الشيخة والحداد ومكي.. ثلاثي «أضواء المعزول»
الشيخة والحداد ومكي.. ثلاثي «أضواء المعزول»


الطريق إلى 30 يونيو| الشيخة والحداد ومكي.. ثلاثي «أضواء المعزول»

محمد رمضان

الأحد، 23 يونيو 2019 - 06:32 م

 

إذا أردت أن تعرف شخصًا «ضعه على أحد مقاعد السلطة»، ومن هنا لم يكن لكثير من الوجوه الإخوانية أن تبقى خلف أقنعتها دون أن يفتضح أمرها، ليتبين في النهاية أنها كانت أفاعي تبث سمومها في القرارات المصرية.


منذ الوهلة الأولى، كان الثلاثي أسعد الشيخة وعصام الحداد ومحمود مكي، ضمن «أهل الثقة» التي قدمتهم جماعة الإخوان الإرهابية للصفوف الأولى، بعد دخولها قصر الاتحادية، وبعد أيام قليلة اتضحت الصورة الكاملة لتآمرها على الدولة المصرية ومحاولتها السيطرة على كل صغيرة وكبيرة بالبلاد.


أسعد الشيخة.. حامل «المايك»


بملابس أنيقة، وصوت هادئ، وعودة بعد هروب، خرج أسعد الشيخة على مسرح الإخوان، بعد 25 يناير، مقدمًا نفسه كـ«كاتم أسرار الرئيس»، تارة حامل المايك له خلال حديثه، وأخرى ناقلا لأوراق تهمه، في محاولات مستميتة لمحو تاريخه «الإرهابي».


في شتاء العام 2006، حاولت جماعة الإخوان الإرهابية تقديم نفسها بـ«زي عسكري» لطلاب جامعة الأزهر المنتمون لها، في سيناريو بدا كميليشيا طلابية ربما تظهر مستقبلا حاملة للسلاح، على غرار حركة حماس في غزة، لكن أحدًا لم يدرك من يقف خلفها.

 

 

هنا ظهر رجل الأعمال الإخواني البارز، أسعد الشيخة، شريك القيادي الإخواني خيرت الشاطر، وأحد الأعمدة الرئيسيين في تلك القضية، والذي حُكم عليه غيابيًا بالسجن  5 سنوات بسبب مشاركته مع الشاطر في إحدى شركاته، واختفى وقتها داخل مصر لفترة حتى لا يلقى القبض عليه، وحصل في 2011 على حكم بالبراءة من المحكمة العسكرية.


مرت السنين وعاد «الشيخة» إلى مصر، بعد سنوات من الاختفاء في تركيا، وفجأة ظهر بجوار الرئيس المعزول محمد مرسي، مستندًا إلى خلفية مالية كبيرة كونها من شراكته للشاطر في شركة «إم سى آر للمقاولات»، وكذلك شركة «مصر للمقاولات»، بل وواحد ممن تولوا إدارة شركة «الحياة للأدوية» في الجزائر، ومنها إلى عضوية الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة.

 

اقرأ أيضًا.. الطريق إلى 30 يونيو| جمعة 21.. المعارضون ينتفضون ضد التمكين الإخواني


قدمت الجماعة الإرهابية «الشيخة» كنائب لرئيس ديوان الرئيس المعزول محمد مرسي، متمتعًا بصلة قرابة مع «مرسي»، إذ أنه ابن شقيقة «المعزول»، لدرجة حرصه على الظهور بجواره حتى في قفص الاتهام.


لم تخرج أدوار الشيخة عن حمل ورقة خطابات مرسي أو المايك له، وفي أحيانا كثيرة مدافعًا عنه حين اصطف مجموعة من الضباط أمام موكبه، ثم جلوسه مع الصحفيين مطالبًا إياهم بعدم «إهانة مرسي».


واليوم، يُحاكم أسعد الشيخة أمام محكمة جنايات القاهرة، في قضية «التخابر مع حماس» وإفشاء أسرار الدفاع عن البلاد لدولة أجنبية ومن يعملون لمصلحتها.


عصام الحداد.. الرجل الغامض


حين بدا لـ«الإخوان» أن عودها اشتدت، وباتت قادرة على ابتلاع الهوية المصرية، و«أخونة» كل مفاصل الدولة المصرية، أزاحت قيادات مكتب الإرشاد عن وجه جديد على المصريين لم يسمعوا عنه من قبل ليصبح مسئولا عن ملف الخارجية من الألف للياء.


من أستاذ للتحليل بكلية الطب، إلى مساعد رئيس الجمهورية للشئون الخارجية، وجد الدكتور عصام الحداد «طاقة القدر» تٌفتح له، لتبدأ مرحلة تكسير عظام الدبلوماسيين في وزارة الخارجية المصرية، ثم تهميش دور الوزارة والوزير بتعيين محمد كامل عمرو وزيرًا للخارجية.

 


رجل غامض بكل ما تحمل الكلمة من معنى، ففي البيت الأبيض كان الظهور المفاجئ له حاملا رسائل خاصة من الجماعة إلى الرئيس الأمريكي – آنذاك – بارك أوباما.


بمرور الوقت، اتضحت الرؤية وتبين أن هذا الوجه الغامض يحمل خلفه تحكمًا في كل خيوط الملفات الخارجية في يده داخل مؤسسة الرئاسة، وصاحب القول الفصل في أي قرارات عن علاقة مصر بباقي الدول، وهو ما أدى في النهاية إلى تشويه علاقتها بأغلب دول العالم في سنة واحدة تولت فيها الجماعة حكم البلاد.

 

اقرأ أيضًا.. الطريق إلى 30 يونيو.. 8 خطايا لـ«الإخوان» أشعلت غضب الشارع المصري


وعصام الحداد، هو أحد أبناء محافظة الإسكندرية، واعتقل من مايو إلى نوفمبر 2009، إضافة إلى كونه شقيق مدحت الحداد المحكوم عليه بثلاث سنوات في المحكمة العسكرية الخاصة بالجماعة في أحداث ميليشيا الأزهر.


ولكونه «صوت الجماعة» في الخارج، كان طبيعيًا أن يتواجد عصام الحداد في قضية التخابر مع حماس، إذ كشفت أحراز القضية عن مكالمات دولية له بعضها باللغة العربية وأخرى بالإنجليزية ومكالمات موجهة للسعودية وسيناء، ترتبط جميعها بمنظمات إغاثية عالمية مرتبطة بجماعة الإخوان الإرهابية.


محمود مكي.. «ترزي الاتحادية»


حياة «مريبة» تلك التي عاشها القطب الإخواني محمود مكي، حين بدأ مشواره كضابط بقوات الأمن المركزي، لمدة ثلاث سنوات, ثم بمديرية أمن الإسكندرية حتى التحق بالعمل في النيابة العامة، إلى أن أصبح نائبا لرئيس محكمة النقض.


بقرار من وزير العدل الأسبق محمود أبو الليل أحيل «مكي» إلى مجلس الصلاحية للتحقيق معه عام 2006، لتجاوزه صلاحياته في إشرافه على الانتخابات البرلمانية التي جرت عام 2005، وعقب ذلك بـ 4 سنوات أعير مستشارا قانونيا بدولة الكويت في الفترة من يونيو 2009 حتى أغسطس 2012.

 


بعد ذلك عاد «مكي» إلى مصر، ليقبل عرضًا إخوانيًا من محمد مرسي كنائب له، وبعدها بشهور قرر الرحيل عن المنصب محاولا تقديم نفسه كوجه معترض على بعض التصرفات الرئاسية، غير أن تعيينه كسفير لمصر في الفاتيكان أظهر حالة الاندماج المتكاملة مع الجماعة.

 

اقرأ أيضًا.. الطريق إلى 30 يونيو| «تمرد» تجمع 15 مليون توقيع لسحب الثقة من «مرسي»


وما بين هذا وذاك، لا يختلف اثنان على أن «مكي» كان واحدًا من مجموعة «ترزية القوانين» لمرسي، وتجسد ذلك في الإعلان الدستوري المحصن، ثم إلغائه ومنح رئيس الجمهورية اختصاصات وصلاحيات لم يحصل عليها رئيس سابق ليتم تقليص عدد المستشارين للمحكمة الدستورية العليا وذلك من أجل إقصاء المستشارة تهاني الجبالي وإرهاب باقي الهيئة مما يعد اغتصاباً وتجريفاً للقضاء والاعتداء على استقلاله.


وبين الليلة والبارحة، حصل مرسي على صلاحيات تعيين وإقالة وتحديد الفترة للنائب العام ومنحه فرصة منح مجلس الشورى (آنذاك) إصدار تشريعات وقوانين وأن يكون بديلاً لمجلس الشعب.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة