صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


قصص وعبر| هويدا.. ضحيةالشك وسوء السلوك

علاء عبدالعظيم

الثلاثاء، 25 يونيو 2019 - 09:05 م

 

يعتبر الشك صديق حميم لأصحاب الأرواح الضعيفة، بسبب عدم الثقة بالنفس، فيدمر النخوة في النفوس ويقتل المحبة في القلوب، ويصبح داء مخيف يخنق العاطفة ويدمر الرحمة أيضا.

 

هكذا كان حال الزوج عامل الخردة الذي حول حياة زوجته إلى جحيم بسبب شكه في سلوكها مما اضطرها لطلب الطلاق، لكنها لم تعلم بأنه انخذ القرار بعد أن استسلم للوساوس وسيطر عليه شيطانه، فبدلا من أن ينفصل عنها أو يحسن معاشرتها ويوضح لها كل مايثير أي لبس أو شبهة كي يطمئن قلبه إلا أنه أنهى حياتها نهاية مأساوية دون رحمة أو شفقة، أو حتى يتذكر لها صنيعا طيبا أو معروفا.

 

جلس الزوج داخل غرفته بعد مشادة كلامية مع زوجته تدق رأسه أفكار سوداء كسواد الليل، وفي نفسه ثورة من الغضب وظلمة اليأس، انتفض من فوق مقعده، وسابقت قدماه الرياح متوجها إلى غرفة نومها، ودون أية مقدمات انقض عليها وشل حركتها واحكم قبضتا يديه حول عنقها يضغط بشدة ولم يبال تقطع أنفاسها وأنينها، وجحوظ عينيها اللتان تكاد أن تنفجرا من شدة الضغط على رقبتها، وعلامات الهلع والرعب التي علت وجهها، ولم يتركها إلا وهى جثة هامدة.

 

وجلس بجانبها يرسم خطته الشيطانية معتقدا الهرب من عدالة السماء، وبعقل هائم، وقلب جاحد وضعها داخل جوال جمع الخردة، وحملها داخل التروسيكل بعد أن خيم الظلام على القرية، وتوجه إلى النيل الذي يحمل في حركة مياه حنان، والنجوم في السماء تأتي وتمضي فيزيد المنظر رعبا وجمالا، والصمت يلف المكان ووقف ناظرا إلى مياه النيل في شرود، وفجأة حملها وألقى بها وسط المياه لتقبع في الأعماق، وانصرف في هدوء وكأنه لم يفعل شيئا.

 

وبعد ٣ أيام شاءت إرادة المولى أن يطفو الجوال فوق سطح مياه النيل أمام إحدى القرى بمركز فارسكور بمحافظة دمياط، هرول الأهالي بإخراج الجوال في مشهد يدمي القلوب ويفطر الأكباد ووسط بكاء ونحيب النساء.

 

على الفور أصدر اللواء طارق مجاهد مدير أمن دمياط تعليماته بفك لغز العثور على جثة الزوجة، وتوجهت قوة من رجال المباحث قادها العميد حسام الباز مدير إدارة البحث الجنائي، والعقيد أحمد غنيمة مفتش المباحث، والرائد محمد المليجي رئيس مباحث مركز فارسكور، وبتكثيف التحريات تبين أن الجثة لزوجة تدعى هويدا في نهاية العقد الثاني من عمرها، وأقرت عائلتها بأنها متغيبة منذ ٣ أيام وتعرفوا عليها.

 

وأكدت التحريات أيضا أن وراء الجريمة زوجها عامل الخردة وذكر في أقواله أنه قام بخنقها ووضعها داخل جوال جمع االخردة، ووضع معها عدد من الأحجار الثقيلة وحملها داخل التروسيكل في وقت متأخر من الليل وألقى بها في مياه النيل ذلك لشكه في سلوكها.

 

تحرر المحضر اللازم وأحيل إلي النيابة التي صرحت بدفن جثة الزوجة بعد العرض على الطب الشرعي، وقررت حبس الزوج ٤ أيام على ذمة التحقيقات.

 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة