الرئيس السيسي خلال إلقاء بيان القوات المسلحة في 3 يوليو 2013
الرئيس السيسي خلال إلقاء بيان القوات المسلحة في 3 يوليو 2013


الطريق إلى 30 يونيو| كواليس 10 دقائق بلسان «السيسي» غيرت مسار الشرق الأوسط

زينب السنوسي

الأربعاء، 03 يوليه 2019 - 02:38 م

عقارب الساعة كانت تشير إلى التاسعة مساء.. ملايين المصريين اصطفوا بدقة لا فرق بين صغير أو كبير في مشهد مهيب بالشوارع والميادين حيث لا موطئ لقدم، بدقات قلب سريعة متواترة، وعبارات «ارحل»، و«يسقط يسقط حكم الإخوان»؛ الجميع كان على موعد مع استنشاق نسائم الحرية، حينما أصدرت القوات المسلحة بيان 3 يوليو عام 2013، وأذاعه حينها المشير عبد الفتاح السيسي.

ليلة لم تنم فيها مصر

وقضى بيان القوات المسلحة، الذي أذاعه السيسي، بعزل محمد مرسي العياط، من منصبه، ووضع خارطة طريق لمستقبل البلاد حتى تسترد عافيتها بعد محاولات الإخوان المستميتة لتشويه ملامحها وحضارتها وهويتها.

القوات المسلحة التي كانت ولا تزال درع مصر الواقي، ضد تدخلات المغرضين وأرباب المصالح، راقبت الوضع، وانحازت لإرادة الشعب الذي قال «لا» بكل قوة أمام بطش الإخوان، فرسمت خطة انتقال بدأت بعزل مرسي، والإطاحة بنظام الإخوان، وتعيين المستشار عدلي منصور، وكان وقتها رئيس المحكمة الدستورية العليا، رئيسًا للفترة الانتقالية حتى يتم تعديل الدستور، وتجرى انتخابات رئاسية وتليها انتخابات تشريعية.

وها هم المصريون ذاتهم بعد مرور ستة أعوام، على ثورتهم الخضراء، يجنون الثمار جملة وتفصيلا بالعديد من التطورات، والإنجازات التي تحققت على أرض الواقع، مع تقلد الرئيس عبد الفتاح السيسي، مسئولية البلاد، لاقى فيها تحديات جمة، تحملها والمصريون بالصبر والكفاح، والعمل والجهد، وبدأت ماكينات العمل بكل طاقتها لتعود من جديد الروح في المشروعات القومية، فتجاوزوا كل العقبات، وأثبت السيسي، للعالم أجمع أن مصر قادرة دائما على تجاوز المحن والعقبات، وعلى دحض كيد الإخوان الذين حاولوا ولا يزالون النيل من مقدرات الوطن، وتشويه صورته، وآن لهم أن يستطيعون.

 

حتى لا ننسى.. نص بيان 3 يوليو 2013

بلسان الواثق أعلن السيسي، في مدة لم تتعد العشر دقائق؛ رسائل محددة وواضحة كان نصها كالتالي: شعب مصر العظيم إن القوات المسلحة لم يكن في مقدورها أن تصم آذانها أو تغض بصرها عن حركة ونداء جماهير الشعب التي استدعت دورها الوطني وليس دورها السياسي، على أن القوات المسلحة كانت هي بنفسها أول من أعلن ولا تزال وسوف تظل بعيدة عن العمل السياسي.

السيسي، واصل سرد بيان القوات المسلحة قائلا: ولقد استشعرت القوات المسلحة انطلاقا من رؤيتها الثاقبة، أن الشعب الذي يدعوها لنصرته لا يدعوها لسلطة أو حكم، وإنما يدعوها للخدمة العامة والحماية الضرورية لمطالب ثورته، وتلك هي الرسالة التي تلقتها القوات المسلحة من كل حواضر مصر ومدنها وقراها، وقد استوعبت بدورها هذه الدعوة وفهمت مقصدها وقدرت ضرورتها واقتربت من المشهد السياسي آملة وراغبة وملتزمة بكل حدود الواجب والمسؤولية والأمانة.


البيان أكد أن القوات المسلحة بذلت خلال الأشهر الماضية جهودا مضنية بصورة مباشرة وغير مباشرة لاحتواء الموقف الداخلي، وإجراء مصالحة وطنية بين جميع القوى السياسية بما فيها مؤسسة الرئاسة منذ شهر نوفمبر2012، بدأت بالدعوة لحوار وطني استجابت له كل القوى السياسية الوطنية وقوبل بالرفض من مؤسسة الرئاسة في اللحظات الأخيرة، ثم تتابعت وتوالت الدعوات والمبادرات من ذلك الوقت وحتى تاريخه.

واستكمل السيسي البيان قائلا إن القوات المسلحة تقدمت أكثر من مرة بعرض تقدير موقف استراتيجي على المستوى الداخلي والخارجي تضمن أهم التحديات والمخاطر التي تواجه الوطن على المستوى الأمني والاقتصادي والسياسي والاجتماعي، ورؤية القوات المسلحة كمؤسسة وطنية لاحتواء أسباب الانقسام المجتمعي وإزالة أسباب الاحتقان ومجابهة التحديات والمخاطر للخروج من الأزمة الراهنة.

وقال السيسي: إنه في إطار متابعة الأزمة الحالية اجتمعت القيادة العامة للقوات المسلحة بالسيد رئيس الجمهورية في قصر القبة يوم 22 – 6 – 2013 حيث عرضت رأي القيادة العامة ورفضها الإساءة لمؤسسات الدولة الوطنية والدينية، كما أكدت رفضها ترويع وتهديد جموع الشعب المصري.

وتابع السيسي في البيان التاريخي للقوات المسلحة: ولقد كان الأمل معقودا على وفاق وطني يضع خارطة مستقبل ويوفر أسباب الثقة والطمأنينة والاستقرار لهذا الشعب بما يحقق طموحه ورجاءه، إلا أن خطاب السيد الرئيس ليلة أمس وقبل انتهاء مهلة الـ48 ساعة جاء بما لا يلبى ويتوافق مع مطالب جموع الشعب.

الأمر الذي استوجب من القوات المسلحة استنادا إلى مسؤوليتها الوطنية والتاريخية التشاور مع بعض رموز القوى الوطنية والسياسية والشباب، ودون استبعاد أو إقصاء لأحد، حيث اتفق المجتمعون على خارطة مستقبل تتضمن خطوات أولية تحقق بناء مجتمع مصري قوي، ومتماسك لا يقصي أحدًا من أبنائه وتياراته وينهي حالة الصراع والانقسام.

خارطة طريق مصر 

وضع بيان القوات المسلحة في 3 يوليو من العام 2013، خارطة طريق لمستقبل مصر شملت؛ تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت، ويؤدي رئيس المحكمة الدستورية العليا اليمين أمام الجمعية العامة للمحكمة، فضلا عن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شؤون البلاد خلال المرحلة الانتقالية لحين انتخاب رئيس جديد.

وأكد البيان أن لرئيس المحكمة الدستورية العليا سلطة إصدار إعلانات دستورية خلال المرحلة الانتقالية، وشملت الخارطة تشكيل حكومة كفاءات وطنية قوية وقادرة تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الحالية، وتشكيل لجنة تضم جميع الأطياف والخبرات لمراجعة التعديلات الدستورية المقترحة على الدستور الذي تم تعطيله مؤقتا.

فضلا عن مناشدة المحكمة الدستورية العليا لسرعة إقرار مشروع قانون انتخابات مجلس النواب والبدء في إجراءات الإعداد للانتخابات البرلمانية، ووضع ميثاق شرف إعلامي يكفل حرية الإعلام ويحقق القواعد المهنية والمصداقية والحيدة وإعلاء المصلحة العليا للوطن، واتخاذ الإجراءات التنفيذية لتمكين ودمج الشباب في مؤسسات الدولة ليكون شريكا في القرار كمساعدين للوزراء والمحافظين ومواقع السلطة التنفيذية المختلفة.

وشملت الخارطة تشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية من شخصيات تتمتع بمصداقية وقبول لدى جميع النخب الوطنية وتمثل مختلف التوجهات.

واختتم بيان القوات المسلحة: تهيب القوات المسلحة بالشعب المصري العظيم بكافة أطيافه الالتزام بالتظاهر السلمي وتجنب العنف الذي يؤدي إلى مزيد من الاحتقان وإراقة دم الأبرياء، وتحذر من أنها ستتصدى بالتعاون مع رجال وزارة الداخلية بكل قوة وحسم ضد أي خروج عن السلمية طبقا للقانون، وذلك من منطلق مسؤوليتها الوطنية والتاريخية.

ووجهت القوات المسلحة التحية والتقدير لرجال القوات المسلحة، ورجال الشرطة والقضاء الشرفاء المخلصين على دورهم الوطني العظيم، وتضحياتهم المستمرة للحفاظ على سلامة وأمن مصر وشعبها العظيم.


بيان سبقه خطاب رافض

قبل بيان القوات المسلحة المذاع في 3 يوليو 2013، بساعات، خرج مرسي، يوم 2 يوليو ليلقي خطابا يرفض فيه مطالب الشعب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، كان خطابا محبطا مخيبا للآمال، وبدأ اجتماع دعت إليه القوات المسلحة لحل الأزمة، لكن قيادات الإخوان رفضت حضوره مرارا.

العالم ينحني احتراما لإرادة المصريين

في تصريحات سابقة للرئيس عبد الفتاح السيسي، في ذكرى الثورة الخامسة، اعتبر أن المصريين أوقفوا في 30 يونيو موجةَ التطرف والفرقة، التي كانت تكتسح المنطقة، وظن البعض أنها سادت وانتصرت، لكن كان لشعب مصر، كعادته عبر التاريخ، الكلمة الفصل والقول الأخير.

بدورها أبرزت الصحف قول الرئيس السيسي، بأن العالم انحنى احتراما لإرادة الشعب المصري، وتغير وجه المنطقة وتغيرت وجهتها من مسار الشر والإقصاء والإرهاب إلى رحاب الأمن والتنمية والخير والسلام.
 

 

واهتمت الصحف بنص قول الرئيس: إن الوطن الأبي نجح بطليعة أبنائه في القوات المسلحة والشرطة، وبدعم شعبي لا مثيل له، في محاصرة الإرهاب، ووقف انتشاره، وملاحقته أينما كان، ورغم الدعم الخارجي الكبير الذي تتلقاه جماعات الإرهاب من تمويل ومساندة سياسية وإعلامية، صمدت مصر وحدها وقدمت التضحيات الغالية من دماء أبنائها الأبطال واستطاعت ومازالت تواصل تحقيق النجاحات الكبيرة، وحماية شعبها بل والمنطقة والعالم كله.

خلل لا يحتمل المماطلة

كما أبرزت الصحف الصحف ما قاله الرئيس السيسي، عن الأوضاع الاقتصادية في عام الإخوان، بلغت من السوء مبلغا خطيرا، حتى إن احتياطي مصر من النقد الأجنبي وصل في يونيو 2013 إلى أقل من 15 مليار دولار فقط، ووصل معدل النمو الاقتصادي وقتها لنحو 2% فقط، وهو أقل من معدل الزيادة السكانية، مما يعني أن حجم الاقتصاد المصري لم يكن ينمو وإنما كان يقل وينكمش، وكانت كل هذه المؤشرات، وغيرها، علامة خطيرة وواضحة علي أن إصلاح هذا الوضع لم يعد يتحمل التأخير أو المماطلة.

إخوان الشيطان يشعلون فتيل المؤامرات

الإخوان حاولوا باستماتة عقب ثورة 30 يونيو تشويه صورة السلطات المصرية واستدعاء الخارج والاستقواء به؛ وبذلت الدبلوماسية المصرية جهودها الحثيثة في مواجهة شائعات إخوان الشيطان، لتأكيد الإرادة الشعبية في ثورة 30 يونيو.

السيسي، بدوره أكد في تصريحات سابقة، إن محاولات كثيرة تمت لتحريك المصريين في هذا الاتجاه، غير أن الوعي الشعبي حال دون ذلك، لاسيما وأن الكتلة المصرية لديها قدر كبير من الفهم ولم تستجب أو تتحرك، مؤكدا أنه مادام المصريون متماسكين وعلى قلب رجل واحد فلا داعي للخوف أو القلق على المستقبل؛ لأنه ليس بوسع أحد أن يغلب دولة أو شعباً، مؤكداً أن مصر دفعت ثمنًا كبيرًا خلال الأعوام الماضية لكن المصريين تحملوا.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة