا، وإحياء اللّجان البطريركيَّة وتفعيل دورها، انتخب آباء المجمع، أعضاءً للّجان السينودسيَّة التالية:

_ اللجنة اليتورجيَّة.

_ اللجنة اللاهوتيَّة.

_ اللجنة الماليَّة.

_ اللجنة الرعويَّة.

_ اللجنة القانونيَّة.

وتمنّى الآباء أن تُصبح هذه اللجان بمثابة مرجعيَّة تستفيد منها الأبرشيات على كافة الأصعدة.

خامسًا: اكليريكيَّة القديسة حنّة:

انطلاقًا من الرؤية الجديدة لإكليريكيَّة القدّيسة حنّة التي قدّمها سيادة المطران نيقولا أنتيبا ناقش الآباء الوضع الحالي للاكليريكيَّة ودعوا إلى وضع مجهود جماعي كبير على الأصعدة الروحيَّة والإنسانيَّة والماديَّة، من قِبَل جميع الأطراف المعنيَّة، وربطوا مستقبل كنيستنا بوجود الاكليريكيَّة إذ هي المكان الذي يتلقّى فيه كاهن المستقبل التنشئة الأكاديمية والإنسانية والروحيَّة.

سادسًا: انتخاب مرشّحين للأسقفية:

بعد استلهام الروح القدس ودراسة معمّقة للسير الذاتيَّة لبعض الكهنة، تمَّ انتخاب مرشّحين للأسقفيَّة.

وأعلم غبطة البطريرك الآباء بأنَّ قداسة البابا فرنسيس وافق على انتخاب سينودس كنيستنا لقدس الأرشمندريت جورج خوري مطراناً لأبرشيَّة سيّدة الفردوس في ساو باولو البرازيل، وفي هذه المناسبة تمنّى آباء المجمع التوفيق والنجاح له بمهامّه الجديدة.

سابعًا: موضوع المهجّرين:

يشعر آباء السينودس بالأجواء الغير المريحة التي تسود معظم البلاد حيث لنا حضور، ففي سوريّا تكاد الحرب تُشارف على الانتهاء بلا شكّ إلا أنَّ الأفق غير واضح، في حين تُثقّل العقوبات الاقتصاديَّة كاهل الناس يوماً بعد يوم، لذا يُطالب آباء المجمع الدول الضالعة في الحرب التوقّف عن تأجيج الصراع ويدعون أصحاب القرار في العالم إلى السعي الحثيث من أجل إحلال الوفاق والسلام في سوريّا، وهم إذ يسعون إلى التهدئة يُطالبون أبناءهم بالثقة بالمستقبل الواعد والصمود في هذه الديار المباركة التي شهدت نشأة الكنيسة وازدهارها.

وفي لبنان أثنى السينودس على إنجاز الحكومة اللبنانيَّة الموازنة هذا العام، لِما فيها من إجراءات حسنة وأساسيَّة، لكنّهم لاحظوا مع كثيرين افتقارها إلى سياسة اقتصاديَّة واجتماعيَّة شاملة وإلى خطّة للنمو الاقتصادي تشمل تخفيض العجز وتؤّمن خدمة الدّين العام وتوفّر فرص الاستثمار من خلال القضاء على الفساد. وفي ملف النازحين دعا السينودس المسؤولين إلى المزيد من الوحدة والتنسيق لتسهيل عودتهم، وإلى حينه جعلهم يعيشون بكرامة وسلام. ووجّه السينودس تحيّة لفخامة رئيس الجمهوريَّة وسائر الرؤساء والمسؤولين وإلى كافة الإخوة اللبنانيّين لا سيّما لأبناء كنيسة الروم الكاثوليك رافعين الأدعية إلى الله كي يعيش لبنان في سلام.

كما تمنّى الآباء لجمهوريَّة مصر العربيَّة المزيد من الازدهار والإعمار تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي وكل مُعاونيه لكي يمنحهم القوّة لمواصلة الحفاظ على أمنها واستقرارها.

وقبل اختتام السينودس قرّر الآباء عقد السينودس القادم من الثاني والعشرين من يونيو إلى السابع والعشرين منه لعام 2020 في المقرّ البطريركي الصيفي في عين تراز، ورفعوا الصلاة من أجل أن يؤازرهم الروح القدس في خدمة أبناء كنيستهم الملكيَّة داعين الجميع إلى التآخي وعيش الوحدة والمحبّة من أجل شهادة أفضل.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة