سيرجي سكريبال وفلاديمير بوتين وتيريزا ماي
سيرجي سكريبال وفلاديمير بوتين وتيريزا ماي


«قضية سكريبال» حاضرة في قمة العشرين.. الصدام لم ينتهِ بين بريطانيا وروسيا

أحمد نزيه

الأحد، 30 يونيو 2019 - 06:02 م

 

عادت قضية تسميم الجاسوس الروسي سيرجي سكريبال وابنته يوليا في مدينة سالزبوري غرب إنجلترا لمشهد الصدام بين بريطانيا وروسيا من جديد.

وعُثر على سكريبال وابنته وهما منزويان على الأرض بجوار أحد المطاعم في مدينة سالزبوري في مارس عام 2018، تبين بعد الفحص الطبي لهما أنهما تعرضا لغاز أعصاب قاتل، موضوع على قائمة المحظورات الدولية الخاصة بالأسلحة الكيماوية، لتتوجه أصابع الاتهام حول موسكو في تسميم الجاسوس الروسي وابنته.

وجراء تلك الاتهامات، أقدمت عشرين دول أوروبية تنضوي تحت راية الاتحاد الأوروبي، على رأسها بريطانيا، إلى جانب الولايات المتحدة على طرد دبلوماسيين روس من أراضيهم بلغ عددهم 130 دبلوماسيًا، ليستمر الصراع بين بريطانيا وروسيا حول هذه القضية

فتح القضية من جديد

واليوم وبعد مرور نحو خمسة عشر شهرًا على الحادثة، كشف الكرملين الروسي بأن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، التي تستعد لترك منصبها، قد تحدثت بلهجةٍ شديدةٍ مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اجتماعهما على هامش قمة العشرين، التي استضافتها مدينة أوساكا اليابانية.

وأعلن المتحدث الرسمي باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف،  أن موسكو قدمت للجانب البريطاني كل التوضيحات المطلوبة بشأن قضية ضابط المخابرات الروسي سيرجي سكريبال وابنته يوليا، في حين أن لندن لم تقدم أي أدلة بخصوص هذا الشأن.

وذكر بيسكوف أن الرئيس بوتين قدم لرئيسة الوزراء البريطانية كل التوضيحات المطلوبة بشأن قضية سكريبال، وأن الجانب البريطاني لم يقدم أية أدلة، لا إلى روسيا ولا إلى الحلفاء الأوروبيين.

قصة سكريبال

ونلقي الضوء على سيرجي سكريبال سبب الأزمة الحالية بين موسكو ولندن، والمستمرة منذ أكثر من عامٍ، فقصته تبدأ من عام 2004، حينما وقف في قفص الاتهام أمام قاضٍ روسيٍ، يدلي باعترافٍ حول اتهاماتٍ موكلةٍ إليه، بالاتصال مع عملاء بريطانيين لدى سفارة بريطانيا لدى موسكو، ليقر العقيد السابق بالاستخبارات الروسية بإبلاغ عملاء جهاز الاستخبارات البريطانية أسماء نحو 300 عامل سري بجهاز الاستخبارات الروسية، مفصحًا عن أن مدينة أزمير التركية كانت مسرح لقاءاتٍ بالعملاء البريطانيين.

السجن ثلاثة عشر عامًا كان مصيره عام 2006، أمضى منهم أربع سنواتٍ فقط، قبل أن تتسلمه بريطانيا، في إطار صفقة تبادل الجواسيس بين روسيا والولايات المتحدة، أُبرمت بين الرئيسين الأمريكي باراك أوباما وديمتري ميدفيديف، وقد وصفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد واقعة التسمم بالشخص الخائن، وحقّر من شأنه.

وطُرد سكريبال من روسيا، ومكث بقية حياته في مدينة سالزبوري البريطانية، وعمل محاضرًا في الأكاديمية العسكرية الملكية البريطانية، فكان يلقي محاضرات حول أساليب عمل المخابرات الروسية.

وتقاعد سكريبال في عام 2016، ومنحته سلطات المملكة وسام الإمبراطورية البريطانية، وهو وسامٌ رفيعٌ في بريطانيا، لتكافئه لندن على إسهاماته لها، حتى وإن كانت تلك الإسهامات كانت على أنقاض خيانته لوطنه، وهو الذي تخرج من الأكاديمية الدبلوماسية العسكرية في موسكو، ليكون دبلوماسيًا وعسكريًا لبلاده فأوفدته إلى مالطة ثم إلى إسبانيا، والتي كانت بداية تعاملاته مع عملاء الاستخبارات البريطانية.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة