مصر
مصر


جرى إيه يا أجيري؟!

إبراهيم ربيع

الثلاثاء، 02 يوليه 2019 - 02:52 ص

جرى إيه يا أجيري؟!.. الناس تضرب كفا بكف وتسأل نفسها وهي محتشدة ومتراصة كقفص الطماطم فى المقاهى أمام شاشات التليفزيون.. هو فيه إيه؟!.. إحنا بنعمل إيه؟!.. لا نهاجم ولا ندافع ووسط المنتخب «سايب».. ولاعبو أوغندا مثل العصافير تطير وتحط علينا كما تحط على وجبة حبوب؟!.

 ٣٥ دقيقة متتالية لا تتحرك «جثة» المنتخب لا ترفع قدما ولا تحرك ذراعا ولا تفتح عينا.. قلب الفريق متوقف ولا نبض فى العروق إلا من مقاومة من وحى السماء منحة من الله للحارس محمد الشناوى الذى كان العضو الوحيد الحى النابض فى الجثة الهامدة.

وقف الخواجة أجيرى على الخط مكفهر الوجه وحائر مثلنا وربما يسأل نفس أسئلة الجمهور فى المدرجات والمنازل والشوارع.. لماذا تعرض فريقى للإغماء؟!.. ماذا أفعل وقد ضحكت على الناس فى المؤتمرات الصحفية وبشرتهم بتحسن حالة المريض فاذا به ينتكس ولا يتحمل الحمى الأوغندية فبدا اللاعبون «محنطين» يتفرجون مثلنا.. أليس أنا الذى روجت للإعلام والرأى العام أننى المهدى المنتظر الذى جاء ليهدى المنتخب الى اللعب الهجومى بعد أن ضل طريقه مع دفاعات كوبر. 
أليس أنا الذي تضامن معى الخبراء إعجابا بشجاعتى فى مهاجمة الخصوم؟! أين هو الهجوم؟، لا بلغت الهجوم ولا احتفظت بدفاعات كوبر ولا أعرف ما هو الحل فى خط الوسط الذى أصبح من الألغاز والأسرار التى يجب تدريسها فى معاهد وأكاديميات كرة القدم.

فلم يعد سوى استكمال للخطوط التى يضعها التليفزيون على الشاشة، فالأداء لا يمر من عنده بعد أن انقطعت وصلة عبدالله السعيد وعدم توفر خاصية الربط عند طارق حامد ومحمد الننى ودونجا، أصبحنا كتابا مفتوحا فيه قصة واحدة قصيرة.. دفاع يستخلص الكرة إن استطاع أو تطيش هجمات المنافس فننقل الكرة إلى الأمام من الدفاع إلى الهجوم فضائيا و«إحنا ونصيبنا».. فى عصر الفضاء والطائرات المسيرة.. ربما تصل الكرة إلى صلاح أو تريزيجيه فى أوضاع مريحة تصل بهما إلى المرمى أو ربما يخطئ دفاع أوغندا خاصة وهو فريق ناشئ ليس من القوى التقليدية فى القارة ولا بد انهم سيخطفون مرة أو اثنين..

 كان الرهان الرئيسي هو البحث عن أخطاء دفاعية للمنتخب الأوغندى وقد حدث.. لكن ليس فى كل مرة تسلم الجرة.. ليس قانونا ولا طريقة لعب ولا رهانا مضمونا مع فرق أقوى وأكثر خبرة.. الا ان هذا ما كان يملكه أجيرى الذى فوجئ مفاجأة مذهلة وهو يرى لاعبى أوغندا يضغطون من الدقيقة الاولى وينفذون الضغط العالى على مدافعينا الذين لم يفكروا فى كيفية بناء الهجمة وكان كل همهم أن يفلتوا من هذا الضغط.

ووقف ديسابر مدرب أوغندى على الخط مبتسما وكأنه يقول لأجيرى هل ظننت اننى لا أفهمك.. لا.. أنا راهنت على مفاجأتك بشجاعة اللعب للامام والضغط فى كل أرجاء الملعب، بل بتنظيم فى الاداء تقريبا لا تجيده معظم الفرق السمراء فى القارة.. واذا كنت تظن ان النجدة ستأتى من تريزيجيه وصلاح، فإنك ترى اننا اغلقنا شوارع تريزيجيه ولم يمر منها الا نادرا ولم ندع فرصة لصلاح ليتنفس بكل أشكال الرقابة.. وبينما هو يتبسم اذا بصلاح يحرز الهدف الاول بقدرات خاصة فأصبح وجه ديسابر حائرا بين الابتسامة الساخرة أو التعبير عن الغضب.. فجمع هذه المشاعر فى هز رأسه يمينا ويسارا.

وإذا بالذي كان يبحث بجدية عن نقطة أو ثلاث نقاط يصاب بالنقطة.. واضطر إلى الاستسلام للأمر الواقع بعد الهدف الثانى وكأنه يضع نفسه بأنه ليس بصدد مباراة كرة قدم، بل هى رحلة قام بها فريقه إلى أهرامات الجيزة وهو ولاعبوه الآن داخل دهاليز هرم خوفو فأصيبوا بلعنة الفراعنة.. هذا ليس منطقيا من سير اللعب وليس عملا أرضيا بل هو عمل كبير من الأسرار الفرعونية.. ربما هى عملية «تحنيط» لمرمى الشناوي الذي تعرض لـ١٧ هجمة وفرصة لم تمر منها واحدة فقط.. مستحيل تكون معنا كل الأرقام بتفوق ساحق فى الاستحواذ والتسديدات والضربات الركنية والفرص ثم نخرج خاسرين.

المشكلة عند أجيري ليس انه لم يتحسن كما وعد، بل لأنه ظهر أكثر سوءا مقارنة بمباراتي زيمبابوي والكونغو.. ولأننا لم نفهم ماذا يريد بالضبط كما كنا لا نفهم قائمة الاختيار الأولى.. الرجل دخل معمل المنتخب بوعد يقدم لنا اكتشافا هجوميا اشتقنا له فاذا به يقدم لنا الفنكوش.. وظهر «الفلس» أكثر فى الشوط الثاني بما يدل على انه لم يقل شيئا ذا قيمة بين الشوطين.. فكل ما كان يفعله الفريق هو إرسال الكرات الفضائية الى الامام يجرى لها صلاح وتريزيجيه فى العمق على اعتبار ان مروان محسن ليس لديه خاصية الجرى.. هو «عمود نور» فقط تم تثبيته فى منطقة الجزاء.

وتتبقى الأسئلة المشروعة من الجمهور والخبراء: ماذا نفعل بهذا المستوى المتهالك امام فرق أكبر وأقوى وأكثر خبرة وتمرسا.. ماذا يمكن أن نفعل أمام المصنفين مثل الجزائر والمغرب والسنغال وكوت ديفوار والكاميرون وحتى جنوب أفريقيا؟،، هل هؤلاء لديهم استعداد لتصديق أية وعود أخرى عن التحسين والتطوير والدخول في المعمعة الحقيقية للبطولة؟.. كل شيء جايز.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة