عم إبراهيم.. «مكوجي الرجل» الذي تمرد على «ثورة البخار»
عم إبراهيم.. «مكوجي الرجل» الذي تمرد على «ثورة البخار»


حكايات| عم إبراهيم.. «مكوجي الرجل» الذي تمرد على «ثورة البخار»

محمود عمر

الثلاثاء، 25 يونيو 2019 - 09:56 م

هي مهنة لها تاريخ، كانت الوسيلة الأولى والمثلى في وقتها التي تستطيع أن تقوم بعملية فرد الملابس، والتي أبطلت استخدام مراتب الأسرة في وضع الملابس تحتها حتى يتم فردها وتظهر وكأنها مكوية، إنها مهنة «مكوجى الرجل».


المهنة التراثية أصبحت على المحك وقاب قوسين أو أدنى من الانقراض، إلا أن عم إبراهيم محمد قطب أشهر مكوجي رجل بحي المبيضة بمدينة الفيوم والوحيد هناك" له رأي مغاير إذ يرى أن مكواة الرجل مازالت تحتفظ برونقها إذ يفضلها العديد من الزبائن عن الكي بالبخار باعتبارها تقوم بالكي بطريقة أكثر دقة ولا تترك آثار مثل الأخرى.

 

ضد البخار
يقول لنا عم إبراهيم أن مهنته ورثها عن والده منذ أكثر من 40 عامًا وشاهد بعينه الزحام الشديد لكيّ الملابس في أوقات كثيرة حتى أنهم كانوا لديهم أكثر من مكواة رجل في المحل الواحد حتى يتمكنوا من كيّ ملابس زبائنهم، ومع مرور الوقت واستحداث طرق أخرى للكيّ مثل الكيّ بالبخار، تأثرت مكواة الرجل تأثرًا شديدًا وهناك من رضخ لهذه التكنولوجيا وغير نشاطه للكيّ بالبخار، إلا أنا في هذا الحي بالكامل  - حي المبيضة - لم أرضخ وظللت محتفظًا بمكواة الرجل حتى يومنا هذا ولى زبائني الذين يفضلون الكى عندي خاصة من كبار السن ومن لديهم العباءات الثقيلة التى لا تتمكن مكواة البخار من كيها، بالإضافة إلى أنواع أخرى من القماش لا تستجيب لمكواة البخار فيأتى بها زبائنها لكيها.

 

سعر أعلى
ويضيف: «مكواة الرجل تعتبر أعلى سعرًا نوعًا ما من مكواة البخار إذ أنني اعتمد في الكى على التسخين ويكلفني أسطوانة غاز كل 8 أيام، بالإضافة إلى ثقل المكواة نفسها فهي مصنعة من الحديد ولها يد طويلة أمسكها بيدي وأضع قدمي على الجزء الحديدي من خلال عازل خشبي وهى مهنة شاقة للغاية وتسببت لي في مشاكل صحية جسيمة في الظهر وفقرات الرقبة، ولكنى متمسك بها لأنها مصدر رزقي بالإضافة إلى أن لدى زبائني الذين يأتوني إلى لمعرفتهم أن ملابسهم سيتم كيها بالطريقة الصحيحة.

 

ويضيف أن لديه 3 من الأبناء وينفق عليهم من خلال عمله بالمكواة، وتمنى أن تستمر مهنته ولا تنقرض أبدًا لأنها مهنة تاريخية وتذكرنا بأيام الرخاء فمنذ عشرات السنين كنا نكوى الجلباب بقرش صاغ حتى وصل الآن إلى جنيهان ونصف بسبب ارتفاع الأسعار، ولكن فى المجمل يأتى إلينا محبينا لأننا نقنعهم بما تصنعه لهم أيدينا فى ملابسهم. 
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة