خالد ميري
خالد ميري


خالد ميري يكتب: أيام كتابة التاريخ

خالد ميري

الأحد، 30 يونيو 2019 - 12:39 ص

 

قبل ٦ سنوات كانت الثورة التى أنقذت الوطن والأمة، ثورة ٣٠ يونيو ليست مجرد ثورة كبرى شارك فيها ٣٠ مليون مصرى، لكنها الثورة الأهم فى تاريخ مصر الحديث والمنطقة العربية بأكملها.

قبل ٦ سنوات كانت مصر على حافة الضياع والتقسيم والحرب الأهلية، بعد عام كامل من حكم جماعة الإرهاب وبيع الأوطان.. وكانت كل الدول العربية تنتظر دورها بعد سقوط مصر ليتم تقسيم خريطة الدول العربية من جديد وفقًا لرغبات أصحاب المصالح وبأيدى نفر لا يعرفون دينًا ولا وطنًا.

منذ إنشاء جماعة الإخوان على يد الاحتلال الإنجليزى وهم يقومون بالدور المكلفين به ببراعة، يرتدون ثياب وطن -هو منهم برىء- وثياب دين باعوه بأبخس الأثمان، وعندما قامت ثورة يناير كانوا على أتم الاستعداد للقفز على الحكم وهو غايتهم وبيع وتقسيم الوطن الذى يعيشون فوق أرضه ولا يعرفونه، فى عام حكم جماعة الإرهاب كانت مصر الكبيرة فى طريقها للعودة إلى ظلمات العصور الوسطى، فشلوا فى كل أمور الدين والدنيا.. اشتعلت الفتن بطول البلاد وعرضها وانهار الاقتصاد وانتعشت السوق السوداء التى كانوا رموزها وأول مستفيد منها.

نتذكر أيام سقوط أبناء الوطن قتلى على يد عشيرتهم ومن والاها، أيام اختفاء رغيف الخبز والسلع والكهرباء والبنزين والقضاء على الاحتياطى الأجنبى.. نتذكر عندما سيطر الإحباط على شعب بأكمله وغابت الضحكة عن كل الوجوه، عندما تحولت مصر لسجن كبير ترتع فيه جماعة بينما يتألم شعب بأكمله.

لهذا كانت ثورة ٣٠ يونيو فعلًا تاريخيًّا حتميًّا وعظيمًا وغير مسبوق، هى أيام المجد واستعادة الوطن والهوية والدين.. أيام خرج ما يزيد على ٣٠ مليون مصرى ومصرية لكل الشوارع والميادين بطول مصر وعرضها، واستجاب جيش الشعب كالعادة لنداء الشعب وانحاز لأهله ووطنه، أيام وضع الشعب فيها ثقته فى رجل الأقدار الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع وقتها، وكان الرجل على موعد مع التاريخ.

أتذكر جيدا يوم ٣ يوليو ونحن ننتظر بيان إنقاذ مصر، كنّا فى ميدان التحرير بعد مسيرة كبرى تحركت من نقابة الصحفيين، الملايين كانت تترقب وجاء البيان يستجيب للشعب وينقذ الوطن ويطلق بابًا لأفراح غير مسبوقة.

الآن بعد ٦ سنوات نزداد إيمانًا بأن ثورة يونيو كانت فعلًا تاريخيًّا حتميًّا لإنقاذ مصر والمنطقة العربية، وكانت عملًا عظيمًا غير مسبوق فى تاريخ ثورات الشعوب لأنها قضت على الفتن وأنقذت الوطن، نعرف جيدا الآن ماذا كانوا يريدون بنا، إما أن يحكمونا أو يقتلونا. لم يكن مجرد كلام رددوه لإخافتنا لكنه واقع كشفته جرائمهم الإرهابية منذ الثورة وحتى الآن، أيديهم ملوثة بالدماء وأموالهم مجرد ثمرة للاستغلال والإسلام برىء من جرائمهم، هم خوارج العصر وكل العصر.. ولدوا على يد المخابرات البريطانية فى قناة السويس وتنقلوا بين أيادى مخابرات الدول الغربية، وسلموا أنفسهم لأمير دويلة الخليج الصغيرة ولمجنون تركيا الذى يحلم بالسلطنة.

ثورة ٣٠ يونيو فتحت أبواب كتابة التاريخ من جديد، وخلال ٥ سنوات من وصول الزعيم عبدالفتاح السيسى للحكم بإرادة شعبية كاسحة تمكنت مصر من استرداد المكان والمكانة عالميًّا وإقليميًّا، وفى الداخل تحقق من الإنجازات ما كان يحتاج لعشرات السنوات.

إرادة الشعب كانت الغالبة، مصر أكبر من جماعة وأكبر من كل المؤامرات، مصر التاريخ والجغرافيا عادت كبيرة قوية منيعة، يد تبنى وتعمر ويد تحمل السلاح تحفظ الحدود وتدفن الإرهاب تحت الرمال الحارقة.

ثورة ٣٠ يونيو كانت إرادة شعب عظيم وانحاز لها جيش وطنى عظيم، من رحم الثورة عاد الوطن قويا ينطلق للمستقبل بثقة وثبات، ومع الزعيم عبدالفتاح السيسى تتواصل المسيرة ويكتمل بنيان مصر الحديثة القوية التى توفر لشعبها الحياة الكريمة التى يستحقها.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة