صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


قصص وعبر| جبروت عائلة إبليس

علاء عبدالعظيم

الجمعة، 28 يونيو 2019 - 07:25 م

 

حملوا أبيهم في كفنه الأبيض يبكون بكاء كاذب، غرضه الخداع وإيهام الناس بما يخالف الحقيقة، كي يصدقونهم ويتعاطفون معهم، معتقدين الهرب من عدالة السماء بعدما ارتكبوا جريمة تقشعر لها الأبدان وتنفطر لها القلوب، فبدلا من أن يحسنوا إلى أبيهم الذي كان سببا لوجودهم في الدنيا بل رسموا خطتهم الشيطانية، وقتلوه بمعرفة الأم بعدما ملأت قلوبهم القسوة وبدت كالحجارة، أو أشد قسوة وذهب عنها اللين والرحمة.

بعد عام كامل انكشف أمرهم، وباستخراج جثة أبيهم من قبره والذي راح ضحيتهم.

عام كامل مر على وفاة الأب، بينما سيطر على أولاده الـ٣ والأم الخوف من مستقبل غامض أو مجهول يترصدهم فما كان منهم إلا أن يبكون جزعا وخوفا، ليس حزنا عليه أو تأنيب ضمير لكن خشية أن ينكشف أمرهم، تطارد مخيلتهم صورة أبيهم الذي اتفقوا واتخذوا القرار بالتخلص منه دون رحمة أو شفقة متناسين آيات المولى عز وجل ووصينا الإنسان بوالديه، إلى أن جاء اليوم الموعود حيث تقدم شقيق والدهم ببلاغ إلى النيابة يطالب فيه باستخراج الجثة وعرضها على الطب الشرعي لاشتباهه بأن هناك شبهة جنائية وأن وفاة شقيقه ليست طبيعية كما زعم أولاده وزوجته.

وبالفعل أصدرت النيابة قرارها باستخراج الجثة وتشريحها، وكانت المفاجأة التي جاءت بتقرير الطب الشرعي وأفادت أن سبب الوفاة تناول الأب مادة سامة.

على الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف اللواء علاء الدين سليم مساعد الوزير لأمن المنوفية، وتبين أن وراء الجريمة ابناءه الثلاثة والأم، وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة حيث قاما ابنيه وشقيقتهما بوضع مبيد حشري داخل كبسولة علاجه، وأنه عقب تناوله لها توفي، وأنهم أخبروا الأم بفعلتهم، وذكروا بأنهم أقبلوا على النخلص منه بسبب سوء معاملته لهم.

حرر المحضر اللازم واحيلت عائلة إبليس إلى النيابة التي نولت التحقيقات.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة