أجيري وكوبر
أجيري وكوبر


كوبر هبط على المنتخب بالباراشوت!

إبراهيم ربيع

الأحد، 23 يونيو 2019 - 12:36 ص

 

- شوط مكسيكى «حلو».. وشوط أرجنتينى «مر»

فجأة وبدون مقدمات.. وجدنا الخواجة كوبر المدير الفنى السابق لمنتخبنا يهبط علينا بالباراشوت فى الشوط الثانى من المباراة الافتتاحية مع زيمبابوي.. هبط على ستاد القاهرة مثل الشبح.. لم نره لكن رأينا نسخة منه متمثلة فى الخواجة أجيرى الذى خطط بدماغه فى الشوط الأول ثم سلم دماغه للشبح كوبر وفاجأنا بشروده الذهنى حتى بلغ منه الشطط أن لعب بدون رأس حربة أمام فريق أقل بكثير من فرق أخرى سوف يواجهها فى الأدوار التالية.. أصاب أجيرى الخجل وتخلص من مرونته وحلوله الهجومية المتنوعة وفوجئنا باقتباسه فكرة كوبر الرئيسية التى أوصلتنا إلى نهائيات كأس العالم وإلى نهائى كأس الأمم الافريقية أمام الكاميرون.. وقال فى نفسه عصفور فى اليد ولا ألف على الشجرة.. «رص» اللاعبين كالمتاريس فى مناطقنا.. وتلقائيا تذكر اللاعبون أغنية «إقطع الكرة وارميها لصلاح» الذى كان تحت الرقابة المزدوجة اللصيقة التى عجزت عن إيقافه فى نصف الساعة الأولى من المباراة ثم تعودت عليه فى باقى الوقت، فلم نره كما نراه فى ليفربول ولا كما كنا نراه فى المنتخب فى مناسبات سابقة.. لعب صلاح «على الهادى» بعد فاصل من السحر والخطورة فى البداية..
كانت البداية مبشرة وصاخبة وتوحى بفوز كبير.. معتمداً على ثلاثة محاور تشكل مثلث الأداء.. أضلاعه هى الاستراتيجية وطريقة اللعب والإيقاع.. والاستراتيجية هى الاستحواذ وأن تكون الكرة معنا تمر بين أكبر عدد من اللاعبين وهى ثقافة فرق كثيرة أبرزها برشلونة الاسبانى.. وطريقة اللعب هى المعتادة ٤/٢/٣/١.. أحمد المحمدى ومحمود علاء وأحمد حجازى وأيمن أشرف فى الدفاع.. وطارق حامد ومحمد الننى فى مركز الوسط المدافع.. ثم على الطرفين محمد صلاح فى اليمين ومحمود تريزيجيه فى اليسار ومعهما فى القلب عبدالله السعيد صانع اللعب.. وأمام هؤلاء مروان محسن كرأس حربة وحيد.. والضلع الثالث  فى المثلث هو الإيقاع.. وهذا الإيقاع اختلف من خط لآخر لكنه كان مقبولا وجيداً فى الشوط الأول.. رأينا سرعة الإيقاع عندما تصل الكرة فقط إلى رباعى الهجوم.. بينما لم نرها عند التحضير من وسط الملعب أو البدء من الطرفين.. حيث تحفظ المحمدى وأيمن أشرف فى التقدم للأمام.. وكان غريبا فى مباراة من المفترض أنها سهلة وأمام فريق غير مصنف أن يصبح نجوم اللقاء محمود علاء وطارق حامد المدافعين عن عمق الملعب.. ثم بعدهما الحارس محمد الشناوى.. أما فى الهجوم فلم يسجل حضوراً دائما سوى تريزيجيه بينما لم يكمل صلاح لمساته الخطيرة البارعة التى ظهرت فى البدايات فقط.. وإذا كان خروج مروان محسن واللعب بدون رأس حربة فكرة مجنونة إلا أن تقدير أجيرى فيه شىء من المنطق.. فهو أراد استعادة الاستحواذ حتى يكتمل مثلث اللعب المطلوب خاصة أن مروان شديد التخصص فى منطقة الجزاء.. ثم أن صلاح قادر على فك المركز بسرعته وحاسته التهديفية.. لكن لم يكن مستوى التنفيذ والتطبيق على مستوى التقدير والتفكير.. والمفاجأة أيضا أن الخبراء والمحللين أصابتهم الحيرة فى الإجابة على السؤال: لماذا تغير المنتخب بهذه الحدة ما بين الشوطين.. هل لأن اللياقة ناقصة أم لأن منتخب زيمبابوى اعتاد مواجهة الاستحواذ المصرى بعد أن قلص كثيرا من حركة صلاح.. أم لأن المنافس قوى وكنا نقدر خطأ أنه متواضع.. أم لأن العادة السيئة للكرة المصرية دفعت المنتخب إلى الخوف على هدف التقدم فانساق اللاعبون تلقائيا لفكرة كوبر واكتفوا بالدفاع عن النقاط الثلاثة.. على اعتبار أن المباريات الافتتاحية خادعة وغامضة غموض منتخب زيمبابوى والخوف من مفاجآتها فرض على لاعبينا المزيد من الحذر والتحفظ.. أم أن الضغط العالى من المدرجات والشارع والإعلام والشحن الشعبى والرسمى زاد من مساحة القلق.. رغم أن هذا الضغط العالى مصدر إلهام وتحفيز فى نصف ساعة متميزة كان فيه اللاعبون يمارسون الضغط العالى على دفاع زيمبابوى ويفهمون أن الفرق الافريقية السمراء تعانى دائما سذاجة دفاعية حتى لو كانت مكتظة بالنجوم.. اختفى هذا الضغط العالى فى الملعب وظل حاضرا من المدرجات.. ولم ينس المنتخب أن يتذكر واحدة من مساوئ الكرة المصرية وهى إهدار الفرص السهلة.. فكانت اللمسة الأخيرة فقيرة حتى من محمد صلاح نفسه.. كانت الأندية تشكو طول الوقت من سوء اللمسة الأخيرة محليا وأفريقيا وهى التى أتعبت الأهلى والزمالك فى دورى الأبطال والكونفيدرالية.. وانطبعت على المنتخب فى المباراة الأولى ولا نظن ـ بإذن الله ـ أنها ستستمر فيما هو قادم من مباريات.. وقد كان المنتخب يستحق فى نصف الساعة الأولى إحراز هدفين على الأقل.. لكن اختلطت السرعة بالتسرع.. كانت هناك سرعة بين الرباعى الهجومى عند تنفيذ الهجمة لكن نفس الرباعى كان متسرعا فوصل إلى المرمى ولم يصل إلى الشباك.. وأدى هذا الخلط مع مرور الوقت إلى اكتساب منتخب زيمبابوى الثقة ثم الطمع.. وبعد أن كان المحاربون يكتفون بالدفاع عن مناطقهم وجدناهم يخرجون من الخنادق إلى حدودنا ليحرروا أنفسهم من الكماشة التى أطبقت عليهم فى الشوط الأول..
وأخيراً.. كل هذه العيوب قابلة للتصحيح.. والمكسب الكبير أننا أفلتنا من لعنة المباريات الافتتاحية وانتزعنا النقاط الثلاثة التى وضعت المنتخب على باب الدخول للدور الثانى..

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة