«المايكروبلاستيك».. أجزاء بسيطة تهدد حياتنا
«المايكروبلاستيك».. أجزاء بسيطة تهدد حياتنا


«المايكروبلاستيك».. أجزاء بسيطة تهدد حياتنا

إنجي خليفة

الأحد، 23 يونيو 2019 - 04:28 م

تؤثر مخلفات البلاستيك، تأثيرًا ضارًا على الكائنات البحرية، ولكن عندما يكون البلاستيك صغيرًا جدًا، غير مرئي بالعين المجردة ميكروبلاستيك (Microplastics)، وهو البلاستيك أقل من 5 مليمتر تقريبًا، يكون الضرر أكبر.

 

يقول الباحث المساعد في جامعة ولاية لويزيانا، قسم علوم البحار، أحمد جاد، إن أجزاء بسيطة تهدد حياتنا وحياة الكائنات البحرية على كوكب الأرض، وهي الميكروبلاستيك الذي كان نقطة بحثه في الجامعة.

 

ويوضح أحمد جاد في حديثه لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن مجال الميكروبلاستيك لايزال جديدًا نسبيًا، ومازال الباحثون يحاولون تحديد أضراره.

 

مئات السنين للتحلل

وتابع أحمد جاد، أن تأثير البلاستيك على الكائنات البحرية يأتي نتيجة أن البلاستيك المستعمل في حياتنا اليومية يأخذ مئات السنين من أجل أن يتحلل، ونتيجة لذلك يحدث تراكمًا للبلاستيك في الأنهار والبحار والمحيطات.

 

 

موت واختناق

 

وأضاف "جاد"، أن تأثير البلاستيك يبدأ من الكائنات البحرية مثل الدلافين والحيتان والفقمات والسلاحف، فيحدث أن البلاستيك عندما يكون أحجامه كبيرة من الممكن أن يعلق بهم أو يتلف حولهم، بحيث أن الكائنات البحرية من الممكن أن تختنق وتموت مباشرة.

 

 

 

حركة الكائنات البحرية

يؤكد أحمد جاد، أن البلاستيك يؤثر على حركة الكائنات البحرية، ويصبحون عرضة للمفترسين، وأيضًا قد ينتج عن تعرضهم لمخلفات البلاستيك جروحًا في أجسادهم قد تكون عميقة نتيجة محاولاتهم لتحرير أنفسهم.

 

ويوضح الباحث المساعد في جامعة ولاية لويزيانا، قسم علوم البحار، أن هذا بالنسبة للبلاستيك الذي يكون موجودًا بأحجام كبيرة مقارنة بالكائن البحري.

 

 

 

 

المشكلة الحقيقية

 

ويتابع: "عندما يكون البلاستيك حجمه أصغر من الكائن البحري سواء كان سمك أو دلافين أو حيتان أو طير، خصوصاً الطيور البحرية التي تتغذي على الأسماك، تكون المشكلة أن الكائنات تأكل البلاستيك عن طريق الخطأ، مثلا على ذلك السلاحف التي تعتقد أن الأكياس البلاستيكية قنديل بحر وتأكلها".

 

ويشير "جاد"، إلى أن ذلك يحدث أيضًا مع الكائنات التي تتغذى على فلترة المياه سواء أسماك أو حيتان، وتكون طريقة التغذية هي سحب كميات مياه كبيرة داخل أجسادهم ويتم فلترة المياه من العوالق والهائمات النباتية، وهذه هي الأشياء التي تتغذى عليها، لافتا إلى أن المشكلة هنا تكون أن المياه بها بلاستيك وتترك داخل أجسام الكائنات.
 

ميكروبلاستيك

وعن مصادر البلاستيك الصغير، غير المرئي بالعين المجردة ميكروبلاستيك (Microplastics)، وهو البلاستيك أقل من 5 مليمتر تقريباً، فهو يأتي من مصادر كثيرة أهمها:

 

 أولاً: المصادر المباشرة: 

 

عندما يتم تصنيع البلاستيك في أحجام صغيرة، ويدخل في صناعة أشياء كثيرة مثل مستحضرات التجميل، ومعجون الأسنان، والدهانات.

 

ثانيا: مصادر غير مباشرة: 

قد يأتي الـ"Microplastics" من مصادر غير مباشرة، عندما يحدث تكسيرًا للبلاستيك الموجود في البحر بسبب الموج وعوامل التعرية، فيكثر تدريجياً إلى أحجام صغيرة.

 

 يقول أحمد جاد، إن مشكلة الميكروبلاستيك أنه من الممكن أن يكون له أضرار مباشرة وغير مباشرة، مثلما يأتي من مصادر مباشرة غير مباشرة.

 

 أضرار مباشرة

 

تكون عموماً على الأسماك والكائنات البحرية الصغيرة وذريعة الأسماك، والمشكلة أن الكائنات تكون صغيرة، فبالتالي تكون فرائسها صغيرة جداً مثل العوالق والهائمات النباتية، وتبدأ الأسماك تفكر في أن الميكروبلاستيك فريستها وتأكلها، وبالطبع يكون له ضررًا حيث من الممكن أن يعمل على سد الأمعاء ويؤثر على أدائهم، وبالتالي تسبب في نفوقهم، خصوصًا أن الأسماك عندما تكون صغيرة تكون أكثر حساسية.

 

أضرار غير مباشرة

 

وهي المشكلة الأكبر للميكروبلاستيك التي تحدث بسبب خامته وحجمه الصغير الذي يجعل الملوثات العضوية (persistent organic pollutants POPs) تلتصق على سطح الكائنات البحرية.

 

هذه الملوثات تكون ضارة جدًا لدرجة أن مركبات منها تكون سرطانية، فبالتالي قطعة الميكروبلاستيك تعمل كسطح للملوثات، وهذا يعني تكون مثل حبوب محملة بالملوثات للأسماك والكائنات البحرية.

 

تجربة معملية

 

يوضح أحمد جاد: "كان هناك دراسة عبارة عن تجربة معملية تمت بوضع الميكروبلاستيك وأضافوا لها مادة كيميائية ووضعوا عوالق (zooplankton) وبدأت العوالق تتغذى على الميكروبلاستيك على أساس أنها غذائهم، ثم قاموا بوضع نوع سمك يأكل هذه العوالق، وبعد ذلك قاموا بتحليل السمك الذي أكل العوالق وجدوا أن الميكروبلاستيك والمادة الكيمائية اللاصقة عليه انتقلت للعوالق، ومن العوالق انتقلت للأسماك.

 

التضخم الإحيائي

 

يقول أحمد جاد: "ما حدث يطلق عليه اسم التضخم الإحيائي (Biomagnification) الذي يعني أن المواد تنتقل من كائن إلى آخر عن طريق التغذية، وهنا تكون مشكلة لأن بسبب التضخم هذا تنتقل من الأسماك وممكن توصل للإنسان لأننا نأكل السمك".


الأمم المتحدة

كان برنامج الأمم المتحدة للبيئة أطلق حملة عالمية غير مسبوقة للقضاء على المصادر الرئيسية للنفايات البحرية بحلول عام 2022، ومنها الحبيبات الدقيقة المستخدمة في مستحضرات التجميل، والاستخدام المفرط والمسرف للبلاستيك الذي يستخدم لمرة واحدة.

وينتهي المطاف كل عام بأكثر من 8 ملايين طن من البلاستيك في المحيطات، مما يسبب أضرارًا على الأحياء البحرية ومصائد الأسماك والسياحة، ويكبد الاقتصاد العالمي خسائر لا تقل عن 8 مليارات دولار بسبب الأضرار التي تلحق بالنظم الإيكولوجية البحرية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة