محمد درويش
محمد درويش


نقطة في بحر

محمد درويش يكتب: سوارس عم سيد

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 23 يونيو 2019 - 12:43 ص

 

هى سهرة تليفزيونية عرضت فى الستينيات وكان بطلها عبدالوارث عسر، والسوارس لمن لا يعرف وسيلة انتقال أشبه بالحنطور يعيش من ريعها صاحبها عم سيد الذى أُسقط فى يده وهو يرى الترام ينتشر فى شوارع القاهرة وبدأ الناس فى الاستغناء عنه وركوب الترام الأسرع والأرقي.


نفس المعنى تناوله أيضا يوسف السباعى فى روايته السقا مات حيث ضرب السقا أخماسا فى أسداس وهو يرى «حنفية» المياه العمومية تصل إلى الحى الذى يمر على منازل من يزودهم بالمياه وأصبحوا فى غنى عنه بعد وصول مياه الحكومة إليهم.


تذكرت القصتين وأنا أطالع خبرين على المواقع الالكترونية، الأول على لسان د. ندى مسعود مستشار  وزير التخطيط قالت إن هناك خمسين مهنة ستنقرض فى مصر ومنها الصحافة الورقية التى ستختفى بعد أربع سنوات كما أكدت د. ندى.


أما الخبر الثانى فهو ظهور الإعلامى والصحفى الآلى «الروبوت»، فى تليفزيونات روسيا والصين، والتطوير الذى حدث لهما فى غضون أشهر معدودة وصل إلى درجة محاكاة مذيعين ومذيعات حتى تطابق الصوت والانفعالات التى تتلاءم وطبيعة الأخبار التى يقرأونها.
وأشار تقرير لصحيفة الخليج الاماراتية الى أن الصحفى يحتل موقعه أيضا منذ سنوات فى صالات تحرير كبريات الصحف العالمية إلى الحد الذى جعل كاتبا فى صحيفة اللوموند الفرنسية يكتب مقالا وقعه باسمه كاملا وليس باسم الشهرة ويقسم انه هو بنفسه الذى كتب المقال وليس الصحفى «الروبوت».


لم تزعجنى هذه الأخبار أو مثيلاتها أو حتى تثير قلقى على المهنة التى يمارسها أبناء جيلى منذ أكثر من أربعة عقود وأتصور أن حظنا كان أوفر حيث عشنا الصحافة الورقية كما أتاح لنا الحظ أن نعيش الصحافة الالكترونية أيضا، وكثير منا يحاول التأقلم معها واكتساب مهارات جديدة لم تكن حتى فى أحلامنا عندما بدأنا مشوار الصحافة منذ أربعة عقود أو يزيد.


كل وقت وله أذان.. مثل ينطبق على حال الصحافة والصحفيين فى هذا العصر، طبيعى أن تتطور المهنة فى عصر الرقمنة وطبيعى أن يصبح العالم مجرد غرفة وليس قرية صغيرة كما درسنا فى السنة الأولى من كلية الإعلام وكنا نعتبر نظرية عالم الاتصالات «ماكلوهان» ضربا من الخيال.


والسؤال هل سيختفى الصحفى البشرى ويحل محله الروبوت  كما ستختفى الصحافة الورقية؟ الجواب فيما فعله الصحفى الروبوت فى جريدة لوس انجلوس تايمز يوم ٢٧/٦/٢٠١٧ عندما نشرت الجريدة خبرا قدمه لها عن وقوع زلزال بقوة ٦٫٨ ريختر فى المدينة رغم أن الحدث مضى عليه ٩٢ عاما إلا أن الروبوت انتقاه من مركز الدراسات الجيولوجية بالولايات المتحدة وهو يعيد ترتيب أرشيفه القديم فتعامل معه وكأنه خبر طازج.
يظل سؤال.. الإنسان أم الآلة؟ يبحث عن إجابة.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة